طالبت المستشارة الألمانية »إنجيلا ميركل» إثيوبيا بالانفتاح السياسي وضمان عدم لجوء الشرطة للعنف المفرط في مواجهة الاحتجاجات وذلك بعد مرور أكثر من عام علي اضطرابات أسفرت عن مقتل نحو 500 شخص. وفي ختام جولتها الإفريقية التي شملت أيضا كل من مالي والنيجر، قالت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي »هايلي مريم ديسالين» في أديس أبابا: »ينبغي عليكم إجراء محادثات مفتوحة مع المحتجين» مضيفة أن رد فعل الشرطة تجاه الاحتجاجات يجب أن يكون متناسبا». وبحثت ميركل خلال الزيارة التطورات في منطقة القرن الإفريقي وسبل محاربة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، إلي جانب حالة الطوارئ التي فرضتها السلطات الإثيوبية مؤخرا لأول مرة خلال ربع قرن بعد احتجاجات دامية علي مصادرة الأراضي والأملاك وللمطالبة بمزيد من الحريات.. وأضافت ميركل أنه »في الدول الديمقراطية ينبغي أن يوجد تمثيل للمعارضة.. وأفضل صور ذلك التمثيل يكون في البرلمان.» وفي إشارة أخري علي عدم رضا ألمانيا قال دبلوماسي إن أديس أبابا عرضت أن تلقي ميركل كلمة أمام البرلمان وهو ما رفضته برلين بسبب غياب المعارضة في البرلمان الإثيوبي. وقبل يوم من زيارة ميركل دعا رئيس إثيوبيا البرلمان إلي إدخال تعديل علي قانون الانتخابات يسمح بسماع »أصوات بديلة» وهو العرض الذي وصفته المعارضة الإثيوبية بأنه »ضعيف جدا ومتأخر جدا.» وقال »ميريرا جودينا» رئيس حزب مؤتمر أورومو الاتحادي إنه يجب علي المستشارة الألمانية الزائرة حث الحكومة الإثيوبية علي بدء حوار وطني والإفراج عن السجناء السياسيين. واستبعد محللون ومراقبون للوضع في إثيوبيا أن يؤدي إعلان حالة الطوارئ في البلاد إلي وقف الاحتجاجات التي اتسع نطاقها في الأشهر الأخيرة لتشمل قطاعات أخري من الإثيوبيين غير الأورومو والأمهرة، المكونان العرقيان الأكثر كثافة في البلاد. ومن بين أكثر من 97 مليون نسمة، هم سكان إثيوبيا، يشكل أبناء عرقيّة الأورومو والأمهرة أكثر من 60 %، بينما لا يزيد التيجراي عن 10 % من سكان البلاد، وهم العرق الحاكم والمسيطر علي مقدرات أثيوبيا. ومن جهة أخري، قالت ميركل في كلمة أمام الاتحاد الأفريقي إنها تريد أن يشارك الاتحاد الأفريقي في محاولة حل الصراع في ليبيا، كما دعت الدول الأفريقية إلي زيادة جهود مكافحة المتشددين والهجرة غير الشرعية وأضافت أن تلك الدول بحاجة إلي تطبيق إصلاحات ديمقراطية واقتصادية لتقويض النشاط الإرهابي. وتعد أثيوبيا إحدي أكبر الدول المستضيفة لللاجئين في العالم، حيث يوجد بها آلاف اللاجئين الذين فروا من الصومال المجاورة وجنوب السودان ودول أخري.