في كل بلاد العالم تكون القوات المسلحة هي المرجع الحاسم الذي يتم اللجوء إليه في حالة الازمات والكوارث والأخطار التي قد تعجز الجهات المدنية عن التصدي لها. ولقد تابعنا جميعاً الجهود الكبيرة التي قامت بها قواتنا المسلحة منذ 25 يناير 2011 وحتي اليوم في كل المجالات والتي لا أبالغ عندما أقول إنها كانت السبب الاساسي الذي أعاق كل محاولات إسقاط مصر وهي المحاولات التي لم تتوقف وتأخذ كل يوم اشكالاً واساليب جديدة. يأتي علي رأس تلك الاساليب محاولات صناعة الازمات التي تؤدي لحالة من الاحباط واليأس من خلال التشكيك في قدرتنا علي النهوض من الكبوة التي وقعنا فيها بعد 25 يناير. صناعة الازمة اسلوب جديد تلجأ إليه جماعات الافك والظلام وذيولها التي لا تزال تعبث في كل مؤسسات الدولة.. لم يكن من باب الصدفة ان يعيش المواطن المصري سلسلة طويلة من الازمات.. أزمة القمح ثم ازمة السكر وقبلها ازمة الارز والزيوت وهي الازمات التي تأتي متزامنة مع رسائل اعلامية تؤدي لمزيد من الاحباط وتخلق جواً ومناخاً من القلق والتوتر وارباك يهدد الدولة وتشتيت لقدراتها علي حل أي مشكلة. وكان من الطبيعي ان يواكب تدخل القوات المسلحة في حل كل الازمات التي تواجهنا مزيدمن التشكيك ومحاولات الوقيعة بين المواطنين والمؤسسة العسكرية التي حافظت علي كيان مصر وسيادتها ووحدة اراضيها وسط طوفان من المؤامرت والدسائس التي تهدف لعزل مصر وخنق ارادتها وسعيها إلي اللحاق بالمستقبل بعد كبوة يناير. كان التحام القوات المسلحة وحمايتها لإرادة الشعب المصري في 30 يونيو بداية جديدة يحاولون اليوم النيل منها وللاسف الشديد جاء ذلك مواكبا لحالة من التيه والوهن والضعف الذي تعيشه الحكومة والذي جعل الناس يشعرون أنها تعمل في جزر منعزلة. وكان من الطبيعي ان يؤدي ذلك إلي حالة من الفردية في التعامل مع الدولة حيث يلجأ كل مواطن في التعامل مع الدولة وفق معتقداته وقدراته الشخصية في الخروج من الازمة المفتعلة بما في ذلك التحايل عليالقانون وعدم الانتاج. مصر في مفترق طرق يكون الردع والحزم والحسم فيها هو السبيل الوحيد لإنقاذ وطن يعاني من جحود أبنائه!!