حبيبتي المُدهشة أتمني لك السعادة والحظ الطيب وراحة البال. منذ تعارفنا وأنت هاجسي الوحيد. أنت أشبه بجواد رشيق الحركة يُناور في معركة ليلية وقت الالتحام عندما ينتقم الفارس من خصمه. أنا سطل فارغ تبخر الماء بداخله بتأثير نار حُبك المُتقدة. أخرج كل ليلة وأحلم بصورتك المطبوعة في رأسي. حين يُغطي اللون الأخضر وجه الأرض,، قبل حرثه، والنباتات تنحني تحت وطأة ما تحمل من ثمار، وليس هناك موضع قدم و مكان الاتكاء، عندما يتجمع المطر الذي سقط للتو فتتقوس الأرض تحت ثقله؛ عندما يتخلل اللون الأحمر سُحب السماء المُتجمعة ويصبغ الكون بلون الحناء ويكويه بوشم الشمس؛ عندما تشعر أن الشمس ذاتها مُغلفة بقماش من الكشمير وتخرج من رقبتها أشعة تُبشر بالمطر، نظرتك تشبه هذا المشهد، ومن لا يعرفك من قبل لن يُميز بينهما. أنت شجرة تنمو علي قمة جبل تمتد جذورها في تربة خصبة ارتوت بالماء وعلي وشك طرح الثمار؛ يختلف الطقس حولها عن غيرها من الأشجار، تنمو في مكان معروف بجماله, تتشابك أغصانها تهتز ثمارها الحمراء الناضجة وترتطم ببعضها البعض، البراعم تنمو عليها من أعلي إلي أسفل جميلة مثل الخطوط الجميلة التي تحيط بساقها، تُغرد الطيور علي أغصانها حتي تتداخل أغانيها في الهواء ثم تشتعل حرب غنائية بين تلك الطيور حتي تنفذ أغانيها وتبحث عن المدد. ينتصب الريش, بعد فترة، بفِعل الغضب وتقبض المخالب علي لحاء الشجرة. أرهق التغريد ألسنتهم وارتبكت النغمات قبل أن تنتظم من جديد. تندفع الصبايا غير المتزوجات نحو الشجرة كأن حولها ساحة رقص وكذلك يندفع الشباب، قدرهم أن يتزوجوا. يتبادلون الأحاديث في الأمسية المُلتهبة. كلٌ يبحث عن شريكه لكن اختيار الجميع يقع عليكِ. تندمج طبيعتك مع طبيعة هذا الكون الطيب، لولا خوفي من الله ومن ناره لأجبرت الناس علي عبادتك وجعلت الشعوب البيضاء والسمراء تحتشد الآن؛ لكي تضع التاج علي رأسك.