لم نر في مصر من قبل ولا غيرها رئيسا يمنح وقته وعقله وجهده للشباب ينصت إليهم ويفهم منهم ويناقشهم ويمنحهم هذه الفرصة الذهبية.. كما فعل الرئيس السيسي.. ! تابعت باهتمام أعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب ما بين جلسات عامة وندوات وورش عمل.. أحسست فعلا بالفخار والاعتزاز وأنا أشاهد واستمع لشباب بلادي الواعد.. شباب مصر الحقيقي الذي تحرر من مصطلح 25 يناير وَمِمَّا علق به من صفات ليست فيه ولا تمت إليه بصلة.. شاهدت شباب مصر المبدع القادر علي العطاء والعمل.. علي مدي ثلاثة أيام كاملة وبمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف شاب يمثلون مختلف الأطياف استمعت الدولة ومؤسساتها.. رئيسها عبد الفتاح السيسي ووزراؤها لأفكار الشباب الذي طرح رؤيته في مشاكل وقضايا الوطن.. استمرت علي مدي 120 ساعة.. شاهدنا الصورة الحقيقية للشباب بعيدا عن الفكرة السلبية لشباب الكافيهات والعواطلجية وشباب النواصي والمعاكسات والتفاهات وذيل الحصان والبنطلون الجينز المقطع تحت الخصر وانتظار الوظيفة والشقة والعروسة تنزل عليه من السماء بلا عمل أو عرق أو تعب.. حقا شاهدنا الشباب المسئول الجاد المشرف اللي يفرح القلب.. الشباب الذي يأخذ قاطرة مصر إلي الأمام.. الشباب الذي جلس علي المنصة يتحدث ويشرح ويتكلم.. بينما جلس الرئيس لأول مرة ( وأعضاء الحكومة ) بين صفوف المستمعين.. في سابقة هي الأولي من نوعها. وسط زخم الجلسات والندوات التي تنوعت وتناولت مختلف القضايا.. كان لي اهتمام خاص.. ( بطبيعة المهنة ).. بندوة » تأثير وسائل الإعلام علي صناعة الرأي العام الشبابي » التي أدارها باحتراف الإعلامي النابه المحترم أسامة كمال.. وبقدر ما استفزتني مشاركة بعض الوجوه الإعلامية التي تنتمي إلي مدرسة الفوضي وتضليل المشاهد وصحافة الرأي الكاذب والتحليل المغرض.. بقدر ما أسعدتني هذه المشاركة التي كانت بمثابة فرصة حقيقية لكشف النقاب أمام الجميع عن الوجه الحقيقي لهؤلاء الذين يرتدون عباءة الوطنية الزائفة.. ذلك بالرغم من أنه من السهل جدا معرفة هؤلاء علي حقيقتهم بضغطة علي اليوتيوب لمشاهدة مقاطع كاملة من آرائهم التي تتغير وتتبدل كل يوم من النقيض إلي النقيض في يوم وليلة حسب اللي يدفع ووفقا للمصلحة الشخصية.. وقد جاءت كلمات أستاذنا الكبير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق.. أطال الله في عمره.. لتنزل كالصاعقة.. وتشفّي الغليل.. خاصة عندما قال إن الإعلام المرئي يفتقد المهنية والحرفية الأمر الذي يؤدي إلي أخطائه وانحرافاته.. لأن هناك فرقا كبيرا بين الخبر الصحفي والرأي والزعامة السياسية.. وأن الحرية ليست فوضي وأن ما تتمتع به مصر من حوار يتسم بالندية مع رئيسها وحرية صحافة وإعلام لا يوجد مثيل له في أي بلد عربي.. وضجت القاعة بالتصفيق وفي ختام هذه الندوة الساخنة.. وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلامه للإعلاميين قائلا : »أنتم تضروا مصر جامد جدا من غير ما تقصدوا وبكلمكم كمسئولين عن بلد.. مش مجرد رأي عام بس».. مؤكدا أنه وجه العديد من الرسائل خلال العامين الماضيين عن هذه القضية.. وتابع الرئيس: »أنتم مسئولين عن مصر معانا.. وأنا معاكم ومستعد أجيب جرائد نشرت موضوعات واخبار كانت أحد أسباب زيادة سعر الصرف لأنها اتكلمت عن أخبار لا تمت للواقع بصلة والناس أخذتها علي أنها مؤشر».. واختتم الرئيس السيسي قائلا: » هناك دول فقدنا حميمية العلاقة السياسية معها نتيجة خروج أخبار من مصر تسئ للعلاقات معها».. وقد جاءت توصيات المؤتمر لتبشر بالخير.. بالدعوة لسرعة الانتهاء من التشريعات الخاصة بالإعلام والتي من شأنها محاسبة الإعلامي الكاذب ومعاقبته والتي أتمني أن تري النور في القريب العاجل.. مع غيرها من التوصيات المهمة التي تخص محور الاقتصاد بإنشاء هيئة مستقلة ومركز إبداعي للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.. والمحور السياسي الذي أكد علي أهمية مشاركة الشباب في انتخابات المحليات وإنشاء هيئات مساعدة للوزراء من الشباب.. وغيرها.