محافظ الدقهلية يقدم التهنئة للأنبا أكسيوس لتولية أسقفا لإيبارشية المنصورة وتوابعها    تعليم الجيزة يعلن مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثاني    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    جامعة الإسكندرية تتألق في 18 تخصصًا فرعيًا بتصنيف QS العالمي 2024    رئيس الوزراء: أزمة نقص الدولار خلال الفترة الماضية نتيجة الصدمات الخارجية    خارجية النواب: الرئيس السيسي أكد على موقف مصر بضرورة وقف إطلاق النار في غزة    وزير الخارجية ونظيره الصيني يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    بتروجت أول المتأهلين للدوري الممتاز بعد الفوز على راية    تأجيل محاكمة 5 مسئولين سابقين بالجمارك وآخرين بتهمة تقاضي الرشوة    طقس الأربعاء شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على الأنحاء كل والعظمى بالقاهرة 36    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    فى سباق أفلام العيد| «شقو» يتربع على العرش ب 40 مليونًا و«أسود ملون» فى ذيل القائمة بمليون جنيه    د.الخشت يصدر قرارات بتعيين وتجديد ل 19 قيادة بكليات مختلفة    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    رئيس ريال مدريد يرد على ماكرون بشأن مبابي    «الأهلي مش بتاعك».. مدحت شلبي يوجه رسالة نارية ل كولر    غدا.. انطلاق بطولة الجمهورية للاسكواش في نادي مدينتي    فصل التيار الكهربائي "الأسبوع المقبل" عن بعض المناطق بمدينة بني سويف 4 أيام للصيانة    بعد ال 700 جنيه زيادة.. كم تكلفة تجديد رخصة السيارة الملاكي 3 سنوات؟    وزير الأوقاف: إن كانت الناس لا تراك فيكفيك أن الله يراك    الملابس الداخلية ممنوعة.. شواطئ الغردقة تقر غرامة فورية 100 جنيه للمخالفين    القاصد يشهد اللقاء التعريفي لبرامج هيئة فولبرايت مصر للباحثين بجامعة المنوفية    على مدار 4 أيام.. فصل التيار الكهربائي عن 34 منطقة ببني سويف الأسبوع المقبل    مصطفى كامل يوضح أسباب إقرار الرسوم النسبية الجديدة على الفرق والمطربين    الأوبرا تحيي ذكرى الأبنودي وصلاح جاهين بالإسكندرية    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    فى ذكرى ميلاده.. تعرف على 6 أعمال غنى فيها عمار الشريعي بصوته    بعد انتهاء رمضان بأسبوع.. مفاجأة في قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة    وزارة الصحة تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    "بعد السوبر هاتريك".. بالمر: أشكر تشيلسي على منحي فرصة التألق    هل يحصل على البراءة؟.. فيديو يفجر مفاجأة عن مصير قات ل حبيبة الشماع    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    رئيس وزراء الهند: الممر الاقتصادى مع الشرق الأوسط وأوروبا سيماثل طريق الحرير    ضبط خاطف الهواتف المحمولة من المواطنين بعابدين    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    موعد مباراة سيدات يد الأهلى أمام بطل الكونغو لحسم برونزية السوبر الأفريقى    اقتراح برغبة حول تصدير العقارات المصرية لجذب الاستثمارات وتوفير النقد الأجنبي    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار والعواصف وصواعق البرق فى باكستان ل 41 قتيلا    برلماني يطالب بمراجعة اشتراطات مشاركة القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بالتزامن مع تغيير الفصول.. طرق الحفاظ على صحة العيون    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز التعاون مع ألمانيا    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كذب العرّافون وصدقت أجهزة المخابرات
نشر في أخبار الحوادث يوم 22 - 11 - 2016

كان وصول الرئيس الأمريكي المنتخب أخيرا "دونالد ترامب" أمرا مناسبا تماما لانطلاق سيل من الأساطير والخرافات ارتبطت بدخوله المرتقب إلي البيت الأبيض، ساهمت تصريحاته التي أثارت حوله موجة هائلة من التعليقات علي التنقيب في دفاتر الساحرات وكتب التنبؤات التي قيل إنها ذكرته بوضوح، فوصوله إلي سدة الرئاسة لم يكن هو الخبر الأهم، لكن وجوده داخل البيت الأبيض وما سيشارك به من أحداث ستقع في المستقبل هو ما يشغل الأذهان حتي أن البعض عاد إلي نبوءة للعرافة البلغارية الشهيرة "فانغليا باديفا غوشيروما" التي تجاهلته وأعتبرت أن أوباما هو آخر رئيس أمريكي وأن الاضطرابات وشبح الانقسام حاضر بقوة من بعده.
العرافة البلغارية »فانغليا»‬ مستشارة في الحزب الشيوعي تنبأت بوصول أوباما للسلطة باعتباره آخر رئيس يحكم أمريكا
قد يكون قصره الذهبي وأوانيه المطعمة بالأحجار الكريمة أهلته ليحتل عرش سلطان في مملكة مسحورة تحيط به كوكبة من الحوريات التي اشتهر »‬ترامب» بظهوره بينهن، وكما كان السلاطين يستعينون بالمنجم والساحر لتحديد خطواتهم في فتح المدن وبنائها والخروج في الحروب مثلما كان يفعل السلطان سليمان القانوني ومن قبله نبوخذ نصر، لم يكن غريبا أن يتم الربط بينه وبين المسلسل الأمريكي الكارتوني الشهير »‬عائلة سيمبسون» من إنتاج شركة فوكس للمؤلف مات جرينينج، عرض لأول مرة عام 1989 وبلغ عدد حلقاته أكثر من 614 حلقة وهو موجه للكبار ويعد أطول وأنجح مسلسل كرتوني يعرض علي شاشات التلفزيون الأمريكي.
لكن ما يعده البعض غريبا وخارقا هو احتواء المسلسل علي عدة تنبؤات تحققت بعد عرضها في أحداث المسلسل بعدة سنوات، وما هو إلا مجموعة من الرسائل التي يطلقها جهاز المخابرات الأمريكية الذي برع في صناعة العقول والسيطرة عليها بطرق متعددة واحدة منها الأعمال الدرامية التي تعرض علي شاشات التلفزيون والسينما وأخطرها قسم العرافين والسحرة وعلوم ما وراء الطبيعة داخل الجهاز الذي يخصص له مليارات الدولارات من أجل التحكم بالعقول والتلاعب بها، وكثير من التفاصيل مذكورة في كتاب »‬غيبوبة الولايات المتحدة الأمريكية» لمارك فيليبس أحد العاملين في الجهاز الذي نجح في إنقاذ كاثي أوبراين وهي ضحية من ضحايا مشروع »‬مونارك» للتحكم بالعقل التابع لوكالة الاستخبارت الأمريكية، وبعد نجاحه في إنقاذها نشر كتابه الموثق لفضح أساليب الوكالة التي تستخدم الحقيقة والتكنولوجيا كمواد خام لإنتاج أكاذيب محضة للسيطرة علي الأمريكيين وعلي حلفاء الولايات المتحدة وإثارة الخرافة والتنقيب بين النبوءات لتمرير الخطط التي توضع لعشرات السنين القادمة.
في عام 1971 نشرت جريدة النيويورك تايمز تقريرا سمحت بنشره الولايات المتحدة في إطار ما يسمي »‬حرية المعلومات» وهو عبارة عن تقرير مقدم للكونجرس يبين بوضوح أن وكالة الاستخبارات مهتمة بدراسة نتائج التأثير السريري علي ممارسي السحر الأسود، وكان الاهتمام منصبا علي مستويات الإيحاء العالية التي تنتجها طقوس دينية معينة في عقول ممارسي هذه الطقوس، واحتلت طقوس آكلي لحوم البشر ومصاصي الدماء وممارسي السحر الأسود المكانة الأولي من حيث الأهمية في بحوث وكالة الاستخبارات المركزية.
ولم يخرج مسلسل سيمبسون الذي أثار ضجة هائلة بقدرته علي التنبؤ بأحداث مستقبلية كان منها علي سبيل المثال الحلقة التي عرضت عام 1997 وتظهر فيها البطلة ليزا ممسكة بمجلة تحمل اسم نيويورك ويظهر رقم 9 الذي يرمز إلي شهر سبتمبر ورمز البرجين الشهيرين اللذين ينتصبان علي هيئة الرقم 11 وبعد عرض المسلسل بأربع سنوات تقع التفجيرات الشهيرة لتنطلق بعدها حملة مكافحة الإرهاب، التي مازالت آثارها تبدو واضحة علي العراق واليمن وسوريا وليبيا، وينزوي في أركان النسيان ما أعلنه كثير من العلماء المتخصصين عن استحالة انهيار البرجين بسبب اقتحام الطائرتين لهما، وتغاضي الجميع عن إخلاء مكاتب الاستخبارات الأمريكية في نفس يوم وقوع الحادث وانصب الاهتمام علي المنفذين اللذين تم تمهيد الطريق لهما لاقتحام البرجين حتي يتاح للولايات المتحدة الأمريكية اجتياح العالم بعد ذلك بدعوي مكافحة الإرهاب.
في عام 2001 ظهر »‬دونالد ترامب» في إحدي حلقات المسلسل كرئيس للولايات المتحدة بعد إضافة بعد الرتوش المثيرة، فكان في الحلقة يبلغ عمره 84 عاما وحدد وقت دخوله البيت الأبيض في عام 2030 وأنه فشل إلي درجة أنه جعل بلاده تابعة لأوربا والصين وأغرقها بأزمة اقتصادية خانقة جعلتها تغرق في الديون، وتنهي الحلقة الشهيرة التي عاد لمشاهدتها الكثيرون بعد نجاح ترامب، بتحمل »‬ليزا» بطلة المسلسل لأعباء الرئاسة بعد فشل سياسة ترامب الاقتصادية.
ظهور ترامب في المسلسل الكرتوني جعل النبش بين مشاهده لاستخراج ما يبدو علي أنه نبوءات أمر طبيعي، فكثر الحديث عن الحلقة التي عرضت عام 2001، يظهر فيها مقاتلون عرب ملامحهم شرق أوسطية يحملون الأسلحة في بلد لم يتم ذكر اسمه، وتتوقف بجانبهم سيارة عسكرية وضع علي أحد جوانبها علم المعارضة السورية التي تقود الحرب ضد بشار الأسد الآن ، ومايبدو مذهلا في أحداث المسلسل يبدو طبيعيا تماما عندما نعود إلي ما ذكره التاريخ عن توقف »‬نابليون» أمام أسوار مدينة عكا التي كان يحاصرها وإشارته ناحية الشام التي تعرف الآن بسوريا قائلا: »‬لابد من زرع جسم غريب في تلك المنطقة حتي نمنع من التواصل مابين مصر والمشرق، وتم بعدها بسنوات طويلة توطين اليهود في فلسطين حتي انطلقت دعوي وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عن شرق أوسط جديد يتم الإعداد له منذ دعوتها وحتي الآن، فنعود ونتذكر تصريحات السفير الأمريكي في لبنان »‬ريتشارد باركر» التي نشرتها صحيفة الديار اللبنانية في 22/7/ 2007 »‬أن إدارة جورج بوش ستعمل خلال الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية علي وضع أسس ثابتة لمشاريع »‬خارطة طريق» كبري لمنطقة الشرق الأوسط ، تنطلق من تطلعات القسم الأكبر من ممثلي الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية التي تتمحور كلها حول ضرورة منح الحكم الذاتي »‬الانفصال» لهذه الأقليات، عبر إقامة أنظمة حكم ديموقرطية فيدرالية بديلة للأوطان والحكومات القائمة الآن».
في عام 1994 ومن خلال أحداث المسلسل طلب كيرني من دولف أن يكتب ملاحظة علي الجهاز الذي يعمل باللمس وعليه رسمة التفاحة الشهيرة بشركة أبل، الأمر الذي يثير الاهتمام بأن أول هاتف يعمل باللمس لشركة أبل ظهر في عام 2000.
وإذا كان الهاتف الذي يعمل باللمس ظهر في المسلسل عام 1994 فهذا يعني أنه تم اختراعه قبل ذلك بعدة سنوات، وهو الأمر الذي تلجأ إليه معظم أجهزة المخابرات الكبري التي تمتلك التمويل اللازم لتأسيس أقسام فنية تستقطب العقول المتميزة في العالم لابتكار اختراعات تستخدم في البداية لأعمال التجسس، ثم تطرح في الأسواق بعد ابتكار أجهزة يمكن أن تتجاوزها بأميال.
ولنلقِ نظرة سريعة علي الابتكارات والأدوات التي كان يستخدمها جيمس بوند العميل الإنجليزي المشهور في سلسلة أفلامه، ورغم أنها تبدو غير معقولة إلا أن مجرد ظهورها علي الشاشة يعني أنها أصبحت قديمة لدي جهاز المخابرات.
أما أكثر مايلقي الضوء بوضوح المشهد الأخير في مسلسل دموع في عيون وقحة الذي أدي عادل إمام فيه دور جمعة الشوان أو في الحقيقة أحمد الهوان الذي نجح في الحصول علي جهاز يمكن التحدث فيه من أي مكان بدون احتياج لجهاز إرسال أو أسلاك، زمن الهوان كان بعد حرب 67 وتم تجنيده من قبل جهاز الموساد لينجح في أن يحصل علي الجهاز الثمين منهم في عام 1969.. وكان ماهو إلا الهاتف المحمول الذي ظهر لأول مرة عام 1973، بعد أن أعلن المهندس الأوكراني الأصل مارتن كوبر عن نجاحه في تصميم هاتف يعمل متنقلا، كان وزن الهاتف وقتها يبلغ كيلو جراما، وبدأ بيع الهواتف المحمولة في عام 1983.
ولمن تملكتهم الدهشة من مسلسل سيمبسون الكارتوني ونبوءاته بشأن الحرب السورية فنعود بهم إلي تقرير المنظمة الصهيونية العالمية الذي نشرته مجلة »‬كيفونيم» الصهيونية في 14 فبراير عام 1982» والعراق الغني بنفطه، والفريسة للصراعات الداخلية هو في مرمي التشتيت الصهيوني، وانهياره سيكون بالنسبة لنا أهم من سوريا ، لأن العراق يمثل أقوي تهديد للدولة العبرية في المدي المنظور».
أما سوريا فذكرها التقرير »‬أن سوريا لا تختلف اختلافا جوهريا عن لبنان الطائفي، باستثناء النظام العسكري القوي الذي يحكمها، ولكن الحرب الداخلية بين الأغلبية السنية والأقلية الحاكمة من الشيعة النصيريين الذين يشكلون 12% فقط من عدد السكان، تدل علي مدي خطورة المشكلة الداخلية، إن تفكيك سوريا والعراق في وقت لاحق إلي أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل هو هدف الدولة الأسمي في الجبهة الشرقية علي المدي القصير، وسوف تتفتت سوريا تبعا لتركيبها العرقي والطائفي إلي دويلات عدة».
فالخطط الكبري من نوعية اندلاع الحروب وتقسيم البلدان وإثارة النعرات لا تحدث بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج التخطيط لها لسنوات طويلة ولابد أن يكون هناك محرك لها يحدث صدمة مثلما حدث من انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك.
الآلة الإعلامية الأمريكية المتفردة استخدمت كل أدواتها في سبيل تحقيق الهدف فبمجرد جعل الصورة متاحة أمام المشاهد كتمهيد لوقوع الحدث يصبح بعد ذلك منطقيا وهو ما حدث مع انتخاب الرئيس الأمريكي الأسود »‬باراك أوباما» ليحصل علي لقب أول أسود يجلس علي كرسي البيت الأبيض في دولة عششت فيها العنصرية منذ قيامها وحتي هذه اللحظة التي مازال صاحب اللون الأسود يتعرض فيها للقتل في شوارعها بدوافع عنصرية مع انطلاق آلتها العملاقة التي تقدمها للعالم علي أنها رمز للعالم الحر.
مهد المسلسل الأمريكي الشهير 24 ساعة لتقبل المجتمع الأمريكي لوصول »‬أوباما» ليس لأنه أسود فقط بل لأنه متعدد الأعراق والديانات أيضا فأصوله الإسلامية الممتدة في أفريقيا لم تمنعه لتقديم نفسه كمسيحي متدين اختار ديانته بحرية كاملة وساعده للجلوس علي مقعد الرئاسة النجم الأمريكي الشهير »‬كيفر سثرلند» أو »‬جاك باور» بطل المسلسل الذي أنتجته للمصادفة شركة فوكس، بعد تقديمها للرئيس الأمريكي الأسود علي أنه رجل مخلص وعظيم يتصدي لمؤامرات سلفه الخائن لبلاده، كما قدم المسلسل في أحد أجزائه سيدة نجحت في الوصول إلي كرسي الرئاسة وأدارت شئون البلاد بحكمة وحنكة وتصدت لكثير من الدسائس التي كانت تهدف لتدمير الولايات المتحدة الأمريكية وهو الأمر الذي بدا طبيعيا تماما في منافسة »‬هيلاري كيلنتون» لترامب في سباق الرئاسة ، بدأ عرض المسلسل في عام 2001، وتدور أحداث كل موسم في أربع وعشرين حلقة تمثل كل حلقة أحداث ساعة من اليوم، وتنقلت أجزاء المسلسل ما بين مؤامرات تدبر ضد الشرق الأوسط تنتهي بضرورة شن حرب عليه من قبل الإدارة الأمريكية حتي يتدخل »‬باور» ويكشف الحقيقة ويتم تبرئة الشرق الأوسط ليشعر المتابعون بالفرحة من العدالة الأمريكية التي تمحو ما تنشره مراكز الأبحاث عن التواطؤ مابين أمريكا وإسرائيل لتقسيم المنطقة العربية ، بقي أن نذكر أن أعلي نسب مشاهدة للمسلسل في العالم تقع في الشرق الأوسط.
العرافون
لم يكن »‬جون هوج» العراف الأمريكي الشهير سوي جندي مخلص حمل لقب مستشار في المخابرات الأمريكية»‬IA بصفته أحد أهم المتنبئين بالشأن المصري، أطلق نبوءته الشهيرة عن وصول الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم في مصر حتي قبل إعلان ترشحه للرئاسة ووقتها قال »‬إن الرئيس القادم لمصر ليس ضمن قائمة المرشحين »‬ وأعلن سعادته بذلك حتي لا تتحقق نبوءة العراف الأشهر »‬نوسترا داموس» التي جاء فيها »‬أنه سيأتي علي حكم مصر ملك سوف يكون ثالث من يحمل اسم محمد بالتتالي وأن الملك الثالث سيحمل ضمن اسمه »‬مرسي» ولم يكتف بذلك بل حذر الرئيس الأمريكي »‬أوباما» من لقائه لأنه يحمل ختم الشيطان علي رأسه وأن من خلفه جنود للشيطان يحمونه، وكان ذلك وقت إعلان ترشح »‬الشاطر» للرئاسة والتي خرج منها ليدخل بدلا منه محمد مرسي، ولم يكتف »‬جون هوج» بذلك بل أعلن بأن أيامه ستشهد مزيجا من الدم والنار وأن جسده سيتمزق حتي سيستعصي علي المصريين تجميع أشلائه وسيفر أتباعه إلي الجبال شرق مصر ليطاردهم المصريون حتي يخرجوا من الدائرة التي يتواجد بها لعنتهم الأبدية».
ولم يكن فيما قاله »‬جون هوج» حرفا واحدا يمكن أن يعزي إلي مواهبه الخارقة في التنجيم ولا قدراته الفذة علي تفسير نبوءات نوسترا داموس الغامضة، بل كان ما صاغه ونسبه للعراف القديم هي خطه محددة للدفع بأحد قادة الإخوان للوصول إلي الحكم الذي تعلم المخابرات الأمريكية مدي سعيهم إليه منذ سنوات طويلة ، وماسيحدث بعد وصوله للحكم سيصبح أمرا سهلا لإشعال نار الخلافات في مصر حتي يصبح اندلاع حرب أهلية أمرا محتوما يفتت قوي مصر ويضعفها وقد يجيب علي كثير من التساؤلات تفسير إعلان جماعة الإخوان بعد ثورة يناير بأنه لن يكون لهم مرشح للرئاسة ثم تراجعهم وتقديم الشاطر أولا ثم مرسي من بعده.
نوسترا داموس
أما كبيرهم الذي علمهم كيفية التلاعب بالعقول فهو من يستحق ان نتحدث عنه »‬ميشيل دي نوسترا داموس»، فلا يوجد عراف في العالم كله لا ينسب الفضل إليه ويعلو شأن بعضهم في ادعائهم بقدرتهم علي فك طلاسم نبوءاته المكتوبة علي هيئة ألغاز ونصوص غامضة بها إشارات مستمرة حتي نهاية العالم التي حددها في عام 3797، حتي أنه كان يعمل في جهاز المخابرات التابع للملكة الفرنسية »‬كاترين دي مديتشي» التي طلبت منه أن يكتب لها خارطة تمكنها من معرفة مكان زوجها وأولادها في أي وقت.
ولد »‬نوسترا داموس» في فرنسا عام 1503، لأسرة يهودية تخلت عن ديانتها بعد مولده بتسع سنوات ليعتنقوا المسيحية، أعتني جده بتعليمه اللاتينية والعبرية وعلوم الرياضيات والتنجيم، كان يؤيد النظرية التي تنادي بأن الأرض كروية مما دفع الكنيسة لمعاداته وخوفا من أن ترصده محاكم التفتيش أرسله والده إلي مدينة »‬مونبيليه» لدراسة الطب، ورغم ذلك لم يفلت من مراقبة محاكم التفتيش له التي أرسلت في أثره بعد أن أبدي ملاحظة علي عامل يصب تمثالاً برونزياً للعذراء بأنه صانع للشياطين، هرب إلي إيطاليا وفي نفس الشارع الذي كان يسكن فيه التقي براهب شاب يدعي »‬فيلينش بيرتي» يعمل مربيا للخنازير، عندما التقاه خر أمامه راكعا وناداه »‬قداستكم» وفي عام 1585 بعد وفاة نوسترا داموس أصبح الشاب البابا »‬سيكستوس الخامس»، الذي ذاع صيته كطبيب بارع نجح في مكافحة الطاعون ولم يفلح في منعه من أن يفتك بزوجاته الثلاث، عاد مرة أخري إلي فرنسا وبدأ في نشر نبوءاته علي هيئة رباعيات مشفرة خوفا من ملاحقة محاكم التفتيش له وجمعها في كتابه »‬النبوءات»، وكان أمرا طبيعيا أن يصبح ضيفا دائما ومقربا في أروقة القصر الملكي كعادة كل الملوك والسلاطين في تقريب العرافين والاعتماد علي مشورتهم في استقراء المستقبل للحفاظ علي عروشهم.
اشتهرت عنه قصة ساهمت في تتويجه علي عرش العرافين ، فأثناء وجوده في القصر الملكي طلب رؤية صبي من الحاشية الملكية وصفه بأن له عدة »‬شامات» في جسده ، عندما عرف الصبي خاف وهرب ، أصر نوسترا داموس علي رؤيته فذهب لرؤيته أثناء نومه ليري الشامات بنفسه، أعلن بعدها أن هذا الصبي سيصبح ملكا علي فرنسا، علي الرغم بأن الملك لديه ولدان علي قيد الحياة ، تحققت نبوءة نوسترا داموس ليصبح الصبي هنري النافاري البعيد عن عرش فرنسا الملك هنري الرابع.
افتتن الملوك والزعماء بنبوءات »‬نوسترا داموس التي خلفها بعد وفاته عام 1566 وكانت علي حالتها الملغزة، وأصبحت المهمة الرئيسية للعرافين من بعده تفسير تلك النبوءات ويقال إن »‬نابليون» كان يحمل كتابه في كل مكان. من أشهر نبوءاته التي جعلته ماثلا في أذهان العرافين الذين دائما ما يجدون لأنفسهم مكانا في أروقة القصور ما فسروه عن أنه تنبأ بوقوع الحرب العالمية الأولي التي أدت إلي انتشار الأمراض وذهب ضحيتها 15 مليون شخص.
أن حربا مخيفة تدار في الأرض
وفي السنة التالية سيأتي مرض سارٍ رهيب
بحيث سيهاجم الصغار والكبار
حينما يكون النار والدم والحرب في فرنسا
أما أكثر القصص إثارة فهي التي كانت بطلتها زوجة »‬جوبلز» وزير الدعاية في حكومة هتلر، التي كانت مستغرقة في قراءة كتاب النبوءات، فتنبهت لنبوءة تتحدث عن زعيم اسمه »‬هستر» سيخوض حربا ستنتهي بهزيمته وموته بشكل غامض واختفاء جثمانه إلي الأبد، وعرفت أن تلك النبوءة منتشرة في أوربا مبشرة بهزيمة هتلر، فأبلغت بها زوجها الذي شعر بالفزع من انتشارها وتأثيرها علي معنويات الجيش، فاستدعي العرّاف الشهير »‬كرافت» وطلب منه تفسير نبوءات نوستراداموس لصالح هتلر، ويمكن أن نلمح بوضوح كامل حرب أجهزة المخابرات واستخدامها الحرب النفسية في الحرب عن طريق الادعاء بوجود نبوءات غامضة كان يمكن إضافتها طوال الوقت واستخدامها في الأوقات المناسبة.
وتعد نبوءته التي تتعلق بعودة اليهود إلي فلسطين من أشهر النبوءات التي حرص اليهود علي نشرها لتكون بمثابة تأكيد علي احتلالهم للأراضي العربية قال فيها:
قادمون جدد سيبنون مدنا بلا دفاعات
ويحتلون أماكن غير قابلة للسكن
يضعون أيديهم علي الحقول
والمنازل والأرض والمدن
فيما بعد سيكون في هذه الأرض
المجاعات والأمراض التي ستستمر طويلا
العرّافة البلغارية
»‬فانغليا باديفا جوشيروما»
لم يترك الأدب الساحة خالية أمام العرّافين مبتكري النبوءات، بل كان للأدباء إسهاماتهم الإبداعية في نفس المجال، وتعدُّ رواية »‬رؤي لوكريثيا» للكاتب الأسباني »‬خوسيه ماريا ميرينو» شاهدا قويا علي اقتحام ذلك العالم الخفي، تدور أحداث الرواية في أجواء أسبانيا الإمبراطورية العظمي في أواخر القرن السادس عشر الحافل بالخرافات، وتدور أحداث الرواية حول فتاة تري في أحلامها كوارث وأحداثا هامة تتنبأ في بعضها بغرق الأسطول الأسباني الأرمادا، وتكتسي رؤاها أهمية خاصة بعد أن تولي بعض من كبار رجال الدين تسجيلها ونشرها بين العامة في هيئة نبوءات رفعتها من مجرد فتاة ريفية بسيطة إلي قديسة بدرجة نبية استغلها الجميع لتحقيق أهدافهم في الصراع علي الحكم.
تتشابه بطلة »‬رؤي لوكريثيا »‬ مع العرّافة البلغارية »‬فانغليا» التي تُوفيت عام 1996 عن عمر 85 عاما، التي عاد الاهتمام بها في الفترة الأخيرة بعد استحضار نبوءتها المتعلقة بالولايات المتحدة الأمريكية بعد أن فاز ترامب في سباق الرئاسة »‬الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة الأمريكية سيكون أفريقيًا وأنه سيكون الأخير، ووقت تسلمه الرئاسة ستكون هناك أزمة اقتصادية كبيرة وسيعلق الجميع آمالهم عليه لإنهائها، ولكن العكس هو ما سيحدث وسيؤدي بالبلاد للهاوية وسيتصاعد النزاع بين ولايات الشرق والغرب وربما سيعرض التقسيم نفسه».
وتنتهي النبوءة بوجود خلافات حادة ستعقب خروج »‬أوباما من البيت الأبيض حتي أن خطر التقسيم قد يطال البلاد»، ورغم ذيوع صيتها إلا أن كل نبوءاتها تعدُّ بمثابة إعادة صياغة لنبوءات »‬نوستراداموس» حتي أنها رددت ما قاله عن تحديد نهاية العالم في 3797، ولكنها اختلفت عنه في وضوح لغتها المناسبة للعصر الحديث .
وُلِدت العرّافة البلغارية »‬فانغليا» في 31 يناير1911 في بلدة سترميتا الريفية التابعة للإمبراطورية العثمانية، عندما بلغت الثانية عشرة من عمرها وجدت نفسها وسط عاصفة عاتية قذفتها بعيدا عن منزلها، اختفت عدة أيام حتي عثروا عليها وهي علي حافة الموت، وكانت عيناها مملوءتين بالتراب، نجت من الموت بأعجوبة ولكنها فقدت بصرها، الذي حل بدلا منه موهبة خارقة في التنبؤ بالأحداث المستقبلية، في البداية ظهرت موهبتها بحذر وهي تبشر الأمهات الحوامل بما تحويه أرحامهن، ثم ذاع صيتها بعدما ظهرت مقدرتها علي التحدث مع المتوفين من عشرات السنين، كانت تحدثهم وتقوم بإبلاغ أسرهم عن أماكن أشياء فقدوها، أو تحمل لهم رسائل من العالم الآخر صدقها الكثيرون حتي وصلت أخبارها لهتلر فقرر أن يزورها بصحبة بوريس ملك بلغاريا، تحدثا معها ثم غادرا منزلها غاضبين، بعد سقوط الملك تم سجنها وأفرج عنها بعد ذلك لتعيّن كمستشاره للحزب الشيوعي، رصدتها معظم أجهزة مخابرات أوروبا المتصارعة، حتي أنهم تنافسوا علي وضع أجهزة تنصت في منزلها تنقل ما يدور بداخله من أسرار زوارها من رجال المال والسياسة.
تحقق الكثير من نبوءاتها التي اقتبستها من نوستراداموس، وما تركته خلفها بعد وفاتها نبوءات يمكن أن نتصور أنه تم دسها ببساطة وسط طوفان الهذيان الذي ارتبط بها خاصة أن كثيرا من نبوءاتها ارتبط بالمخطط العالمي الذي يحاك حول المنطقة العربية بكاملها ولنبدأ بنبوءة برجي التجارة التي بدت صياغتها الركيكة تشبه كلمات امرأة ريفية مخبولة:
»‬ياللهول سيسقط الأخان الأمريكيان التوأمان بعد هجوم تقوم به طيور فولاذية، والذئاب ستعوي في الأدغال ودم الأبرياء سينسكب».
أما أكثر نبوءاتها إثارة فهي ما تتعلق بالمنطقة العربية وتحديدها لعام 2011 كبداية للتغيرات التي ستجتاح العالم، وبالطبع يبدو التاريخ متوافقا مع ثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس ومرت علي مصر واستقرت في النهاية بسوريا التي ستنطلق منها الثورة الإسلامية الكبري بعد أن تنجح في ضم الكثيرين لها من الغاضبين من مختلف البلاد العربية.. باختصار لمّحت إلي تنظيم داعش، وتضيف: ستبلغ الأحداث ذروتها عندما يجتاح المسلمون أوروبا بأكملها بحلول عام 2043 ليتم إنشاء خلافة إسلامية مقرها الفاتيكان مما سيدفع سكانها من المسيحيين لمغادرتها والخروج منها. وستتدخل بعد ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك التكنولوجيا باختراع سلاح يمكنها به طرد المسلمين من أوروبا وتعيد عرش المسيحية إليها من جديد، ويحافظ صناع النبوءات علي المكانة المتفرِّدة والقوية للولايات المتحدة الأمريكية لتلعب دائما دور المنقذ القوي، باختصار »‬رامبو».
ومن الطبيعي بعد نشر مثل هذه الأفكار التي تُصاغ علي هيئة تنبؤات بها جزء خارج عن الإرادة الإنسانية أن تسهم في ازدياد حالة العداء الموجه للإسلام والمسلمين فيما يعرف بالإسلام فوبيا، والنظر إلي المسلمين علي أنهم إرهابيون محتملون يمكن أن يفجروا أجسادهم في أي لحظة، خاصة مع ازدياد أعدد المهاجرين من المسلمين إلي أوربا وأمريكا وفي الأوقات الهادئة يزداد عدد من يعتنقون الإسلام في البلدان الأوربية، ويكفي إطلاق مثل هذه التنبؤات علي ألسنة العرّافين لتتحول لحقيقة مؤكدة خاصة إذا تحقق بعضها وأحدث دويا هائلا من نوعية التنبؤ بوقوع تسونامي أو غرق الغواصة النووية الروسية »‬كورسك».
ويبدو واضحا أن العرّافة قد سطت علي نبوءة نوستراداموس رقم 42 التي جاء نصها:
ستسقط سلطة الجمهورية الفرنسية
بسبب القوات الإسلامية
التي تنهمك في أعمال أخري
ويبسط سلطانها علي إيطاليا، التي سيحكمها شخص يرعي النباهة والفطنة.
الجفر
بكتاب الجفر ينافس الشيعة وبقوة كل كتب التنبؤات وأقوال العرّافين وقارئي الغيب ويزيدون عليهم أن كل ما يدعيه العرّافون كذب وبهتان وعلي رأسهم »‬نوستراداموس» الذي اقتبس نبوءاته من »‬جفر علي بن أبي طالب رضي الله عنه» المنسوب إليه وتحوّل إلي علم يهتم بالغيبيات ومعرفة حوادث المستقبل وتدبير الأرقام المرتبطة بحسابات الجمل خاصة فيما يتعلق بالزواج.
يسمي كتاب الجفر الكبير الجامع ومصباح النور اللامع لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، والجفر يعني في اللغة الصغير واكتسب اسمه من الادعاء أنه كُتِب علي جلد حيوان صغير كالشاة أو الثور.
ويؤكد الشيعة علي وجوده ويدّعون أن الرسول صلي الله عليه وسلم أملاه وذكر فيه أخبار الأنبياء والدول وأحداث المستقبل، وأن هناك كثيرا من الأقوال التي تصل عندهم إلي درجة القداسة تحدث بها الإمام موسي الكاظم قال فيها: »‬ابني علي، هو أكبر ولدي وأحبهم إليّ، قرأ الجفر معي، بينما لا أحد ما عدا النبي صلي الله عليه وسلم وورثته قرأوه».
ومثل هذه الكلمات تسمح بأن يظل الكتاب سرا كبيرا وخفيا لا يتاح للعامة، وفي نفس الوقت لا يمكن لأحد أن يجزم بالنص الحقيقي لمثل هذا الكتاب الذي كان اختراعه أحد أهم الأسباب لتأكيد أحقية الشيعة في الوصول إلي الحكم واستمرارا للخلاف السياسي الذي بدأ من أيام الفتنة الكبري التي عصفت بالمسلمين الأوائل في عهدي علي بن أبي طالب ومعاوية ومازالت مشتعلة حتي أيامنا .
وفي حديث آخر نُسِب للإمام جعفر الصادق، عندما ذكر أمامه الحسين بن علي وكتاب الجفر قال: »‬أقسم بالله، حفظنا ورقتين صُنِعتا من جلد الماعز والغنم، هاتان الورقتان تضمان خطب الرسول بخط الإمام علي، ثم صمت وقال: »‬إنه حاوية صنعت من الجلد تحتوي معرفة الرسل ووصاياهم».
ويُنسب إلي الجفر عدة نبوءات منها »‬في صفر يأتيك من تونس الخبر».
وتم تفسيره بأنه في شهر صفر الموافق لشهر يناير سيحدث في تونس أمر جلل وهو مافسروا به قيام الثورة التونسية في 2011.
وفي نبوءة أخري تشرح مؤامرات إسرائيل ضد مصر لتدمير الزراعة بها عن طريق استخدام المبيدات المسرطنة، »‬وتري ما تري الكنانة حرب في البر من يهود يبغون لجندها الهلاك، ينثرون بأرضها الموت غبارا نثرا ويذرون بالذاريات ليلا وظهرا، يريد اليهود سكب الوباء سكبا ويستودعونه نهرا، استودعه الله مصر».. أما النبوءة التي تستحق أن نتوقف أمامها وترتبط بالأحداث الحالية قالت »‬رجوع الحكام إلي كُذّاب إسرائيل، وتملكهم العرش الأبيض وخروج شبيه بلال أسود »‬أوباما» في بلاد الخمسين نجمة »‬إشارة إلي العلم الأمريكي الذي يحتوي علي خمسين نجمة» الذي يسوء وجوه العرب، إشارة إلي سقوط الأنظمة بسببه، فياعجبا ومالي لا أعجب، من شراذم عرب تختلف حججهم حتي في دينهم، لايقفون أثر النبي ولا يعتدون بعمل ولي، ولا يؤمنون بغيب، ولا يقفون عن عيب معروف عند حكامهم، ما يمسك الحكم ولا يسمح عندهم بصدق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.