من اليوم فصاعداً لا صوت يعلو علي صوت كأس الأمم الإفريقية التي ستستضيفها الجابون في يناير القادم.. ومن اليوم فصاعداً يجب علي الجهاز الفني لمنتخب مصر أن يطوي صفحة تصفيات كأس العالم والتي انتهت مرحلتها الأولي بمباراة مصر وغانا التي أقيمت مساء الأحد. علينا أن نطوي صفحة مباراة غانا بحلوها ومرها خاصة ونحن نكتب هذه السطور قبل أن تنطلق المباراة نظراً لظروف طباعة أخبار الرياضة. علي الجهاز الفني أن يبدأ مرحلة الدراسة المتأنية لمنتخبات مجموعته الرابعة في كأس الأمم وهو الآن يملك ملفاً شاملاً عن غانا وأوغندا وعليه أن يجهز ملف غينيا حتي إذا ما بدأت مرحلة الاستعدادات للنهائيات الإفريقية يكون جاهزاً تماماً ببرنامج لمباريات ودية وأيضاً بخطط جديدة ورؤي أخري غير التي خاض بها مواجهتي تصفيات كأس العالم أمام الكونغو وغانا بعد أن باتت أوراق المنتخب مكشوفة "ولا نقول محروقة" للمنافسين في كأس أمم إفريقيا. ربما تكون أمم إفريقيا المقبلة جزء مهم ومهم للغاية لاستعادة مكانتنا علي ساحة القارة الإفريقية خاصة إننا مازلنا أصحاب الرقم القياسي للفوز بتلك البطولة سبع مرات آخر ثلاثة منها كانت متتالية في العقد الأول من هذه الألفية. العودة لمكانتنا الطبيعية علي ساحة الكرة الإفريقية لم ولن يتحقق إلا من خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية.. وأعتقد أن الجابون ستكون مسرحاً جديداً لمنتخبنا الذي يتوجب عليه من خلال هذا المسرح أن يستحوذ علي إعجاب الجماهير الإفريقية وأن ينال الاستحسان وأن يشعر كل المنافسين أننا نتعافي من حالة الهبوط التي اجتاحتنا في السنوات الست الماضية وأن الفراعنة قادمون. أقول إن الجهاز الفني لمنتخب مصر مطلوب منه في المرحلة القادمة- مرحلة ما قبل أمم إفريقيا- أن يفتح قائمة المنتخب بصدق وبدون انحياز لكل لاعب يتألق في الدوري المحلي ويمنحه الفرصة في المباريات الودية التي ستقام لينخرط في تشكيل المنتخب ولا يتم اعتبار من ينضم للقائمة في تلك الفترة أنهم "كمالة عدد" أو من قبيل جبر الخواطر! علي الجهاز الفني أن يتخلص من نظرة الدونية للاعبين المحليين وأن يتخلص من نظرية أن المحترفين هم العناصر الأساسية الذين يعتمد عليهم، فقد أثبتت كل التجارب أن هناك محترفون لم يقدموا شيئاً للمنتخب ومع ذلك يتم استدعائعم بشكل دائم وبطريقة مجحفة لحق اللاعبين المحليين! علي مجلس إدارة اتحاد الكرة أن يراجع نفسه كثيراً في المرحلة القادمة لأن هناك أخطاء رهيبة ستؤدي إلي تحويل الجبلاية إلي "عزبة" يديرها الخولي المعين من جانب الباشا.. ويجني ثمارها عدة أشخاص.. دون أي استفادة حقيقية للكرة المصرية الذين انتخبوهم من أجل الرقي بها.. طبعاً مفهوم !