اسفوخس للجميع ! لا اعلم علي وجه التحديد الاصل التاريخي لكلمة اسفوخس او حتي بلد المنشأ او صاحب السبق في اطلاق هذه الكلمة المريرة التي تعبر عن استياء صاحبها من كل ما يحدث حوله.. اسفوخس التي لا تنتمي الي اي لغة معروفة من اللغات الحية او الميتة اصبحت هي النداء الشعبي للساخطين والغاضبين في كل مكان وزمان ووسيلة للتعبير عن عدم الرضا من وضع ما او شخص ما .. المصريون كانوا اكثر شعوب الارض استخداما لكلمة اسفوخس في ظل النظام السابق في مرحلة ماقبل ثوة يناير.. قالوا اسفوخس علي الغلاء ومستوي التعليم وحالة المستشفيات ..وقالوا اسفوخس علي البطالة وسوء حالة الطرق وزحام المواصلات..وقالوا ايضا ألف اسفوخس علي مشروع التوريث واحتكار الحديد والاسمنت والسكر وكل شئ..وتجمعت كل هذه الاسفوخسات الفردية في اسفوخس جماعية ملأت ميدان التحرير واطاحت بمبارك ونظامه.. وكنت اظن وليس كل الظن اثما ان اسفوخس ستختفي من حياتنا وستتحول الي تراثا لغويا غير مستخدم ولكنني فوجئت بأن اسفوخس تعيش ازهي عصورها وعادت بكثافة مماثلة لما كانت عليه ايام مجلس سرور وحكومة نظيف واصبحت تتردد بصورة يومية في كل مكان وعاد المصريون ليقولوا اسفوخس علي الانفلات الامني واسفوخس علي الانتهازيين الذين استولوا علي اراضي الدولة واسفوخس علي اداء برلمان الثورة الذي اصبح يشبه السيرك القومي واسفوخس علي سلوك مرشحي الرئاسة الذين يتبادلون الردح عبر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة فشر رداحات حوش بردق وحكر ابو دومه واخشي ان تتجمع هذه الاسفوخسات المتناثرة مرة اخري وتتحد فيما بينها لتشكل اسفوخس كبيرة قوي لا تبقي ولا تذروتطيح بكل المتسلقين الذين اعتلوا ظهر الثورة واعتبروا انفسهم اصحاب الثورة يمنحون لهذا لقب ثوري درجة اولي ولهذا لقب ثوري درجة تانية وهذا فلول وهذا مندس وهذا طرف ثالث.. ووصل بهم الحال لدرجة انهم يفكرون جديا في تجريم استخدام كلمة اسفوخس التي كانت وقود الثورة والمحرك الاساسي للثائرين..ولهؤلاء اقول ده بعيد عن عينيكم فاسفوخس ستبقي حقا لكل ساخط وغاضب وثائر..اسفوخس ستبقي حقا للجميع