الأمومة.. فطرة لايتدخل فيها أحد.. احساس سامي.. طبيعة غلابة.. ومشاعر فياضة لا تضاهيها أي مشاعر انسانية.. مغروسة في الأم وليست مكتسبة من خبرات الدنيا.. قوية عندها كما هي قوية عند الحيوانات.. تجدها عند المفترسات في البراري.. وبها تضاءل حياة النفس إذا وجد الخطر على الوليد. زوجة الأب ليست كالأم.. وقد تتحول لعدو ماكر تريد التخلص من الوليد ليخلو لها الجو، في بعض الأوقات تعتبر الجحيم ذاته، فهنا مع القصة "مريم" ليس لها ذئب في الدنيا سوى أن لها زوجة أب بلأ رحمة، واذا افترضنا أن هذا ذنبها، فليست عقوبتها القتل، الصغيرة خسرت حياتها لأن كوب الشاي وقع من يدها الصغيرة. "مريم" طفلة جميلة، لم تكمل عامها ال 11 بعد، عيونها مليئة بالبراءة، وملامح وجهها الملائكي تجعلك تحبها من أول نظرة، نقيه لم يعكر نفسها شئ من الدنيا، ولا حتى قسوة زوجة أبيها عليها، لاتفقه في الحياة شيئًا سوى حبها لكل من حولها، ولا تطلب في حياتها سوى اللعب والحلوى، تتلمس براءتها في كل حركاتها، وتنفرد بوجهها دائمًا ابتسامتها الساحرة، هي مثل أي طفلة صغيره فى عمرها تحب أن تلعب مع أصدقائها، محبوبة من قبل مدرسيها، وتعشق زميلاتها في الدراسة الإلتفاف حولها لمعرفة سر حب الناس لها. كانت تحب أمها كثيرًا، هي الحياة بالنسبة لها، تتعلم منها أسرار الدنيا، وتستقي منها الحنان المطلق الذي يعينها على التعرف على الحياة، كانت الأمور ممتازة حتى تدخل القدر وتمرض الأم، ولم تتحمل المرض كثيرًا، ماتت الأم ليسوء حال "مريم" كثيرًا، والدها قرر الاقتراب منها لأنه كان يعرف مدى ارتبطها بوالدتها، لكن عمله كان يجعله دائمًا يقصر معها، فبدأ يفكر في حل من أجلها، ققرر "حسان" والد "مريم" أن يتزوج أملًا أن يجد أم بديلة ترعي "مريم" في غيابة، ولكن لم يدري وقتها أنه بذلك سيقضي على صغيرته، تزوج "حسان" من "شوقية"، بعد الفرح بحوالي أسبوع بدأ يوصيها على محبوبته الصغيرة، فكان ردها له أنها سترعاها وستضعها في عينها لأنها تحب الأطفال، صدقها بحسن نية، ولكن كانت "مريم" تحس دائماً بكره "شوقية" زوجة والدها لها، وأنها تمثل عبئًا كبيرًا عليها، قارنت بينها وبين أمها، وبالطبع الفرق كان كبيرًا، بدأت الخلافات التي أصبحت مستمرة بين الطفلة وزوجة والدها، كانت زوجة الأب دائماً تشكو لوالدها منها، وكانت الطفلة ايضاً تشكو له من زوجته، ولم يجد الأب المسكين سوى محاولة تليين قلب زوجته على ابنته، وفي نفس الوقت إجبار الصغيرة على طاعة زوجته، لكن زوجة الأب دائمًا ما كانت تحمل السواد بقلبها. في يوم الحادث كانت مريم تشاهد "الكرتون" بالتليفزيون، ودخلت "شوقية" المطبخ لتحضير الطعام لزوجها، وبغير قصد أسقطت مريم كوب الشاي على الأرض، لتسرع "شوقية" إليها ويبدأ الشجار بينهما، طالبتها زوجة الأب بتنظيف ما فعلته، لكن مريم رفضت بسبب نهرها لها، استشاط غضب زوجة الأب، انطلقت إلى المطبخ، سحبت السكين وذهبت إليها والشر على وجهها. صرخت الصغيرة من هول المشهد، حاولت الفرار من أمامها، لكن القاتلة التقطتها لتقوم بذبحها لتسقط الصغيرة غارقة بدمائها. بدم بارد، قامت "شوقية" بوضعها داخل جوال، ألقت بها في ترعة صغيرة مجاورة للمنزل، واتصلت بوالدها وأخبرته بأن "مريم" لم تعود من المدرسة لتبعد الشبهات عنها، بحث الأب عن صغيرته في كل مكان، وعندما يأس ذهب الى قسم الشرطة ليبلغ عن اختفاءها. وأثناء البحث عن الصغيرة وصل لرجال مباحث المرج معلومة من السكان تفيد عثورهم على جثمان الطفلة داخل جوال، وعندما تعرف الأب على صغيرته شك في زوجته لكثرة الخلافات السابقة، وبإجراء التحريات تم القبض علي زوجة الأب وبتضيق الخناق عليها اعترفت بتفاصيل الواقعة، وتم تحرير المحضر اللازم، وتم إحالتها الى النيابة التي أتهمتها بالقتل العمد مع سبق الإصرار، وأمام محكمة جنايات القاهرة قضت برئاسة المستشار إبراهيم مصطفى كمال وعضوية المستشارين شريف عزب وسامح السنوسي وأحمد فاضل بمعاقبة "شوقية" بالإعدام شنقًا.