كثيرون منا لا يطيقون سماع كلمة خواجة حين يناديهم بها أحد ، و لهم كل الحق في هذا الغضب ، و البعض أيضا يحب هذا النداء بل و يتخذه لقبًا له أو لعائلته ،و لهؤلاء أيضا الحق في افتخارهم باللقب ، و قد رأينا أعلاما كثيرين حملوا هذا اللقب مثل أسطورة المحاماة الراحل احمد الخواجة و ايضا نجم الزمالك و المنتخب القومي في السبعينيات الكابتن محمود الخواجة ،و في السنوات الاخيرة اشتهر إسم علاء الخواجة رجل الأعمال الأردني الذي تزوج من فنانات شهيرات مثل المبدعة خفيفة الظل الشرسة اسعاد يونس ثم أسطورة الاستعراض ووريثة حزينة " الطوق و الأسورة " الفنانة شريهان . غير أن كارهي الاسم اللقب او محبيه قد لا يعرفون اصوله اللغوية او الاجتماعية ، ، في الصغر كنا نسمع من ينادي علي وجهاء الاقباط و اثريائهم و خاصة تجار الذهب و الجواهر بلقب الخواجة فلان ، و رايناه مرارا في صفحات الوفيات بالأهرام بشكل كبير و متكرر وكذلك في أخبار اليوم و الأخبار و الجمهورية ،و بالتحديد في نعي كبار التجار و الصاغة ، و حين كبرنا قليلا و اتسعت مداركنا بدانا نتقزز من هذا اللقب حين عرفنا من معلمي الثانوي ان هذا اللقب ارتبط باسماء الاجانب سواء من كان اجدادنا يكرهونه في اشخاص المحتلين او من كانوا يحبونه و يحترمونه في اشخاص المعلمين و المهندسين و الاطباء و من ساهموا في نهضة مصر الاقتصادية امثال سمعان صيدناوي و اصحاب محالج القطن الاول ، في زمان كان القطن المصري فيه هو البترول بل الذهب الابيض ! و كانت بريطانيا مدينة لمصر انذاك بملايين الجنيهات ! ، إضافة الي خواجات آخرين ممن جاءوا في ارساليات للخدمة الاجتماعية و نشروا الوعي الصحي و التعليمي عن طريق انشاء المدارس و المستشفيات في قري و نجوع مصر طوال النصف الاول من القرن العشرين ، و لعل آبائنا و امهاتنا يتذكرون الي الان السبع بنات و خدماتهم الطبية و لا تزال الاجيال الحالية يدرس بعضها في مدارس الفرنسيسكان و دي لاسال و غيرها و كاتب هذه السطور لا يزعم لنفسه العلم ، ولولا استنجاده بسيدنا جوجل ماكان له أن يعرف ما خفيَ من معاني لقب الخواجة و أصوله اللغوية ، إذ ان الكلمة في الفارسية تعني الأعلي رتبة في التعليم ،و أيضا الممجد في الرتب الدينية القديمة ، من هنا و بسهولة ستعرف أن لقب "خوجة" الذي كان يطلقه المصريون علي المدرس حتي أربعينيات القرن الماضي ماهو إلاّ استنساخا من لفظ "الخواجة "، غير ان البعض يريد حصره في اصباغ صفة الغريب علي من ينادونه به لذلك فإن كثير من المصريين المسيحيين لا يقبلون هذا النداء بل قد يعتبره البعض اساءة بالغة ..لذلك من باب التنبيه علي من ينتوي مناداتي بالخواجة ان يحدد مسبقا ماذا يقصد بها ؟ وان لم يحدد ساستشف ذلك من سياق الحديث او من طريقة المتكلم في اخراج حروف الكلمة و تعبيرات وجهه ساعرف بالضبط ان كان يمتدح او يعتبرني غريباً و اعتقد جازما ان اشقاء الوطن لن يقصدوا الا كل ماهو خير لكن ربما تغطي عليه الدعابة.