المتهمة اذا عجز الرجل عن تحمل مسئولية بيته والتكفل باحتياجات اولاده لا يكون رجلا ولا يستحق الحياة .. كان هذا هو دستور سعيدة التي لم يكن لها نصيب من اسمها حيث كانت حياتها سلسلة لا تنتهي من المتاعب والازمات وتخلصت من زوجها لأنه لم يكن يستحق الحياة فطعنته في قلبه طعنة قاتلة انهت حياته في الحال . كلمات العتاب كانت بداية النقاش بين الزوجين .. جلسا وجها لوجه .. لم تطق الزوجة الانتظار اكثر من ذلك وطلبت من زوجها الخروج من المنزل والبحث عن عمل من جديد حتي يتثني له تلبية احتياجات البيت والاولاد .. سيناريو يتكرر يوميا منذ ان ترك الزوج عمله وجلس في البيت حيث زادت الاعباء ووجدت الزوجة نفسها امام امر واقع لا مفر منه وهو تحمل مصاريف الاولاد .. في البداية قالت انه لا مانع من مساعدة زوجي ومشاركته في الحلوة والمرة هكذا يفعل اولاد الاصول .. وتحملت معه مشقة عاما كاملا مر علي زوجها بلا عمل تحملت خلاله مصاريف اطفالها في المدارس والدروس الخصوصية والمصاريف اليومية واستدانت من الجميع .. كما كان اشقاؤها ووالدها يقومون بمساعدتها بمبلغ شهري .. لكن طالت مدة بقاء زوجها بدون عمل وطلبت منه مرارا وتكرارا البحث عن عمل لكن دون جدوي وفي تلك الليلة قررت الزوجة ان تطلب من زوجها ان يخرج للبحث عن عمل بدلا من الجلوس وانتظار المساعدات .. لكن زوجها وجد انها تطعنه في رجولته ولم يتركها وعاتبها علي كلامها وتحولت المعاتبة الي شجار وحاول الزوج ان يتعدي علي زوجته وسط صرخات ودموع اطفاله .. لم تشعر الزوجة بنفسها حيث اسرعت الي المطبخ لتدافع عن نفسها واستلت سكينا وطعنت به قلب زوجها ليسقط وسط بركة من الدماء .. لم تصدق ما شاهدته واسرعت تحتضن اطفالها وجلست بجوار جثة زوجها لا تعرف ماذا تفعل سوي التزامها الصمت واطفالها ينظرون الي والدهم وهم يصرخون. منذ الوهلة الاولي التي قررت فيها" سعيدة" ان تقدم علي جريمتها لم يكن علي بالها ان تخطئ ضربتها لتصل الي قلب الزوج الذي سقط علي الارض قتيلا.. صرخات الاطفال الذين شاهدت سيناريو القتل ربما هو ما جعلها تدرك انها في ورطة وان زوجها قد فارق الحياة .. جيران الزوجين في شبرا الخيمة قاموا بابلاغ العميد بلال لبيب مامور قسم شبرا ثان بتفاصيل الحادث وانتقل علي الفور رجال المباحث لمسرح الجريمة .. لم يتكبد رجال المباحث عناء البحث عن القاتل فمنذ الوهلة الاولي التي تم فيها اكتشاف الجريمة كان الفاعل معروف فالزوجة لم تغادر منزلها منذ لحظة ارتكاب الجريمة وجلست بجوار جثة زوجها .. علي الفور قام العميد بلال لبيب مأمور قسم شبرا ثان باخطار اللواء احمد سالم جاد مدير امن القليوبيه بالواقعة وبالفحص تبين ابلاغ الاهالي قسم ثان شبرا الخيمة بحدوث مشاجرة ومتوفي بالعقار 3 شارع زين العابدين بعزبة البكري بمنطقه مسطرد وانه بالانتقال تبين وجود جثه المدعو محروس كمال محروس احمد 40 سنه بدون عمل مسجاه بصالة الشقه بالطابق الثاني وبمناظرتها تبين وجود اصابة بها عبارة عن طعنة بالصدر من الناحيه اليسري.. وكلف ادارة البحث الجنائي بالتحري عن اسباب الجريمة ودوافعها وتحرر عن ذلك المحضر رقم 24541 جنح قسم ثان شبرا الخيمة لسنة 2012م وتم تشكيل فريق بحث قاده العميد اسامه عايش رئيس المباحث والعقيد جمال الدغيدي رئيس فرع البحث الجنائي بشبرا الخيمة وتوصلت التحريات من خلال سؤال زوجة المجني عليه والتي تدعي سعديه عبد المحسن محمد 33 سنه ربة منزل وكشفت التحريات أن المجني عليه متزوج ولديه 3 أبناء ولايعمل منذ عام ويوم الحادث نشبت مشاجرة بينه وبين زوجته بسبب معايرتها له بأنه عاطل وهي التي تنفق علي المنزل فنهرها المجني عليه وتطورت المشاجرة وقام المجني عليه بمحاولة خنقها فاستلت سكين وتعدت به عليه مما أدي لحدوث إصابته التي أودت بحياتها واعترفت الزوجة بحدوث مشاده كلاميه بينهما لكونه عاطل ولا يعمل منذ حوالي عام وتطورت لمشاجره قام خلالها المجني عليه بمحاوله خنقها فاستلت سكيناً وتعدت به عليه مما ادي لاصابته التي اودت بحياته وارشدت عن السكين المستخدم في الواقعه.. وبسؤال نجل المجني عليه شاهد الواقعة كمال محروس كمال 12 سنه تلميذ بالصف السادس الابتدائي الذي قال انه شاهد والدته في مشاجرة مع والده وكشف عن مفاجأة حينما ذكر وجود خاله الذي تشاجر مع والده ومازالت تحريات المباحث مستمرة للتاكد من اقوال نجل المجني عليه وهل شقيق الزوجة متهم بالقتل من عدمه..
