ضرب الإعصار ماثيو الذي يعد أقوي عاصفة كاريبية منذ 10 سنوات جزر البهاما صباح أمس قبل أن تزداد قوته مع تحركه نحو الساحل الأمريكي الجنوبي الشرقي ترافقه رياح عاتية وأمطار غزيرة. وأعلنت 4 ولايات أمريكية هي فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا حالة الطوارئ وفتحت الملاجئ أبوابها وازدحمت الطرق بعدما استجاب الملايين من السكان لدعوة حكام الولايات والرئيس باراك أوباما لمغادرة منازلهم. وشدد أوباما علي خطورة الإعصار وعلي ضرورة التعامل بجدية مع أوامر الإجلاء وقال بعد اجتماع مع الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إن فرق التعامل مع الحالات الطارئة وصلت للولايات الأربع للتنسيق مع المسئولين وإمدادها بمخزون احتياطي. وطالب ريك سكوت حاكم ولاية فلوريدا أوباما إعلان حالة الطوارئ استعدادا لوصول الإعصار إلي فلوريدا مما يساعد علي إيصال موارد من بينها أغذية ومياه وأغطية مقاومة لتسرب المياه، إضافة إلي مضاعفة عدد قوات الحرس الوطني إلي 3000 فرد. وأشارت وسائل إعلام محلية إلي أن المدارس والمطارات في المنطقة أغلقت أمس كما أخليت بعض المستشفيات من المرضي. وذكرت قناة (ويذر تشانيل) المعنية بالطقس أن ما يزيد علي 12 مليونا من الأمريكيين إجمالا تشملهم التحذيرات بشأن الإعصار. وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية السكان الذين قرروا الابتعاد عن الإعصار وهم يصطفون لشراء المياه والألبان والأغذية المعلبة من المتاجر. وعلقت محطات الوقود لافتات بنفاده بعدما اصطفت السيارات علي أبوابها انتظارا لملء خزاناتها. وكان ماثيو قد ضرب عدة دول مما أدي لخسائر كبيرة خاصة في هايتي حيث لقي 26 شخصا مصرعهم ودفعت الخسائر الفادحة مجلس الانتخابات إلي تأجيل الانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها والتي كانت مقررة بعد غد ولم يحدد المجلس موعدا جديدا لها. وحلق رئيس هايتي المؤقت جوسوليرم بريفير والسفير الأمريكي بيتر مالرين ومديرة الدفاع المدني ألتا جان-باتيست في طائرة لخفر السواحل الأمريكي فوق جنوب البلاد -المعزول بعد انهيار الجسر الذي يربط المنطقة بباقي الأنحاء- لتقييم الأضرار التي سببها ماثيو. وقال بريفير إن "الوضع في المدن الكبري التي حلقنا فوقها كارثي". وأدت الفيضانات التي تسبب بها الإعصار إلي عودة الكوليرا مع تسجيل 8 إصابات جديدة حتي الآن وهو ما حذرت منه السلطات والمنظمات الإنسانية.