وسط الصخور المتراصة علي شاطئ بحر الاسكندرية.. تجلس » تقي » ترقب والدها الصياد في صمت.. يخفق قلبها مع كل موجة عالية وتهدأ عندما يدير لها رأسه مبتسما ليطمئنها عليه.. ويرفع السنارة عاليًا محتفلا بسمكته التي رزق بها.. يلقيها باتجاه تقي..تلتقطها في حماس لتضعها في سلة السمك الصغيرة.. تروي تقي »11 سنة» مغامرتها الأسبوعية في مساعدة والدها وتقول: »بعد صلاة كل جمعة آتي بصحبة والدي هنا.. نقطع المسافة من بيتي في المندرة إلي منطقة سيدي بشر في سعادة غامرة..لأساعده في الصيد.. وأنتظر هذه الساعات كل أسبوع بفارغ الصبر.. فأنا أحب أن اشارك في عملية الصيد..» تضيف» أحيانا اقوم بالصيد بنفسي ولكن في أماكن اخري مثل المعدية لأن هناك المياه آمنة..فالبحر وإن كنت أحبه يخيفني.. أثرت هذه الهواية علي شخصية تقي كثيرا كما تقول» تعلمت من هذه الهواية الجميلة الصبر.. أصبحت لا أمل الانتظار..بعد أن كنت شقية».. مع غروب الشمس.. يقترب والدها قافزا بين الصخور.يغسل وجهه بمياه البحر ويتوضأ بمياهه المتفجرة بين فجوات الصخور التي كانت في الاساس حواجز أمواج تسد طريقها عن الكورنيش..وحولها أهالي الإسكندرية إلي مجلس خاص ومكان صيد.. وتبدأ هي في جمع عدة الصيد..ثم يخرجان معا في سعادة بعد أن أدت تقي مهمتها ببراعة كأصغر مساعدة صياد».