»ابني حبيبي، يا نور عيني بييضربوا بيكي المثل، كل الحبايب بتهنيني، طبعا ما انا أم البطل » تذكرت رائعة المطربة شريفة فاضل التي غنتها وهي تنعي ابنها الذي استشهد في حرب أكتوبر 1973 عندما أعلن العقيد ياسر وهبة عن رغبة السيدة سامية عطية والدة الشهيد إسلام عبدالمنعم في إلقاء كلمة في احتفال القوات المسلحة بأعياد 6 أكتوبر والمتمثل في الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين التي نظمتها إدارة الشؤون المعنوية تحت عنوان »أكتوبر الإرادة والتحدي» والتي شهدها الرئيس السيسي وكبار رجالات مصر.. أنها أم البطل الذي استشهد في هجوم إرهابي استهدف عددا من كمائن أول يوليو من العام الماضي، بمنطقة الشيخ زويد بسيناء بعد ملحمة بطولية قتل خلالها 12 إرهابيا من أنصار بيت المقدس عرفت نفسها للحضور قائلة: أنا أم البطل الشهيد إسلام عبد المنعم المهدي قدمته لمصر وأنا راضية مطمئنة وبعد استشهاده أصبح كل الضباط والجنود أبنائي.. بدت أم البطل قوية رغم ضعفها متماسكة رغم أن داخلها يتمزق.. مبتسمة بعد أن أصبحت دموعها عصية ولم تطاوعها علي النزول لتغسل أحزانها.. صابرة صبر أيوب علي فقدان فلذة كبدها.. لكنها قالت أنا قلب أم يبكي كل ليلة.. روت حكاية الشهيد مع التضحية والفداء منذ ولادته حتي معركة الشرف التي استشهد فيها.. بكي الرئيس السيسي بعد وهو يستمع لوالدة الشهيد تتحدث عن ابنها وبكينا جميعا والتهبت أيدي الآلاف من الحاضرين بالتصفيق في تحية تقدير وعرفان ببطولة ابنها الذي ضحي بنفسه من أجل مصر. وعقب انتهائها من إلقاء كلمتها صعد إليها الرئيس السيسي علي المنصة وقام بتقبيل رأسها ويدها ووجه لها رسالة قال فيها: أقبل رأسك بالنيابة عن جميع المصريين.. إن الشعب المصري والقوات المسلحة يثمنون دور الشهداء ودور الشهيد إسلام في الحفاظ علي تراب مصر. ورغم أن دموعي دائما عصية علي النزول ولا تطاوعني في معظم الأحيان إلا أنني وجدتني أبكي وأنا أستمع إلي كلمات أم البطل التي هزت مشاعري ووجداني.. وخلال جلسة الاستراحة تركت مكاني وأسرعت إليها مصافحا وقمت بتقبيل رأسها ورأس زوجها.. قلت لها لقد أبكيت الرئيس وأبكيتينا وأبكيت كل المصريين وتمنيت أن تبكي حتي تستريحي لكنك لم تذرفي دمعة هل أنت قوية إلي هذا الحد؟ قالت بالعكس أنا ضعيفة جدا وداخلي يتمزق لكن دموعي تعصاني في الكثير من الأوقات وتطاوعني ليلا عندما يرن في أذني صوت ال »اربي جي» الذي استخدمه الارهابيون في قتل إسلام.. سألتها عن عملها قالت اعمل مدرسة في محافظة الشرقية وزوجي محاسب ولدينا ولد وبنت ومنذ زفاف اسلام إلي الجنة وعرسه الذي شارك فيه الالاف من ابناء محافظة الشرقية وانا فخورة باني ام البطل الذي قدمته لمصر لانه تنبا بالشهادة كثيرا وكان آخر مرة معي يوم استشهاد النائب العام السابق المستشار هشام بركات وقال لي أشعر أنني سأموت شهيدا وبعد يومين فقط جاءنا الخبر الاليم.. وكان لالتفاف الجميع حولنا اكبر الاثر في اجتيازنا المحنة وأشعر أن كل الضباط والجنود هم اسلام.. تركت أم البطل وأنا أردد المجد للشهداء وتذكرت كلمة المجاهد السيناوي حسن خلف عندما قال بعد كلمة ام الشهيد: لم يبق هناك معني لأي كلام».