أمسية جميلة عاشتها جماهير مصر مع مباراة الكرة التي واجهنا فيها فريق غانا. الفوز بالمباراة وحده يكفي لموجة الفرح التي عاشتها الجماهير، والمظهر الرائع لسبعين ألفا ملأوا ملعب برج العرب بتشجيعهم الجميل سبب آخر للفرح. والمستوي الذي ظهر به فريقنا القومي يطمئن ويسعد رغم أصوات سمعناها في ستوديوهات التحليل التي أقامتها قنوات التليفزيون تحاول جذب الانتباه بمبدأ ∩خالف.. تعرف∪!! أهم ما في المباراة ان الفريق المصري لعب بواقعية شديدة وان المدرب العالمي ∩كوبر∪ أدار المباراة بدراية كاملة بقدرة لاعبيه ولاعبي الفريق المنافس. غطي نقطة الضعف التي كنا نشكو منها في وسط قلب الدفاع. ولم يترك الفرصة للفريق الغاني الخطير لتهديد مرمانا بصورة جدية الا مرتين بالعدد، ومن تسديدات بعيدة تصدي لها الحضري ببراعة. صحيح ان الفريق المنافس استحوذ علي الكرة أكثر منا، ولكنه لم يستطع ان يترجم هذا الاستحواذ الي خطورة حقيقية علي مرمانا. لان الطريق إلي هذا المرمي كان مغلقا بالضبة والمفتاح. انجاز هام آخر هو أن المدرب ∩كوبر∪ قد وضع يده علي الهيكل الأساسي للفريق القومي. ولم يكن الأمر سهلا بعدما تعرضت له الكرة المصرية في السنوات الماضية، ومع تراجع مستوي الفرق الكبري وفي مقدمتها الاهلي والزمالك وسوف يحتاج الأمر الي المزيد من الانسجام بين عناصر الفريق التي لم تلعب معا كثيرا، ولعل أمامنا الفرصة سانحة في مباريات بطولة افريقيا لكي ننافس علي البطولة، ولكي نخرج وهذا هو الأهم بفريق يحفظ فيه كل لاعب ما يفكر فيه زميله. ويطبق الجميع الخطط الموضوعة كاملة، ويؤدون أدوارهم في كل مباراة وكأنها مباراة البطولة. الفوز علي غانا له أهميته، فهي ∩علي الورق∪ المنافس الابرز علي بطولة المجموعة. وقد ابتعدنا بهذا الفوز الثمين عنها بخمس نقاط بعد مباراتين فقط. ولكن علينا ان نذكر ان الطريق مازال طويلا حتي الوصول لروسيا 2018، وان أمامنا أربع مباريات ينبغي ان نقاتل فيها بكل جدية ودون تهاون. وينبغي ان نذكر ان هناك منافسا آخر في المجموعة هي أوغندا التي تملك أربع نقاط، والتي ستكون أول من نواجهها عند استئناف التصفيات في أغسطس القادم في مباراتين هامتين، وبعد أن نكون قد قابلناها مرة أخري في نهائيات أفريقيا. ما فعله المدرب الكبير ∩كوبر∪ في ظل ظروف الكرة المصرية انجاز يستحق التقدير له ولمعاونيه. وما حققه نجومنا حتي الآن يبشر بأنهم قادرون علي إكمال المهمة والوصول لكأس العالم بإذن الله. لقد كانوا بالامس نجوما من حيث الانضباط في الملعب وتنفيذ التعليمات وبذل كل الجهد والجماعية في الأداء. ولا يبقي الا المزيد من التجانس، واستعادة بعض النجوم لمستواهم العالي المطلوب لتنفيذ طريقة اللعب الجديدة، ولكي نستطيع خلق المزيد من فرص التهديف مع احتفاظنا بالدفاع الحديدي. مبروك الانتصار، ولنضع كل الامكانيات المطلوبة امام منتخبنا لاستكمال المشوار إلي موسكو 2018 بإذن الله.