" تتشابه كل الجلسات في محاكمة القرن .. كأنها نسخ من بعضها من بعض .. حتي حماس الصحف جميعها اصبح يفتر وصارت تغطيتها من قبيل تأدية الواجب وحق الرأي العام في ان بعرف ماذا دار في جلسة أمس ! الا ان الجلسة رقم " 40 " في محاكمة مبارك واركان نظامه .. كان شيء ما يدور خلف القفص الحديدي .. تحديدا حول سرير المتهم محمد حسني مبارك ! الساعه الواحدة والنصف ظهرا وبينما كان الدكتور محمد الجندي يواصل دفاعه عن المتهم اسماعيل الشاعر دار مشهد قصير حول سرير الرئيس المخلوع يوحي بأن هناك أزمة وقعت فجأة ! الطبيب المرافق لمبارك أثناء محاكمته يقف في مواجهته ممسكا بيده اليسري يتابع النبض ثم يلتفت نجلاه علاء وجمال وقد ظهر القلق علي وجهيهما ثم عادت الأمور الي طبيعتها بعد عدة دقائق .. لكن بقي طبيبه المرافق خلفه مباشرة ونقل علاء مقعده الأحمر ليكون بجوار والده وظل الابن ينظر الي والده بإهتمام وكأنه يسأله : " في إيه .. مالك ؟! وبعيدا عن مبارك وعلاء وجمال جلس بجوارهم رابعهم العادلي صامتا الا من حركة يديه التي ظلت تنزع النظارة الطبية بيد ويضع بدلا منها النظارة الشمسية باليد الأخري ... أما خامسهم اسماعيل الشاعر فالكلمة الوحيدةة التي ظل يرددها علي شفتيه هي " يارب " ! الأن يعرفون ان هناك الها يمهل ولا يهمل ! الجلسة رقم " 40 " دارت أحداثها مثل باقي الجلسات الماضية ... المحامي يطلب البراءة لموكله . لأن أيديهم بريئة من دماء المتظاهرين الذين إستشهدوا أو اصيبوا في ميادين مصر ! خمس ساعات هي عمر هذه الجلسة .. فماذا دار فيها ؟!