لم يكن مستغربا أن تخرج معظم استطلاعات الرأي المتلاحقة مؤيدة لتقدم زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق وزيرة الخارجية السابقة هيلاري في سباق الرئاسة، ولا مستغربا مساندة الإعلام الرسمي والعديد من القنوات الخاصة، ووقوف المؤسسات التقليدية كالبنيان المرصوص وراءها، عموما ربما كان ذلك سببا في تسريب ثقة متناهية لأفراد حملتها في فوز مرشحتهم مما أصابهم بالتراخي، وليس فقط خطاب هيلاري الإعلامي المترهل بداية من إلصاق تهم التحرش الجنسي والتفتيش في علاقات منافسها النسائية ومحاولة إظهاره عيي لا يجيد حديث سياسة.. وكأن هيلاري لا تدرك أن الحديث في الملف النسائي لترامب يذكر الناخب الأمريكي بالملف النسائي لزوجها وكيف غفرت له، وسيغفر الناخب الأمريكي لترامب أيضا ومل من حديث السياسة علي لسان الديمقراطيين. كما أن وقوف الرئيس الديمقراطي أوباما علانية مؤيدا للمرشحة الرئاسية هيلاري ذكر الناخب الأمريكي بخيبة الديمقراطيين وكان أوباما نموذجا يذكره بهذه الخيبة والفشل، كل الأسباب التي تصورت حملة هيلاري كفيلة بنجاحها كانت وراء إبعادها عن المنافسة الرئاسية، وأسهمت في فوز الترامبية، تحدثت حملة ترامب بلغة الاقتصاد والمال ولوحت بعودة المصانع التي ذهبت للصين والمكسيك لرخص الأيدي العاملة وتركت العامل الأمريكي بلا عمل، حملة ترامب اتقنت لغة الاقتصاد والمال، ونجاحها في ذلك أثبت أنه مازال للاقتصاد الكلمة العليا وأن الإعلام ليس قادرا علي كل شيء. عموما سنظل لفترة طويلة ندرس ونتباحث كيف استطاع عديم الخبرة السياسية دونالد ترامب ومن معه الانتصار في واحدة من أشرس المنافسات الانتخابية، رغم وقوف معظم وسائل الإعلام الأمريكية تقريبا مع منافسته وزيرة الخارجية السابقة صاحبة الرصيد الدعائي والإعلامي الكبير والخبرة السياسية العريضة علي مدي سنوات طويلة بداية من زوجة للرئيس ووزيرة خارجية، علينا فهم لغة الاقتصاد والصناعة إذا أردنا معرفة لماذا انتصرت »الترامبية».