مايا ويوسف فقدا بصرهما بسبب جرعة اكسجين زائدة ! والمستشفي تستعين بفريد الديب لإخراجهما من تلك الكارثة! "يعتقد البعض ان الهروب من المستشفيات الحكومية لما يشتهر عنها سوء الرعاية الطبية وكثرة المخالفات بداخلها فيقوم المرضى بالإتجاه الى المستشفيات ذات القطاع الخاص والتى على حد علمهم انها تقدم خدمة طبية خمس نجوم .. فى تلك القضية والتى شابهها العديد من القضايا السابقة كانت الكارثة الكبرى التى تعرضت لها ام بعد ان وضعت ثلاثة اطفال توائم فى مستشفى التيسير الدولى بالشرقية وبسبب الإهمال الطبى من قبل القائمين بالعمل فيها تم حجز الأطفال فى الحضانة وتعرضهم لنسبة اكسجين عالية الأمر الذى ادى الى فقدانهم للبصر بنسبة 100% وحصولها على حكم قضائى بتغريم المستشفى 10 ملايين جنيها .. لمزيد من التفاصيل ترويها السطور القادمة ." بدات تفاصيل الواقعة عندما انعم الله على ربة منزل بثلاثة اطفال توائم لتقرر الذهاب الى مستشفى التيسير الدولى بالشرقية حتى تنعم بالرعاية الطبية اللازمة نظراً لخضوعها لعملية ولادة قيصرية وليست طبيعية .. تسير الأمور بشكل طبيعى حتى طلبت الأم رؤية اطفالها حتى تاخذهم ومن ثما العودة الى منزلها , ولكن كانت نصيحة الأطباء بوضع الأطفال فى الحضانة ليوم واحد للإطمئنان على صحتهم , لم تمانع على ذلك الأمر وهى تنتظر بلهفة الحنين وقلب يرفرف من السعادة حتى جاءها الخبر الثانى ان الأطفال سيمكثون لبضعة ايام فى الحضانة لرعايتهم صحياً حيث مكث يوسف فى الحضانة 16 يوماً ومايا 18 يوماً . تستكمل الأم غادة محمد صاحبة الثلاثين عاماً حديثها والدموع تسبق كلماتها قائلة رضيت بكل ما كانوا يقولونه لى ولكن قلب الأم كان يحدثنى بأن ثمة مكروه اصاب اطفالى , وذلك ما حدث بالفعل بعد أن اخذت الأطفال وعدنا الى المنزل , وفى اليوم التالى وجدت عين "مايا" تفرز مادة بيضاء بإستمرار الأمر الذى دفعنى الى التوجه الى اطباء العيون بمستشفى المغربى فى السيده نفيسه والقوات المسلحة والمغربى فى طنطا وكان بإجماع الأطباء أن ما أصاب “مايا” أهمال فى الحضانه وعدم متابعه نسبة الأكسجين الأمر الذى ادى الى اصابتها بمرض اعتلال الشبكية أفقدها حاسة البصر تمامًا. فى ذلك الوقت قمت بعمل فحص قاع عين ايضاً ليوسف وملك حيث أنهما مكثا فى الحضانه ايضا لأتفاجئ باصابة “يوسف” بأنه نفس تشخيص “مايا” لكم ان تتخيلوا مدى الحسره التى أصابت قلبى بفقدان اطفالى للبصر ويعلم الله أنهم لو ولدو بذلك المرض لرضيت بقضاء الله وقدره. وقع الخبر على سمعى كالصدمة وانا لا اقوى على الوقوف على قدمى من هول ما سمعت , وعلى الفور قمت بالإتصال بزوجى وهو يعمل محاسب فى السعودية والذى حضر على الفور بعد ان قدم استقالته ليكون بجانبى فى تلك المحنة . كانت اولى خطواتى هى اتباع الطرق القانونية للحصول على حق ابنائى من خلال تحرير محضر ضد الدكتور احمد محمد زكى بصفته رئيس مجلس ادارة مستشفى التيسير الدولى التى حدثت فيها الواقعة , وبتوقيع الكشف الطبى على الطفلين من قبل مصلحة الطب الشرعى اكد ان ما حدث للطفلين من تليف وضمور بالشبكية ادى الى فقدان تام لإبصار العينين يعتبر خطأ واهمال طبى جسيم من قبل الأطباء المعالجين بالحضانات بمستشفى التيسير الدولى . وعقب وصول اوراق القضية الى محكمة الزقازيق الإبتدائية قررت المحكمة تغريم المستشفى عشرة ملايين جنيها تعويضاً عما اصاب يوسف ومايا من اصابتهما بعاهة مستديمة وهى افقاد حاسة البصر الى الأبد , ونتيجة لذلك كان الرد من قبل ادارة المستشفى بالطعن على الحكم بمحكمة النقض بالقاهرة داعين أن ولادتي المبكرة وراء إصابة طفلي بالعمى، حيث أنه من آثار الولادة المبكرة أن يمرض أحد الأجنة بما يسمى "اعتلال الشبكية" والأطفال الثلاثة دخلوا الحضانات وخرجوا منها بحالة جيدة. وما علمته مؤخراً ان ادارة المستشفى فوضت المحامى فريد الديب ليتولى القضية والتى من المقرر لها جلسة فى شهر مارس القادم للنطق بالحكم النهائى . وتنهى الأم المكلومة حديثها واصفة حجم المأساة التى تتعرض لها كل يوم نتيجة لما تسمعه من طفلتها مايا والتى تحلم باليوم الذي سترى فيه نور الحياة , ودائما تقول لي: "ماما عايزة أشوفك ، نفسي أروح الحضانة، هو الفستان اللي لابساه شاكله إيه" كلمات موجعة ومؤلمة تجعلني أفقد صوابي وتصيبني بالألم كلما رددتها. اما بالنسبة ليوسف فحالته النفسية سيئة جدًا أفقدته القدرة على الكلام منذ سنة، مما زاد الوجع في قلبي .. حُرم من أن يراني وحُرمت أنا من سماع صوته وأن يحيا طفولة سعيدة كبقية الأطفال وهو دائمًا ما يجلس وحيدًا في غرفته رافضًا أن يواجه الواقع والحياة. وعلى الجانب الآخر كان الرد من مستشفى التيسير الدولى التى شهدت تفاصيل الواقعة من خلال البيان الذى اصدرته قائلة :" بخصوص حالة الطفلين مايا ويوسف : للاسف تتعرض المستشفى لحملة ابتزاز ممنهجة من مجموعة تتكون من محامي تعويضات مغمور ومسئول يستغل نفوذه ليتحصلوا على مبلغ عشرة ملايين جنيه بدون وجه حق من المستشفى مستغلين الحالة الانسانية للطفلين مايا ويوسف ليتم تقسيم المبلغ بينهما واعطاء الفتات لهذين الطفلين نظير هذا الدور المشبوه ولكننا كمؤسسة كبيرة تحظى بسمعه كبيرة ويعمل بها اكثر من الفي موظف بخلاف السادة الاستشاريين لا نملك الا ان نتمسك بحقنا في التقاضي حتى نبلغ منتهاه ويظهر الحق وينال كل من تجنى علينا وعلى سمعتنا عقابه القانوني. ما يعانية الاطفال هو مرض يسمى کetinopathy Of Prematurity او اعتلال الشبكية الناتج عن الولاده المبكره وهذا ما توصلت اليه الدكتورة الطبيبة الشرعية وكتبته كتشخيص ان الاطفال مصابين باعتلال الشبكية الناتج عن الولاده المبكره من الدرجة الخامسة وواضح من اسم المرض ان سببه هو الولاده المبكرة وليس الاهمال الطبي. ارجعت الطبيبة الشرعية المرض بانه نتيجة للاهمال الطبي بزيادة نسبة الاكسجين بالرغم من تقديم المستشفى جميع المراجع الحديثه التي تنفي ذلك الادعاء . قدمت المستشفى تقريرا من الجمعية الامريكية للاطفال يثبت ان 2% من الاطفال في الولاياتالمتحدة يصابون بهذا المرض ولكن من يصابون بالدرجة الخامسة منه يصابون بالعمى الكامل. اما بالنسبة لوالدة الطفلين وكلنا متعاطفين معها الا ان هناك كثير من المغالطات لاستدرار عطف المتابعين ومحاولة جعل القضية قضية رأي عام تؤثر فيها على مجريات التقاضي والتي محدد لها جلسات في خلال شهر مارس الا اننا كلنا ثقة في ان القضاء لن يتأثر بمثل هذه الحملات وسيعطي كل ذي حق حقه . ذكرت الطبيبة الشرعية ان زيادة الاكسجين ادت الى ضمور الشبكية والعمى وذكرت في تقريرها ان عيون الطفلين مصابتين ايضا بالمياه البيضاء والزرقاء ولم تذكر سببا لذلك؟ لان ذلك يثبت ان عيون الاطفال بها العديد من الامراض الخلقية بخلاف اعتلال الشبكية. قامت الطبيبة الشرعية بالاستعانة بزميل لها دون اذن من المحكمة وهو من ابدي رايه في حالة الطفلين دون مناظرتهما وكتبت ذلك في تقريرها . تدعي السيدة ان المستشفى تماطل في تنفيذ هذا الحكم بالرغم من معرفتها ان المستشفى كمؤسسة لا بد ان تستنفذ كل درجات التقاضي التي كفلها لها القانون حفاظا على حقوقها فلا ندري ما وجه المماطلة في ذلك. في النهاية مع تعاطفنا الكامل لحالة الطفلين الا اننا نرفض ابتزازنا تحت ستار المتاجرة بمشاعر الناس وسنظل أكبر مؤسسة طبية خاصة خارج القاهرة نعمل على خدمة مرضانا كل ما نملك من امكانيات مالية وعلمية وبشرية .