لا أحب إبداعه ولا أراه ممثلا مميزا يستحق كل هذه الضجة خاصة في السنوات الأخيرة الماضية، وبالتالي لم يكن من النجوم الذين أنتظر أعمالهم بشغف، لكنني هرولت لأشاهد أحدث أفلامه بمجرد عرضها في مصر » Allied» أو »حليف» ليس لأنه بطولته أو أنه الفيلم الذي جمعه بعشيقته الفرنسية الموهوبة جدا ماريون كوتيار فكان السبب في طلاقه من أنجيلينا جولي النجمة المحبوبة، ولكن لأنه للمخرج المتميز حقا روبرت زيميكيس، توقيع زيميكيس كاف وحده - بالنسبة لي - للاهتمام بمشاهدة الفيلم.. لكن علي ما يبدو أن لعنة أنجيلينا جولي طاردت الفيلم كله فكان للمخرج المخضرم نصيب كبير منها.. وهكذا كان »Allied» أقل أفلامه فنيا، ويبدو أنه اعتمد علي نجومية بطليه وراهن علي قصة حب ساذجة مكررة حتي الملل داخل وخارج الكادر فكان الفشل حليفا له وللفيلم ككل وفي المقدمة براد بيت الذي قدم بحق أداءً باهتا هابطا ينال من رصيده كثيرا جدا. الفيلم تدور أحداثه في الحرب العالمية الثانية حول الضابط الكندي ماكس فاتان القادم إلي كازابلانكا ليشارك في عملية اغتيال سفير ألماني مع عميلة للمقاومة الفرنسية تدعي ماريان بوسيجور فيقع في غرامها بعدما ينفذان مهمتهما بنجاح، يعود للندن وهناك يتزوجها وينجب منها طفلة وفي أوج حبه لها تفاجئه قيادته بقوات الحلفاء أنهم اكتشفوا أن زوجته جاسوسة للنازي وأنها تنقل معلومات عسكرية لهم من بيته، ويطلبون منه قتلها إذا ما تيقنوا من ذلك، فيحاول الزوج العاشق البحث بنفسه عن حقيقة زوجته وأم طفلته الصغيرة فيتأكد أنها جاسوسة غافلته طوال سنين علاقتهما، يغلبه الحب ويسيطر عليه تماما فيقرر إنقاذها والهرب بها سريعا قبلما ينكشف أمرهما إلا أن قائده يلحق به وتضطر الجاسوسة الفاتنة العاشقة قتل نفسها لتنقذ حبيبها وطفلتها الوحيدة.. وتبدع ماريون كوتيار في أداء مشاهد النهاية لتكن من أروع مشاهدها في السينما حتي الآن، ويكون أداؤها إنقاذا للفيلم الذي يبدو كما لو كان مخرجه ادخر كل ما يملك من أدوات للنهاية فكان الثلث الأخير مختلفا تماما، منطقيا مترابطا سريع الايقاع امتزجت فيه كل المشاعر مكثفة.. الحب والشك والخوف ولوعة الفراق، الغريب رغم الاداء الرائع لشريكته في قصة الحب والذي ترجمته كوتيار بكل حواسها إلا أن براد بيت ظل باردا باهتا بشكل مثير للدهشة.. خذلنا زيميكيس مخرج » Forrest Gump» الذي نال عنه الاوسكار كأفضل مخرج، ومبدع ثلاثية »Back to the Future» التي كتبت شهادة ميلاده كمخرج متميز في الابهار واستخدام المؤثرات البصرية وهو ما أكده في أفلام توالت بعدها أفضلها »The Walk» و»Flight» و»کeal Steel» فلم نجد بالفيلم أثرا لمخرج كبير يمتلك القدرة علي إبهارنا، ويبدو أنه استسلم للسيناريو الساذج الرتيب والرواية المستهلكة بلا جديد فكان الفيلم كله علي نفس النهج. الجدير بالذكر أن الفيلم فشل بشدة في جذب الجمهور رغم الدعاية الضخمة التي سبقته ورافقته مستغلة قصة الحب التي جمعت العاشقين براد بيت وكوتيار وفرقت الزوجين العاشقين سابقا برانجيلنا، فأدار الجمهور ظهره للفيلم الذي تكلف أكثر من 85 مليون دولار فلم يحقق حتي الآن سوي 21 مليونا بعد أسبوعين من عرضه في أمريكا الشمالية وهو ما يعني فشلا ذريعا بلغة الأرقام هناك.