في الثامنة من مساء أمس أكمل مؤشر الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء مليونا آخر، ليصبح تعداد مصر 92 مليون نسمة. وقد ضرب المصريون رقما قياسيا حيث حققوا هذه الزيادة في ستة شهور فقط! بما يشير إلي اخفاق برامج تنظيم الاسرة في مواجهة الافكار الراسخة لدي الكثير من المواطنين، سواء من منطق »العزوة» لدي الرجال، أو »اغلبية بالعيال» لدي النساء! عدم الوعي اذن هو سبب الزيادة، هذا ما يؤكده اللواء ابوبكر الجندي رئيس الجهاز، كما أن ارتفاع عدد الفقراء يساهم فيها، خاصة أنهم يعتبرون أولادهم مصدر دخل. مجرد الاستماع لآراء المواطنين يؤكدأنهم يخرجون لسانهم لحملات تنظيم الاسرة، بعد ان فشلت افكارها في التسلل إلي عقولهم، واقتناعهم بأهمية تقليل معدلات الانجاب، حيث يري وليد سعد »موظف» أن الزيادة السكانية ليست سببا في المشاكل السكانية، ويبرهن علي و جهة نظره بأن تعداد الصين مثلا تجاوز ملياري نسمة، ورغم ذلك تتصدر العالم اقتصاديا. وليد أب لأربعة أبناء ويعمل بوظيفتين لكي يتمكن من توفير احتياجات اسرته، ومع ذلك يظل مقتنعا بأن مشكلة مصر تتمثل في غياب التخطيط والنظام، وأن هناك ثروة بشرية وموارد غير مستغلة! في مكان آخر وقف رجل عجوز ملأت التجاعيد وجهه، اعترض بشدة علي أن يأتي مصطلح »الزيادة السكانية» مسبوقا بكلمة »مشكلة»! صمت عبدالحميد ابراهيم قليلا قبل أن يقول: عن أي مشكلة تتحدثون؟ الرسول »صلي الله عليه وسلم» أمرنا بالتكاثر. واضاف أن الفساد المنتشر هو سبب المشكلة، لهذالابدأن نركز علي مواجهته بدلا من القضاء علي الزيادة السكانية، بكلمات بسيطة يعبر عبدالحميد عن قناعات راسخة في أذهان الملايين دون أن تجد برامج توعية تنجح في مواجهتها يقول: »الله رزق الجميع.. المؤمن والكافر» ربنا ماخلفش الانسان وسابه، احنا 17 أخ تزوجنا وعشنا دون أن نشتكي! في المقابل تعترف أم سيف »ربة منزل» بأن الزيادة السكانية نقمة علي الوطن، وتري أن الحل يتمثل في زيادة برامج تنظيم الاسرة، لكنها تضيف: علي أن تتميز بأسلوب جذاب يخاطب البسطاء. المفارقة أن أم سيف لديها 4 ابناء رغم اعترافها بأن الزيادة السكانية تمثل مشكلة. لكنها تؤكد أنها نصحتهم جميعا بعدم الافراط في الانجاب. غير أن النصيحة لا تأتي بالنتيجة المرجوة عادة، فقد أنجبت ابنتها 3 اطفال، وقررت أن تحصل علي طفل جديد وهو ما جعل الأم تقول لها: »ارحمي نفسك علشان تعرفي تربيهم.. جوزك أرزقي».