هو شخصية عظيمة من شخصيات مصر.. شخصية متفردة وطنية مبدعة متفائلة مؤمنة ببلدها وشبابه.. فمصر سكنت قلبه وعقله وقبلها علمه.. هو العالم المصري الكبير فاروق الباز الذي يستحق منا كمصريين أعظم الحب والتبجيل شأن غيره من المصريين ممن يثرون حياتنا بالعطاء وبتقديم القدوة وبتعظيم معاني الانتماء والولاء دون انتظار لرد الجميل.. خاصة لبعض شبابنا ممن تاهت بوصلتهم، اذكر منهم د. زويل رحمة الله عليه، ود. مجدي يعقوب، ود. محمد العريان، ود. هاني عازر، ود. أحمد عكاشة، ود. محمد غنيم، ود. مصطفي السيد وغيرهم من المتفانين بحق في حب مصر. في -1992- كنا مجموعة من الصحفيين المصريين في زيارة لبوسطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووقتها قدم د. فاروق الباز، وكان يعمل في »وكالة ناسا للفضاء» محاضرة علمية مهمة.. وحملنا رسالة لمصر، بأهم ما توصلت إليه الأبحاث وصور الأقمار الصناعية عما تضمه أرض مصر من خيرات مستقبلية. لذلك كنت غاية في السعادة وأنا أشاهد الرئيس السيسي منذ توليه يضمه إلي المجلس الاستشاري العلمي، هو ونخبة عظيمة من علماء مصر في الخارج والداخل.. كي تستفيد مصر من مشورتهم، ومن يومها وهم يعملون في صمت، لأنهم لا يملكون رفاهية التعامل مع الإعلام.. فهم منشغلون فقط بالآداء! لقد بح صوت د. فاروق الباز في عهد الرئيس الأسبق كي يستفيدوا بخبرته وبمشروعه » ممر التنمية» ولكن ما من مجيب.. ومنذ أيام تصدرت الصحف صورة عالمنا العظيم في لقاء مع الرئيس السيسي، وهو يبحث معه كيفية إعلاء شأن العلم والبحث العلمي، ويعرض صور المسح الجيولوجي لعدد من مناطق مصر للاستفادة من مخزون المياه الجوفية بها، من أجل استصلاحها وتنميتها زراعيا وتحويلها إلي مجتمعات تنموية متكاملة. »حنأكل نفسنا» شعار رفعه د. الباز في مقال نشر له في الأهرام عنوانه » إنتاج الغذاء ألف باء الحضارة» وعرض خطته للحكومة كي تحقق هدف التنمية في عام أو اثنين عن طريق تحديد استخدام كل الأراضي المستصلحة، وكل ما يستخدم المياه الجوفية في إنتاج الغذاء فقط، ومنع التصدير، إلا ما زاد علي الحاجة، وتشجيع وتسهيل إنتاج الحبوب وخاصة القمح بالأراضي الجديدة .. مع تسهيل وتحسين جمع المنتج ونقله إلي المخازن للإقلال من الفاقد في أثناء عمليات النقل.. كما طالب بدعم الأبحاث العلمية التي تصب في زيادة إنتاجية الفدان من الحبوب وإصلاح صفاتها الوراثية.. والارتقاء بإنتاج الخبز.. مع الإلتزام بتحسين التوزيع ورفع السعر خارج بطاقات التموين للإقلال من الفاقد، ، يشمل ذلك الحيوانات والطيور والفواكه، للوصول إلي الاكتفاء الذاتي من الغذاء.. ووقتها نركز الجهد لتحقيق رفعة التعليم والخدمات الصحة والبحث العلمي وكل ما نتطلع إليه من رقي وهناء لأهل مصر جميعا.. مسك الكلام.. »يزخر التاريخ بقدرات الفلاح المصري علي مر العصور».. من أقوال د. الباز، حكمة لمن لا يعرف ولا يفهم بل ولا يريد أن يستوعب!