نغض الطرف عن الأحاديث التي أطلقها المستشار مرتضي منصور عن السحروالشعوذة ورشوة الحكام(!!) ونتوقف بكل احترام عند أداء لاعبي الزمالك في مباراة العودة أمام فريق »صن داونز» الجنوب افريقي والتي انتهت بفوز للزمالك لم يستطع تعويض هزيمته في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف. خسر فريق الزمالك بطولة كانت في متناول اليد أمام فريق شارك في البطولة بالصدفة ولم يكن يحلم يوما بأن يفوز باللقب الأفريقي. لكن فريق الزمالك أدي في حدود إمكانياته، ودفع ثمن سياسات خاطئة في الاستغناء عن اللاعبين ونقص القائمة الافريقية، وتدخل الادارة في الشئون الفنية وغير ذلك من العوامل التي تعودنا عليها في العديد من أنديتنا. بالإضافة طبعا إلي الظروف التي تمر بها الكرة المصرية منذ سنوات، والتي نرجو أن تكون مباراة الزمالك مع »صن داونز» مؤشرا علي تجاوز أهمها، وهو غياب الجماهير عن الملاعب. لقد كان البطل الحقيقي في ملعب برج العرب حيث اقيمت المباراة النهائية للبطولة الافريقية هو الجمهور العظيم الذي حضر المباراة. اكثر من سبعين ألفا احتشدوا في نظام، وشجعوا بكل رقي، ووقفوا مع فريقهم في النهاية، وتقبلوا ضياع البطولة بروح رياضية، واستمروا بعد المباراة يحيون لاعبيهم لأنهم أدوا الواجب وحاولوا قدر المستطاع - لكن البطولة كانت قد حسمت - لحد بعيد - في مباراة الذهاب. قدم الجمهور درسا افتقدته الملاعب طويلا. وأثبت أن النغمات النشاز التي أفسدت متعة مشاهدة المباريات في الملاعب يمكن حصارها. وبإذن الله ستكون الصورة أفضل في مباراة المنتخب القومي مع غانا بعد أيام. وسيكون الجمهور العظيم عاملا مساندا بقوة للاعبينا في هذه المباراة الهامة، وفي غيرها من المباريات التي نخوضها في سعينا للعودة للمشاركة في كأس العالم. كما سيفتح الباب لبحث عودة الأمور لطبيعتها وعودة الجماهير للملاعب في مبارياتنا المحلية. لكن الأهم أن هذا يأتي في وقت يتم فيه التحريض بكل الوسائل من أعداء الوطن وفي مقدمتهم الاخوان لإثارة الاضطرابات، وخداع الشباب، فيكون الرد هو مهرجان الحب الذي تعاون فيه الجمهور مع الشرطة لإخراج هذه اللوحة الرياضية الجميلة التي تقول للدنيا كلها: إن مصر في أمان، وأن شبابها بألف خير، وأنها تتوحد في مواجهة الخطر.. كما تتوحد في ملاعب الرياضة حين يلعب أي فريق بإسم مصر. شكرا للجماهير التي حضرت مباراة الزمالك، سواء من مشجعي النادي أو مشجعي الأندية الأخري الذين حضروا المباراة ليساندوا فريقا يحاول إضافة بطولة جديدة لمصر. شكرا علي هذه الروح التي نرجو أن نري مثلها وأكثر ونحن نواجه غانا بعد أيام في مباراة حاسمة، سيكون فيها الجمهور هو اللاعب الأول. وستخرج المباراة في لوحة جميلة أخري تكون إعلانا لا يقدر بثمن للدنيا كلها بأن مصر ستظل واحة الأمان وعنوان الاستقرار في المنطقة كلها.. ولو كره الأعداء وعصابات الارهاب والكافرون بالدين والوطن.