داخل محكمة اسرة مستأنف شبين الكوم وامام المستشار عبد الله الباجا رئيس المحكمة وقف رجل في العقد الرابع من عمره معه مجموعه من الاوراق وبجانبه تقف زوجته يحملان بأيديهما بعض الاوراق ويقف بجانبهما طفل صغير لا يتعدي عمره العشر سنوات . الطفل ينظر اليهما وكأنه يتسول منهما الرحمة والعطف لكن الرجل لم يعبأ بنظرات الصغير ... اما السيدة فكانت الدموع تملأ عينيها كلما نظر اليها الصغير وبعد ان تفحص المستشار عبد الله الباجا اوراق القضيه ... سأل الرجل لماذا تريد انكار نسب طفلك يا رجل ؟! ... اراك انت و زوجتك علي علاقه طيبه؟! ليرد الرجل علي الفور : فعلا انا وزوجتي علي علاقه طيبه لكن هذا الطفل ليس ابننا ... ليأمر رئيس المحكمة في ذلك التوقيت بإخراج الطفل من القاعه حتي لا يسمع مايدار في الجلسه تابع أدق التفاصيل والتصريحات المثيرة بالمجلة وبعدها استانف الرجل حديثه قائلا : لقد حرمنا الله انا وزوجتي من نعمة الانجاب وفي أحد الايام وجدنا هذا الطفل ملقي في الارض التي نمتلكها .. أخذناه وقمنا بتربيته وقررنا تبنيه وبالفعل استخرجت شهادة ميلاد للطفل باسمي ومرت السنين والايام ومنذ عدة أشهر جاءني احد الاشخاص وأخبرني ان التبني حرام وان الرسول نهي عن ذلك ويجب علي ان أتراجع عن تبني ذلك الطفل في البدايه لم أصدقه وذهبت الي شيخ المسجد وسألته وأخبرني فعلا ان التبني حرام لذلك أردت ان انكر نسب هذا الطفل لأنه ليس اابني ولا أريد ان أخالف شرع الله وذهبت فعلا الي المحكمة ورفعت دعوي انكار نسب للطفل الا ان محكمة أول درجه رفضت الدعوي فقمت بعمل استئناف امام سيادتكم بعدها قررت هيئة المحكمة رفع الجلسه للمداولة وبعد أكثر من ساعه أصدرت المحكمة حكمها برفض دعوي انكار النسب وتأييد حكم أول درجه وقالت المحكمة في حيثيات الحكم ان الشرع يجيز تبني الطفل مجهول النسب اما اذا كان معلوم النسب فلا يجوز التبني ... كما ان الاب اقر بنسب الطفل لمدة 12 عاماً وقام باستخراج شهادة ميلاد له وقدم له اوراق لكي يلتحق بالمدرسه وان إقراره بالنسب اقرارا صحيحا ... وان هذا الحكم للحفاظ علي مستقبل الطفل الذي لا يعرف اسرة غير الذي تربي في كنفها فلا يجوز بعد هذه الفتره ان نلقيه في دار رعايه او التخلي عنه ... والزمت المحكمة الاب والام برعاية الطفل والانفاق عليه