اشتعل التوتر في شبه القارة الهندية فقد أعلن الجيش الهندي منذ ايام أنه شن هجمات علي معسكرات لميليشيات مسلحة في الشطر الباكستاني من كشمير، وهو الاقليم المتنازع عليه بين البلدين، في خطوة تلهب التوتر بين القوتين النوويتين. رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أدان »الاستخدام غير المبرر للقوة» من جانب الهند والتي أسفرت عن مقتل جنديين باكستانيين علي الأقل، ونفي مسئول عسكري باكستاني إدعاءات الهند تنفيذها هجمات بقوات برية وقال ان الهند شنت قصفا عبر الحدود. وفي مؤشر اخر علي احتدام الأزمة بين البلدين صدرت أوامر باخلاء قري في كلا الجانبين من خط االحدود الذي يقسم كشمير بين الهندوباكستان. وكان التوتر بين نيودلهيوإسلام أباد اللذان خاضا 4 حروب من قبل قد قفز إلي السطح من جديد بعد مقتل 18 جندي هندي في هجوم إرهابي علي معسكر للجيش في الجزء الهندي من كشمير المقسمة ما بين شطر هندي وآخر باكستاني، وهي القضية التي تسببت في توتر بين البلدين استمر لعدة عقود.. وبعد الحادث اتهمت نيودلهيإسلام أباد بالوقوف وراء المسلحين الذين هاجموا معسكر الجيش الهندي خاصة بعد العثور علي أجهزة باكستانية مع عدد من المسلحين وهو مانفته باكستان. وبعد إعلان الهند عن الهجوم قال رئيس الوزراء الباكستاني ان رغبة بلاده في السلام مع جيرانه يجب ألا تفهم علي أنها ضعف مؤكدا جاهزية قواته المسلحة للدفاع عن سيادة باكستان وسلامة اراضيها، كما أكد مسئولون محليون باكستانيون في كشمير ان القوات الهندية هاجمت نقطة للجيش الباكستاني ولم تستهدف تجمع محدد للميليشيات. وكانت كشمير الهندية قد شهدت عودة جديدة للعنف يوليو الماضي بعدما أدي مقتل زعيم المجاهدين الكشميريين برهان واني إلي مظاهرات خلفت 70 قتيل ومئات المصابين برصاص الجيش الهندي، واتهمت الهند جارتها باكستان بدعم الاضطرابات بينما اتهمت باكستان الجيش الهندي باستخدام القوة المفرطة، وهو الاتهام الذي رددته جمعيات حقوقية أيضا. ويعتبر الهجوم هو رد الفعل العسكري الأعنف من الهند تجاه باكستان خلال ما يزيد عن 10 سنوات، علي الرغم من عدم اتضاح تفاصيل الهجوم حتي الآن وتأكيد الجيش الهندي انه لن يواصل الهجوم. وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد اجتمع مع مستشاريه العسكريين والدبلوماسيين بعد الهجوم علي الجيش الهندي لبحث خيارات تشمل تحميل باكستان مسئولية الهجوم ودعم مجموعات إرهابية علي الصعيد الدولي مع قطع العلاقات التجارية واتفاقيات المياه، وقال مسئول هندي أن الطيران الهندي عرض القيام بهجمات علي باكستان بعد هجوم مومباي الارهابي في 2008 الذي أوقع 160 قتيلا، ولكن الحكومة تراجعت عن اتخاذ القرار بسبب ضغوط من وزارة الخارجية وحلفاء نيودلهي في الغرب خاصة الولاياتالمتحدة. وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أجري اتصالين هاتفيين الأسبوع الماضي مع نظيرته الهندية سوشما سواراج لحث نيودلهي علي عدم تصعيد التوتر مع باكستان. وكان وزير العدل الهندي رافي شانكار براساد قد اعلن أن محاولات حكومة مودي لاقامة علاقات طيبة مع باكستان كانت دائما ما تقابل بتصدير الارهاب وان صبر حكومته تجاه باكستان قد نفد ولن تعود العلاقات كما كانت. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو لابحاث الرأي العام ان 62% من الشعب الهندي يري القوة العسكرية »المفرطة» هي الحل لمواجهة العنف في كشمير. وبعدما كانت العلاقات بين الزعيمين مودي وشريف تمضي في اتجاه إيجابي بعد زيارة الزعيم الهندي لاهور ديسمبر الماضي وحضوره زفاف حفيدة شريف، تبخر أي أمل في علاقات إيجابية بعد الزيارة بأيام حيث قتل 7 جنود هنود في هجوم باكستاني علي الجيش الهندي.