سيظل اكتوبر هو شهر البطولات والتضحيات للقوات المسلحة، منذ 44 عامًا كان الدرس القاسي من ابطال مصر للعدو الإسرائيلي فى حرب، لم يكن العدو يتوقع خسارتها، مارس قبلها حربًا نفسية صدرها الى جيوش المنطقة بأن جيشهم يصعب قهره وان خط بارليف مستحيل أن يتم عبوره. وفى يوم 6 اكتوبر 1973 كان ما كان من براعة فنون القتال وعرف قادة إسرائيل انهم روجوا اكاذيب صدقوها هم قبل الآخرين. وكان النصر لجيش مصر الذى لم يتأثر بالحرب النفسية التى مارستها إسرائيل، وكانت فرحتنا بمن عاد سالماً وبكت دموعنا وقلوبنا على من استشهد فى حرب العزة والكرامة. وصباح الجمعة الماضية كان الحادث الذى ابكى قلوبنا قبل عيوننا والذي أسفر عن استشهاد 12 مجندًا بعد اشتباكات مع امراء الشر وسكان النار بإذن الله عند قيام الساعة. شهداؤنا اعمارهم فى اوائل العشرينات، استشهدوا وهم فى مهمة الدفاع عن تراب وكرامة الوطن الذى يحاول امراء الظلام هز استقراره لصالح انظمة غير محبة لنا. 12 شهيدًا صعدت ارواحهم الى السماء يوم الجمعة الماضية، ماتوا وهم فى حالة دفاع عن عزة وتراب هذا الوطن ضد عدو لا نعرف يعمل لصالح من؟ وعلى اي اساس اباحت كتائب الإرهاب ان تطلق النيران على جنود عيونهم ساهرة لخدمة وطنهم، واثناء استعدادهم لصلاة الجمعة. ورغم ما حدث لشهدائنا وبكاء قلوبنا فإننا لن نستسلم، سنواصل حربنا ضد الإرهاب حتى تتطهر رمال سيناء منهم، لا نريد ان تدوس اقدامهم تراب وطن خطت عليه اقدام انبياء الله. مصر غالية على خالق الكون وكرمها وذكرها فى القرآن الكريم فى 34 موضعًا، منهم مرتين بشكل صريح احداهما وصفت بالأمان ((فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ )) "سورة يوسف " والثانية بأنها وطن الخيرات : (( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(( " البقرة" ووصفت مصر بالجمال وذلك فى الآيات التى كانت تحكى قصة فرعون نبى الله موسى مع فرعون.(( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ وبعد 24 ساعة من حادث استشهاد الجنود كان الثأر لدماء الشهداء بعد العملية الناجحة التى دكت فيها القوات المسلحة اماكن تجمعات امراء الشر فى سيناء، ما حدث يوم السبت مطلوب تكراره، نريد تطهير رمال سيناء من امراء الشر، يجب ان نعلم أن فى حربنا ضد الإرهاب سقط منا شهداء وسوف يتساقط آخرين لكن علينا ان نعلم ان ابواب الجنة مفتوحة على مصراعيها لشهدائنا الذين ينطبق عليهم شروط الشهادة الكاملة. استشهدوا وهم فى حالة دفاع عن وطنهم ضد مجموعات إرهابية لا هدف لها سوى تدمير الآخرين وقتل نفس بدون ذنب. ابناء العشرين عاما استشهدوا رغم عدم وجود سوابق معرفة بأمراء الشر، ولكنهم هم ابناء مصر التى لا يريد الكارهين ان تنهض وتبنى نفسها. فأمراء الشر لا يريدون لنا أن نحيا ونستقر، يريدون الحقد والأذى لنا ونعيش والخوف صديقاً لنا، وذلك لن يكون لأننا شعب وطن قهر كل اعدائه بل لقنهم دروسًا فى الأخلاق وفنون الحرب، من عهد أحمس طارد الهكسوس حتى ابطال حرب العزة فى اكتوبر 1973، اثبتنا لسكان الكون بأننا لا نعرف القهر، اصدقاء لقهر المستحيل من العدو حتى نخفف الأحزان على امهات الشهداء الذين هم عند الله احياء يرزقون، اجسادهم دفنت ولكن ارواحهم حية عند الرحمن. الشهيد يوم القيامة وهو اليوم الذى لا ينفع فيه مال ولا بنون سوف يقف على باب الجنة ليشفع ل 70 شخصًا من اهله، سوف يقف على باب الجنة ينتظر والدته ويمسك بيدها ويدخل بها الجنة دون أن تحاسب، ودون ان تسأل لأنه شهيد صدق عليه قول الله تعالى " ". الشهيد يوم استشهاده يزف لأعلى مرتبة فى الجنة،لم يسبق أن رأى جمالاً مثلها فى نساء الدنيا. أقول لكل ام شهيد، من حقك الحزن على رحيله لكن اعلمى جيدًا ان آدم من سكان الجنة، ونزل الى الأرض حتى يعيش فترة مهما طال زمنها او قصر هى فترة مؤقتة لاستكمال الحياة سوف تكون بعد البعث، استشهاد ابنك منحك تذكرة دخول مجانية الى الجنة التى فيها كل شيء. يا ام الشهيد افرحى ابنك لم يمت، هو عند خالقه حياً يرزق، عيشى معه الذكريات، وكلما جاء فى عقلك، تذكرى الأيام الجميلة التى كانت معه، والأيام الأجمل التى سوف تكون بجواره فى جنة الخلد.