أحيانا تلعب الأماكن دور البطولة في الحياة ، و لعل هذه الفكرة كانت محور الكثير من أعمال صاحب نوبل نجيب محفوظ ، حيث يأتي المكان في صدارة المشهد و يلعب دورا كبيرا مثله مثل أبطال الرواية ، و من هذه الأماكن كان " قصر الأمير محمد علي " بالمنيل ، الذي شغل حيزا كبيرا من فيلم " قلب الليل " بطولة نور الشريف، وفريد شوقي ، و قام بإخراجه العظيم " عاطف الطيب " . القصر الرمز : يعد القصر في فكرة القصة و الفيلم رمزا للجنة ، و هي الفكرة التي تناولها نجيب محفوظ في أكثر من عمل ليس آخرها " أولاد حارتنا " فقد شغف بها ، حيث جاءت في رواية الطريق و قصة بلا بداية و لانهاية ، و الحرافيش ، و أيضا ( قلب الليل ) . حيث يطرد السيد الرواي صاحب القصر حفيده جعفر الراوي من قصره بعد سقوطه في هوي راعية الغنم - لعبت دورها ببراعة الفنانة هالة صدقي - و قد جاء استغلال المخرج عاطف الطيب لحديقة القصر و سائر عناصره ليظهر هذه الفكرة . القصر العظيم و صاحبه : يقع قصر الأمير محمد علي بجزيرة الروضة علي فرع النيل الصغير في مواجهة القصر العيني و قد تم تشييده في الفترة من 1901 - 1938 ، و قد ظهر فيه شغف الأمير محمد علي بالعمارة الاسلامية حيث وضع تصميمات القصر بنفسه علي هذا الطراز ، بل شيد الأمير محمد علي سور القصر علي طراز حصون العصور الوسطي فأقامه بالحجر الجيري تعلوه شرفات الحراسة مما يكسبه فخامة و مناعة تجعله أشبه بقلعة صغيرة و بالقصر حوالي 34 ألف متر للحدائق فقط و التي حوت أشجارا و نباتات نادرة ، كما زينت مبانيه العديد من عناصر الفن الاسلامي ، و حوي بين جنباته العديد من المنشأت الجليلة كسراي الأستقبال وقد خصصت للإستقبالات الرسمية ، و سراي الاقامة ، المخصصة لاقامة الامير و سراي العرش و المتحف و المسجد و برج الساعة ، مما يجعله درة فريدة و آية للسائلين .