الشباب: سوء الاختيار.. تدخل الأهل.. الصورة المزيفة أثناء الخطوبة.. أهم الاسباب! الفتيات: فرصة الرجل في الزواج الثاني تدفعه للتسرع في الطلاق علماء الاجتماع: انفصال الزوجين ظاهرة في أي مجتمع.. لكن زيادة النسبة مزعجة! المفروض ان فترة الخطوبة من أهم الاسلحة التي تحمي الزواج وتؤدي إلي تفاهم واستقرار الزوجين، لكن المفاجأة التي حملتها دراسة بالمركز القومي للبحوث كانت إتهام فترة الخطوبة بأنها وراء حدوث الطلاق المبكر وقد بلغت نسبة 11٪ من نسبة الطلاق بوجه عام! السؤال المهم: كيف انقلبت الخطوبة من مرحلة بناء إلي معول هدم؟!.. والاجابة علي لسان العديد من الشباب والفتيات تتلخص في ان كلا من الخطيبين يحرص علي ان يجمل نفسه في مرحلة الخطوبة. وما أن يتم الزواج حتي تسقط الأقنعة وتظهر الحقائق وتنشب الخلافات.. وتقيد النار في القلوب!! الخطير في الأمر أن الطلاق في ازدياد كل يوم وليس كل عام.. والانفصال في فترة الخطوبة غالبا ما تكون أسبابه تافهة فمثلا الفتاة زعلت لأن خطيبها لم يلب لها طلبا صغيرا أو الشاب غضب من كلمة تافهة وهكذا.. فهل هذه الأسباب تؤدي إلي الانفصال؟! وهل الخطوبة هي الشيء الوحيد الذي يجعلنا نعتقد بأن هذه العلاقة سليمة أم لا؟.. نماذج! »أحمد« 03 عاما »خاطب«: أكد أنه لابد علي من يقدم علي الزواج أن يحسن الاختيار.. وأن لايكون الطلاق مطروحا في البداية.. وأن يكون آخر الحلول.. لان فرحة الرجل بالزواج من ثانية أمر سهل عكس المرأة في مجتمعنا الذي لايرحم المطلقة سواء كانت بكرا أي متزوجة-- ففرصة الارتباط تكون ضعيفة. دنيا »52 عاما« مخطوبة تقول »يجب أن نغير نظرتنا الخاطئة تجاه الفتاة المطلقة بغض النظر عن كونها فاسخة للخطوبة أو حتي مدخول بها.. ربما لايكون لها ذنب في كل هذا وانما هو قسمة ونصيب.. فلا نكون نحن والزمن عليها. »هادية« »82 عاما« متزوجة تقول: الذنب ليس ذنب الفتاة أو الشاب لكن أقول ان كل واحد منهما يتحمل نسبة متفاوتة في عملية الطلاق.. وكذلك جميع أفراد الاسرة يتحملون نسبة في هذه المسألة. عمر »42 عاما« خاطب يضيف:.. كل ما أريد أن أقوله أن مسألة الطلاق وفك الخطوبة أصبحت كثيرة ولأسباب غير منطقية! هروب! نحن الان في مرحلة اما أن يقبل ويتقبل المجتمع هذا الوضع.. ويصبح الطلاق شيئا عاديا.. وفك الخطوبة شيء مقبول.. أو أن يظل المجتمع يوصم المطلقة والمفكوك خطوبتها بوصمة عار بلا سبب!.. بالتأكيد هناك خلل في المجتمع.. لهذا كان لابد من سؤال آراء علماء الاجتماع والنفس وتقديم الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة. د. نادية رضوان أ. علم النفس اكدت.. نجد في مجتمعنا حاليا فتيات يرغبن بالزواج من أي شخص يتقدم لهن.. وغالبا يكون السبب هو الهروب من بيت الأب.. فالبعض يتصور في عقله الباطن أن بيت الأب هو الجحيم الذي لايطاق.. فتهرب الفتيات إلي الزواج من أي شخص يطرق الباب فقط للهروب من هذا الواقع الوهمي.. حيث تتصور بعض الفتيات انهن يعشن حالة من الكآبة والحزن في احضان أبيهم نابعة من تقصير الاب ماديا أو عاطفيا عليهن والزواج يمثل لهن الخروج من عنق الزجاجة إلي عالم واسع وحر في احضان زوج المستقبل.. دون ان تكترث كثيرا لاخلاقه ولاصفاته.. وهنا تدخل الفتاة في مرحلة من التحدي لتحصل في النهاية علي الطلاق.. لان الزواج لم يكن نابعا من القلب وإدراك معناه السامي. د. اجلال حلمي استاذة علم الاجتماع أكدت أن الطلاق ظاهرة اجتماعية صحية ولايخلو منها أي مجتمع انساني.. لكن الشيء غير الصحي في مسألة الطلاق.. هو زيادة النسبة عن الحد المقبول لهذا علي كلا الطرفين اعطاء الخطوبة حقها لانها فترة هامة كي يتعارفوا.. لان عواقب هذا ستكون وخيمة بعد الزواج.. ولاينشغلوا بأمور ثانوية خلال هذه الفترة مثل: تبادل كلمات العشق والهوي كلها أمور لاتؤسس علاقة زوجية.. وبالتالي يتحمل الطرفان بعد الزواج سوء استغلالهما لفترة الخطوبة.. فلو ادركا أهمية الحوار قبل الزواج لما اشتكيا من صعوبته بعد الزواج.