تخوض مصر تجربة هي الاولي في تاريخها الحديث وربما القديم ايضا وتتمثل في اختيارحاكمها.. وهذه التجربة ما كانت لتحدث لولا ثورة يناير التي اتاحت للشعب المصري فرصة اختيار الرئيس بشكل ديموقراطي وفي ظل انتخابات نزيهة لن يتدخل احد لتغيير نتائجها ولن نشاهد أسماء الموتي ضمن كشوف الناخبين ولن نري نسبة ال99 ٪ التي اعتدنا عليها في كل انتخابات رئاسية سابقة.. وبما ان هذه التجربة هي الاولي لمصر والمصريين في هذا الصدد فهذا يغفر الاخطاء والسلبيات التي شابت اداء الحملات الانتخابية لمعظم المرشحين ولكنه لا يغفرانحياز وسائل الاعلام لبعض المرشحين وتخليها عن حيادها المهني .. فبعض القنوات الفضائية تدخلت بشكل سافر لتوجيه الناخبين في اتجاه مرشح معين وتنفيرهم من بعض المرشحين الآخرين بعض المذيعين المنحازين للتيار الليبرالي شنوا حروبا معلنة علي التيار الاسلامي واتهموه بالظلامية والرجعية وانه سيعيد مصر الي عصور التخلف والجهل واستخدموا في ذلك اساليب مباشرة بتسليط الضوء علي اخطاء الاسلاميين خلال المرحلة الماضية واساليب غير مباشرة متمثلة في اختيار نوعية معينة من الضيوف المعروفين بعدائهم للتيار الاسلامي وكذلك الاعتماد علي مداخلات تليفونية منتقاه بعناية وكلها تصب في خانة الهجوم علي التيار الاسلامي وفي المقابل شن المذيعون المنتمون للتيار الاسلامي هجوما حادا علي الليبراليين وصل الي درجة اتهامهم بالكفر والالحاد والترويج لفكرة ان التصويت لليبراليين رجس من عمل الشيطان ويندرج تحت بند المحرمات واستخدموا ايضا نفس اساليب الاعلاميين المعاديين للتيار الاسلامي من حيث استضافة ضيوف معادين لليبراليين والاعتماد علي مداخلات تليفونية تلعن ابو الليبراليين وتتهمهم بالزندقة والبعد عن صحيح الدين وفي النهاية كلا الطرفين مخطئ فتبني وجهة نظر سياسية معينة والانتماء لطرف محدد لا تعني معاداة الآخر والاختلاف لا يعني الخلاف .. اضف الي ذلك ان وجهة نظري الشخصية لا يجب ان تظهر في أدائي المهني الذي يجب ان يتسم بالحيادية المطلقة والاحترافية في التغطية الاعلامية التي تنقل الصورة والخبر بدون تعليق اوزيادة او نقصان