كلما هلت علينا ذكري نصر أكتوبر الغالي من كل عام حمدت الله كثيرًا أننا لحقنا نعبر قبل ظهور الفضائيات والفيسبوك، تماما مثل الأديبة المبدعة الدكتورة لميس جابر التي كتبت علي صفحتها تقول : لو كان الفيسبوك موجودا زمن الحرب لوجدنا من يكتب » أنا مش فاهم فيه حد يبدأ حرب الساعة اتنين الضهر وليه مابدؤوش من ستة الصبح، يعني إيه السادات ياخد قرار الحرب منفردا لابد من استفتاء شعبي وحوار مجتمعي علي إعلان الحرب، يعني إيه مفيش شاي وسكر أيوه ما الجيش واكل البلد كلها، أنا مش فاهم مين الغبي اللي استخدم خراطيم المياه في خط بارليف وعندنا قري ومناطق كاملة مافيهاش نقطة مياه ده إهدار لموارد الدولة.. هذه عينة مما كنا سنراه مدونًا علي مختلف صفحات التواصل الاجتماعي، أما علي شاشات الفضائيات فلعل الإعلاميين الخونة ( وقد سمَّتهم الدكتورة لميس بأسمائهم ولكني سأحجب هذه الأسماء حتي لا تتلوث يداي بها) كنا سنراهم ملعلعين طوال أيام الحرب ».. خبراء الحرب في العالم كله بيقولوا إن الطيران ماينفعش يبدأ الأول وده بيعكس منظومة التعليم الفاشلة والجهل اللي البلد فيه، هل يصح أن نحارب إسرائيل ونقتل الأبرياء دون ذنب جنوه وهل الحكومة المصرية مستعدة للتعويض وستقوم بتعويض الأبرياء عن منازلهم التي تهدمت، قرار الحرب قرار غير مسئول من دولة مهلهلة ولابد من انتخابات رئاسية مبكرة لإنقاذ البلد من النفق المظلم الذي وقعنا فيه.. أما نشطاء السبوبة فسيقومون برفع دعوي مستعجلة أمام القضاء الإداري لوقف الحرب علي إسرائيل ثم يعلنون : غدا مظاهرات » لا للاعتداء علي جيراننا » وسيحملون فيها تويتات الخائن الكبير الهارب » فكرة الحرب هي فكرة همجية ولابد من وجود توافق بين الدول المتحاربة والجلوس علي مائدة المفاوضات أولا يا مني، أما الأراجوز فسيقول هوه كل اتنين شالوا شومة ودخلوا خناقة تبقي حرب ياختي جميلة.. هذه عزيزي القارئ عينة من التعليقات التي كنا سنبتلي بها أثناء الحرب، ولا شك أنها كانت ستسمم الأجواء العامة عند الناس وستخلق مناخا متشائما فاقدا للثقة في القيادة السياسية وفي الجيش.. ولذلك أيها المصريون لابد أن تحمدوا الله معي وتشكروه بالفعل بكرة وأصيلا أننا لحقنا نعبر قبل ظهور هذه البلوي المسيحة، واستطعنا بفضل الله سبحانه وتعالي أن نحقق نصرا غاليا أصبح يمثل لنا علي مر السنين أغلي ذكري.. تلك التي تعامدت فيها بيادة الجيش المصري علي قفا العصابة الصهيونية ومن ناصروها، وخليك فاكر دايما عزيزي القارئ أنه في الوقت اللي السيسي قاعد فيه وسط رجال الجيش بيحتفلوا بذكري النصر، فيه جيوش عربية انتهت تماما ودول علي وشك النهاية.. وابقي تعالي يا سيدي علي نفسك شوية في عيد أكتوبر الجاي وابقي احتفل في صمت إنت وحبايبك لأن هناك نشطاء وإخوانًا وصهاينة يتألمون كلما هلت ذكري النصر.. »إمشطلعبرا» ربما يحدث ذلك معك عزيزي القارئ مثلما يحدث مع الكثيرين، فإذا ابتسمت لشخص غريب يسألك: إنت تعرفني وإذا ابتسمت لأخيك »فيه إيه يا أهبل» وإذا ابتسمت لأبيك »عملت مصيبة إيه إعترف» وإذا ابتسمت لأمك »ريح نفسك معييش فلوس» وإذا ابتسمت في الدرس »امشطلعبرا» ثم عندما تكشر يسألونك بكل براءة »إنت مكشر ليه».. ما قل ودل تعريف الكائن اللطخ : هو اللي لما تيجي تشتكي له من حاجة يقول لك ما انت اللي عملت كده في نفسك..