علي ارتفاع نحو 1600 متر من سطح البحر، تقع أعلي الأماكن المأهولة في سيناء، وأكثرها جمالًا لما تحويه من طبيعة فريدة، ومعالم سياحية خاصة، جعلت منها منطقة لها قدسيتها وطابعها الروحاني المميز، ومناخها المعتدل صيفًا، شديد البرودة في الشتاء بما يضفي علي وجهتها لونًا ثلجيا يفضله مُريدو المكان. تقع مدينة سانت كاترين علي بعد 150 كيلو مترًا جنوب أبورديس، وحوالي 65 كيلو مترًا شرق نويبع، كما تقع في قلب جنوبسيناء علي بعد 300 كيلو متر من قناة السويس، وتشتهر المدينة بالسياحة الدينية والسفاري وتسلق الجبال، وتقع علي مساحة تبلغ 5130 كيلو مترا مربعا، ولأن طابعها السياحي يغلب علي طقسها كمدينة مميزة داخل جنوبسيناء، يعمل أغلب سكانها في مجال السياحة، ويعتبرون رحلات الشعوب إليها مصدر رزقهم الأول، بجانب الزراعة والرعي. أُعلنت سانت كاترين منطقة محمية طبيعية منذ عام 1988، وتعتبر أكبر محمية طبيعية في مصر، حيث تبلغ مساحتها نحو 4300 كيلو متر، وتوفر هذه المساحة فرصًا رائعة لعمل رحلات السفاري، والتمتع بالطبيعة وسط أجمل المناظر في مصر. تضم سانت كاترين "جبل موسي" أشهر جبال سيناء، لما له من قدسية، ولما يتمتع به من مناظر طبيعية ومشاهد بديعة، لذلك يعتلي الزائرون نحو 7363 قدمًا فوق سطح البحر، هي ارتفاع الجبل، علي غرار سيدنا موسي عليه السلام، لأنه كان يعتلي هذا الجبل لكي يُناجي ربه لمدة أربعين يومًا ليتسلم الرسالة التي سلمها لبني قومه، كما يوجد بها دير سانت كاترين، ومقام النبي هارون، وغيرها من الآثار الدينية، كما يوجد بها العديد من المشروعات السياحية الكبري. وتعتبر السياحة الدينية في مُقدمة أنواع السياحة التي تتمتع بها المدينة، ويمثل دير سانت كاترين مزارًا هامًا، وقد بُني في القرن السادس الميلادي، كما يوجد بها "الكنيسة الكبري"، التي تعتبر أقدم الآثار المسيحية، وترجع إلي عهد الإمبراطور "جيستيان" في القرن السادس الميلادي، وقد عُرفت باسم "كنيسة التجلي"، وبداخلها صفان من الأعمدة، عددها 12 عمودًا تمثل شهور السنة، كما تُعد "كنيسة الموتي" أحد معالم المدينة، وهي حجرة لحفظ جماجم الموتي، وفيها رصت الجماجم فوق بعضها، كما يقع "مسجد الحاكم بأمر الله" علي بعد 10 أمتار من الكنيسة الكبري، والذي بُني أيام الفاطميين، عام 500 هجرية، وهو مبني باللبن والحجر الجرانيتي. وتذخر منطقة سانت كاترين بالعديد من الحيوانات البرية، مثل الثعالب والضباع والغزلان والأرانب البرية والذئاب والقنفذ العربي والفأر الشوكي والجربوع، والعديد من الزواحف مثل الطريشة، وكذلك أنواع شتي من الطيور، وهي من الرحلات الثقافية والترفيهية في نفس الوقت، وتكون الرحلة علي بعد 235 كيلو مترًا بالسيارة من شرم الشيخ. يُمكن زيارة سانت كاترين في رحلة لمدة يوم واحد تبدأ في التاسعة صباحًا بقعدة بدوية تحت النجوم، ثم مغامرة تسلق الجبل، والتي تستغرق نحو 3 ساعات كاملة، قبل الجلوس في الاستراحات علي الجبل والاستمتاع بقمة الجبل ومشاهدة الشمس في مشاهد مُبهرة، وبعد الهبوط من الجبل تبدأ زيارة دير سانت كاترين، والشجر العتيق، وصخرة العجل الذهبي، لتنتهي الرحلة في التاسعة مساءً، وبعدها يمكن التحرك في طريق العودة.