الشياطين الثمانية وقتيل المرج

ناصر رجل في منتصف العقد الرابع من عمره يعيش مع اسرته في منزل بسيط في منطقة الخانكة بالقليوبية لديه طفلين جاءا بعد سنوات من المعاناة فكانت هناك مشكلة في الحمل مع زوجته لكنه صبر لإنه يحبها حتي انجبت له طفلين ، ناصر كان يعاني من صعوبات مالية كبيرة لإنه ترك عمله ولم يجد عملا آخر حتى أقترح عليه أحد أصدقائه أن يعمل على توك توك ملك لأحد أقاربه وأخبره أن هذه مهنة لاتحتاج إلى أي مواهب ويستطيع بها أن يكفي بيته وبالفعل بدأ ناصر في قيادة التوكتوك في منطقة المرج كثيفة السكان وأصبحت حياته أفضل كثيرا مما كانت فكان يكسب يوميا ما يعادل المئة جنيه يصرف بها على منزله وأصبحت الحياة أفضل كثيرا مما كان يعمل في مهنته الأولى حتى إنه أخبر زوجته في أحد الأيام إنه يريد أن يشتري توك توك بالقسط .
اشترى التوك توك بما كان يدخره واستمر في العمل بمنطقة المرج، حيث الرزق أكبر بكثير مما كان يجنيه إذا عمل في منطقة الخانكة التي كان يعمل بها وتحسنت أحواله المادية وعاد ذلك على أسرته وبدأت السعادة تغمر بيته الصغير وبدأت أحلامه في غد أفضل تتحقق، وبدأ يبحث عن مسكن جديد لأسرته في المرج حتى يكونوا بالقرب منه ولا يضطر إلى أن يذهب للخانكة يوميًا كانت هذه هي أحلامه، لكن القدر كان يخبئ له شيئا آخر ، فخلال عمله كانت هناك بعض الأعين تترصده ، عيون ملأها الجشع والطمع ليست لشخص واحد أو اثنين بل 8 أشخاص طمعوا في سرقة التوك توك الخاص به ووضعوا خطة لاستدراجه إلى مكان منعزل حتى يستطيعوا تنفيذ مخططهم الآثم فاستقل اثنان منهم التوك توك معه وطلبوا منه أن يذهب بهم إلى الموقع الذي اختاروه من قبل لتنفيذ مخططهم وعلى الرغم من بعد المكان إلا إنه وافق فهذا هو أكل عيشه ، وفي المكان المحدد طلبا منه التوقف وعندما وقف هجموا عليه وثبتوه بالأسلحة وطلبوا منه أن يترك التوك توك وينزل لكنه تشبث به بكل قوته فهو أمل عائلته وبدونه سيذهب للسجن بباقي ثمن القسط وسيتشرد طفليه وزوجته في الشوارع لذلك حاول المقاومة وهو يصرخ لعل هناك من ينقذه لكن اختيار هؤلاء الشياطين للمنطقة كان موفق جدا فلم يكن هناك أي شخص في المنطقة غيرهم وعندما شاهدوا مقاومته أخرج أحدهم سلاح أبيض وطعنه به عدة طعنات فيما كان يمسكه بقيتهم وعندما اطمأنوا إلى أنه قد فارق الحياة أخذوا التوك توك ورموا جثته في أحد الأماكن النائية وتصوروا إنهم أفلتوا بفعلتهم فقاموا ببيع التوك توك وقسموا المبلغ بينهم وجلسوا في انتظار جريمتهم الجديدة لكن المباحث كشفت الجثة وبالبحث وتحريات المباحث تم الكشف عن هوية المجني عليه وكانت كل الدلائل تشير إلى أن القتل تم بغرض السرقة حيث أن التوك توك كان هو الوحيد الذي اختفى وكان في جيب المجني عليه كل أمواله وبالبحث تم العثور على التوك توك مع أحد الأشخاص وباستجوابه أرشد عن من باع له التوك توك ليتم القبض عليه ويعترف على باقي التشكيل العصابي الذي لم تكن هذه هي الجريمة الأولى فهم متخصصين في سرقة التكاتك لكن هذه هي جريمة القتل الأولى التي ارتكبوها وبمواجهتهم اعترفوا بالجريمة ليتم تحرير محضر بالواقعة وعرض المتهمين على النيابة لكن مهما حدث ومهما كانت العقوبة لن تعيد السعادة لهذه الأسرة التي مات عائلها .