كل سنة وانتم بخير فقد بدأ عام دراسي جديد، ونأمل أن يكون عام خير وبركة علي مصر، وعلي ابنائها من الأجيال الجديدة، والا يكون مثل سابقه عام فوضي، وتدهور حال التعليم في المدرسة الحكومية، وان تسترد مصر عافيتها ومكانها وكانت منذ سنوات قدوة في كل شيء في العمل والانتاج واحترام آدمية الانسان وهذا أمر ليس بالمستحيل، مادامت قد خلصت النويا، واصبح لدينا ارادة للاصلاح. قال محدثي لماذا التكرار في مشكلة طال الحديث عنها، مشكلة محددة المعالم وحلولها معروفة، ولا نسمع إلا تصريحات مبهجة، وأفعالا رديئة.. وتلك عادة مصرية قبيحة. ان أحد عيوب التعليم، وهي عيوب لم تعد خافية علي أحد، هي نقص الفصول التي تتناسب مع الزيادة المستمرة في التلاميذ الذين هم عدة الحاضر والسند في المستقبل. ولقد رأينا علي أرض الواقع مدارس يفترش طلابها الأرض، وهناك فصول عدد طلابها يقترب من مائة طفل، وهل من المعقول ان ينجح المدرس في تعليم هذا الحشد، وبالتأكيد لايستطيع مهما أوتي من قدرات أن يدرس لمثل العدد وفي كل عام نسمع عن برامج رائعة تبشر بحل المشكلة، ويجيء العام وراء عام ولاشيء جديد، الكل محلك سر أو كما يقول المثل الشائع كلام ليل يطلع عليه النهار يسيح، وفي مقدورك وهذا امر متاح الآن بفضل التكنولوجيا ان تقرأ هذه البرامج، كل شيء علي ما يرام، ويبدو ان الاصلاح بات بعيدا، ومع ذلك لانفقد الامل، ان تنهض مصر وتسترد عافيتها، وان تعود إلي مكانتها في الريادة العلمية والثقافية.. وللأسف عندما تقف علي باب أي مدرسة تجدها خالية من التلاميذ فبعد اسبوع واحد من بدء الدراسة. قد اصبحت مهجورة فقد تسرب التلاميذ، وتجدهم علي النواصي والميادين يعاكسون الناس وبلاحياء ولاخشي، ولارادع لهم، فقد ضاع الحياء أو يتسابقون إلي المراكز، »المسمي بالسنتر» التي انتشرت في مصر كالوباء.. وهي سبب خراب التعليم لسنين قادمة اذا لم يكن هناك موقف حاسم، يعيد إلي المدرسة احترامها وهيبتها، كل ذلك يجري امام أعين المسئولين في وزارة التربية ومديريات التعليم بالمحافظات. وقد حكي لي ولي أمر دليلا علي فساد نظام التلعيم، قال ولي الامر اضطرتني ظروف الحياة ان أحول ابني إلي مدرسة حكومية قد تكون أخف وطأة في رسوم الدراسة، ويقولون أنها أفضل من المدارس الخاصة وهذا غير صحيح، فقد التهمت الدروس الخصوصية كل دخلنا، وذهب الابن إلي المدرسة مبكرا، ومنذ اللحظة الأولي، صدمته المفاجأة فلم يجد احتراما لاحد.. واختفي طابور الصباح واختفت تحية العلم، وقال الأب الحال مختلف تماما عن المدرسة الخاصة فلا زي مدرسي ولا أحد يهتم من المسئولين امام هذا البؤس الأزلي، طلاب جاءوا إلي المدرسة بملابس رثة لزوم الموضة وعاد الابن إلي المدرسة يحكي لابيه ما رأي.. ورويدا ورويدا فقد المقاومة، لم يهتم بملبسه، وكل مشغول بحاله بحثا عن درس يعطيه، ولم يعد للمعلم احترام وهو اصلا ليس بمعلم لأنه يبحث عن مصادر رزق جديدا ولم يخجل وهو يمد يده للتلاميد ليأخذ اتعابه وضاعت هيبته. ولم يسأل أحد كيف وصل هذا الأمر إلي هذه الدرجة من السوء.. فقد كان يضرب المثل بالمدرسة الحكومية في الجدية والانضباط، وهذا أمر لايعني احدا ولم تهتم الدولة بابنائها، وهم مستقبل مصر في قادم الايام، وتلك كارثة كبري.