احتفاء بذكرى ميلاد نجيب محفوظ في الحادي عشر من ديسمبر، أقام نادي الكويت للسينما بالتعاون مع استديو الأربعاء احتفالية، تم خلالها عرض فيلم وثائقي قصير يحتفل فيه "حرافيش محفوظ" بعيد ميلاده الثالث والتسعين. أعقبه عرض الفيلم الروائي الطويل "قلب الليل"، المعالجة الدرامية لمحسن زايد، والإخراج لعاطف الطيب، وبطولة فريد شوقي ونور الشريف ومحمود الجندي وهالة صدقي ومحسنة توفيق. الفيلم إنتاج عام 1989 ومدته ساعتان، ويعد أول فيلم يقدم عن روايات محفوظ عقب حصوله على جائزة نوبل عام 1988، وهو مأخوذ عن رواية ذات طابع فلسفي صعب تقع في حوالي 150 صفحة، ونشرها محفوظ في منتصف السبعينيات من القرن الماضي. قدم للفيلم وعقب عليه القاص والكاتب شريف صالح، الذي أشار إلى أن الفيلم من أكثر التجارب السينمائية إخلاصًا للعالم السردي لمحفوظ، حيث ابتعد المخرج عن الاستغلال التجاري محاولا تقديم تجربة سينمائية جادة توصل أفكار وتساؤلات محفوظ. كما أشار إلى أن الرواية تبدأ من فصام وجنون بطلها "جعفر الرواي" الذي راح يروي تفاصيل مأساته مع جده صاحب الوقف الكبير، على موظف الوقف محاولا استعادة أملاكه. أما الفيلم فانتهى إلى ما بدأت به الرواية وتدرج بشكل واقعي بسيط ليصل في نهايته إلى فصام جعفر. كما أن المقارنة تفرض نفسها ما بين "قلب الليل" التي تمثل محاولة جعفر المضنية للخلاص من سطوة وجبروت "جده" أو الأب الرمزي، والهروب من قصره أو سجنه الكبير، متحملا نتائج اختياره ومصيره وحريته.. وبين رواية "الطريق" حيث لا يشغل البطل سوى العثور على أبيه الرمزي "سيد سيد الرحيمي".. وإن اتفق بطلا الروايتين في النهاية المأساوية بارتكاب جريمة قتل. واعتبر صالح أن المقولة الأساسية للفيلم تركز على مفهوم "الحرية" وقدرة الإنسان على الاختيار وتحمل نتيجة ذلك، على عكس معظم روايات محفوظ المشغولة أكثر بمفهوم "العدالة". ملخصا أهم مقولات الفيلم والرواية في عبارات مثل: "إنني أتمرغ في التراب لكنني في الأصل هابط من السماء"، و"لن أكف عن القتال حتى أنال حقي الكامل من تركة جدي اللعين".