اكد فليكس هورن الباحث فى منظمة هيومان رايتس ووتش أن إثيوبيا تشهد أسوأ وأكبر موجة من الاحتجاجات منذ انتخابات 2005، وأضاف هورن ان امن واستقرار البلاد مهدد مع استمرار استخدام السلطات لأدوات وأسلحة قمعية سواء برستخدام اعمال العنف المباشر او الحجز القصرى فى السجون والمعتقلات او داخل البيوت. وفي نفس الوقت كشفت صحيفة «إنترناشونال بيزنس تايمز» الأمريكية أمس أن حصيلة القتلى الذين لقوا مصرعهم على يد السلطات و الشرطة الإثيوبية وصلت 140 قتيلاً، وجاءت تلك الحصيلة نتيجة المواجهات الدامية بين أفراد من قبيلة الأورومو ومجموعات من الشباب والمدونين والسلطات الإثيوبية خلال الثلاثة أسابيع الماضية، على إثر التوسعات التى أعلنتها الدولة الإثيوبية فى إقليم قبيلة الأورومو المتاخم للعاصمة اديس أبابا. واشارت صحيفة «اتلانتا بلاك ستار» الافريقية في تقريرها الصادر أمس الى ان الشباب الإثيوبى لجأ مؤخرا إلى مواقع التواصل الاجتماعى للفت أنظار العالم إلى قضية قبيلة الأورومو واعمال القمع التى تمارسها السلطات الإثيوبية ضد المعارضة فى البلاد. وأبدى فلاحو الأورومو مخاوفهم من إحكام الحكومة قبضتها على الأراضى الزراعية التى يعيشون عليها وأسرهم سواء فى إطعامهم او فى التكسب لأرزاقهم اليومية. وأكد الحقوقيون فى منظمات المجتمع المدنى المحلية ومن بينهم ميريرا جودينا ان الحكومة لا تريد استيعاب المشكلة وأصلها، وأضافت «جودينا» ان الشباب ضاق بأفعال النظام الإثيوبى، خاصة ان مواجهات السلطات الإثيوبية تجاوزت الأوروميين وامتدت إلى رموز المعارضة، حيث اعتقلت السلطات العشرات من بينهم. وتأتى عمليات التوسع التى تمضى فيها الحكومة الإثيوبية منذ أكثر من عشر سنوات على إثر ارتفاع معدل المواليد والزيادة السكانية فى محيط العاصمة اديس اباب والذى يزيد على 8٫3 % سنويا، وبناء عليه قامت السلطات بتهجير 150 ألف فلاح اورومى من اراضيهم خلال العشر سنوات الماضية. وفى المقابل ينفى المسئولون فى الحكومة الإثيوبية الاتهامات التى ينسبها اليهم الأوروميون والمعارضة، مؤكدين على ان هذه التوسعات تأتى ضمن خطة سابقة الاعداد لمد خطوط المواصلات والبنية التحتية من المدينة إلى المزيد من الأراضى المحيطة بها. إلا أن الخبراء بالتركيبة السكانية فى إثيوبيا يؤكدون ان هذه المعاملات العنيفة من قبل الحكومة تهدد أحد اعمدة التركيبة السكانية التسعة للمجتمع الإثيوبى والمنصوص عليها فى الدستور، الذى يؤكد فى مواده الحفاظ على تشكيلات المجتمع الإثيوبى القبائلية والعرقية. كلام صورة: أحد أفراد قبيلة «الأورومو» في احد الاحتجاجات الجماعية