سألني حماري : ما هي الدنيا ؟ فقلت له : هي فندق كبير، له باب دائر للدخول، وباب دائر للخروج له حجرات في الطابق الأعلي والأوسط والأسفل "يظهر فيه القادم عاريا حافيا، ويتسلم مفتاح حجرته من "لوح محفوظ" به عديد من المفاتيح ، فيصعد أو يهبط دون أن يعلم السبب، يعج بهوه بالراقصين الشاربين الآكلين، وتضج مقاصيره بالضاحكين اللاهين المترفين، وتزدحم أركانه بالعاملين والمفكرين والجادين والمتعبين، وتتراكم في أقبائه أكوام الباكين التعسين الجائعين...ثم يدور باب الخروج، فيلفظ النزلاء ولا تمييز ... عراة حفاة كما ظهر أول مرة في ذلك الفندق الكبير.