اليوم العالمي لللاعنف فرصة نبذ العنف داخل المجتمع الذي تعد المرأة هي وحدته الأساسية المؤثرة بدورها الفعال بداخله ودورها داخل الأسرة كأم وزوجة.. تقول نهلة محمد: أصبح من الصعب جدا ان نخفي مشاهد العنف التي تحيط بأطفالنا في كل مكان سواء في الشارع او في البرامج او الألعاب ولكن يجب ان يتشارك الجميع لنقضي علي العنف خوفا علي اولادنا وأن يساعد الإعلام في ذلك حتي الكارتون اصبح فيه مشاهد عنف وقتال. و تقول امنية صبري ان الأم لها دور هام في مراقبه أبنائها وأن تحاول ألا تعرضهم لمشاهد العنف حتي لا يؤثر ذلك عليهم فيما بعد الا ان انتشار العنف بشكل كبير جعل المهمه شديدة الصعوبه علي الآباء وخصوصا الأم. اكدت د. امل رضوان استشاري العلاقات الأسرية وخبيرة التنمية البشرية ان العنف يبدأ من الأسرة فهي الأساس فتعرض الطفل للعنف داخل الأسرة ينعكس علي ممارسته العنف علي الآخرين لأن ذلك يبعث بداخله رسالة ان الأقوي يمارس عنفه علي الضعيف لذلك البيت له عامل كبير في القضاء علي العنف في المجتمع فالطفل اذا تم التعامل معه بالحب والاحتواء حتي عندما يخطئ لا يجب ان يكون العقاب جسديا فيمكن توجيهه حتي نخلق بداخله الرحمة ويصبح انسانا رحيما فيما بعد. و أشارت د.امل إلي أن من ضمن الأساليب التربوية الخاطئة فكرة »خذ حقك بذراعك» التي قد يقولها الآباء لأبنائهم الصغار ولكن لايجب التعامل بهذا المبدأ اطلاقا لأن ذلك يخلق روح العنف والفوضي بداخل الطفل فيجب اللجوء إلي الإدارة والأساليب السليمة لبث روح التسامح. كما نجد ايضا العنف داخل المدرسة والذي استوحش ويمارسه المدرس علي الطلاب الصغار ويترك ذلك اثر عميق في نفس الطفل حيث نجده بعد ذلك عندما يكبر ويصبح في مرحله عمريه مثل الثانويه يبدأ يمارس هو العنف ضد زملائه او حتي مع المدرسين ، وأيضا العنف الذي نشاهده في الشارع الذي اصبح ثقافة مجتمعية وألعاب الفيديو جيم والانترنت فلم يعد هناك الرقابه الكافيه من الأهل علي ابنائهم وما يشاهدونه من عنف من خلال هذه الالعاب التي تبين ان المنتصر هو القاتل فيجب مراقبة اختيارهم للألعاب. الدراما والعنف ولاشك ان الدراما لها أثر كبير في خلق العنف فهي تؤثر علي العقل الباطن ليس فقط علي الطفل والمراهق حتي علي البالغ فهي تبث رسائل خطيرة ويجب علي القائمين علي الأعمال الدرامية ان ينتبهوا لذلك لأن العقل الباطن يخزن مشاهد العنف بداخله ويبدأ في إخراجها علي صورة عنف في مواقف معينه دون وعي منه ، ومن المؤسف جدا ان نجد بعض برامج المقالب التي اصبحت غير قائمة علي الكوميديا بل اصبحت قائمة علي العنف وإرهاب الاخر مما يميت الإنسانية والرحمة داخل الطفل او المشاهد وأن يجعل هذه متعة المشاهدين في رعب انسان هذا مؤشر خطير في التلذذ في تعذيب الآخرين لأننا نضحك علي آلام الآخرين. كما نجد في بعض البرامج التي تبث علي وسائل الإعلام نشاهد فيها الحدة والعنف في الحوار فكل ذلك من اشكال العنف فقد يحدث العنف اللفظي بأن يتم الإساءة للآخر والعنف الجسدي والعنف الفكري والذي يعد ايضا من اخطر انواع العنف بأن ارهب شخصا فكريا حتي يخضع لأفكاري وآرائي كتكفير الآخر. وأيضا العنف المسكوت عنه الذي يتم التعرض له ولكن لا يستطيع الشكوي وهذا يظهر جليا داخل الأسرة بين افراد الأسرة سواء عنف الآباء علي الأبناء او بين الزوج والزوجة. وأضافت ان الفراغ هو شكل من اشكال العنف الخطيرة ايضا فالإنسان الذي لديه وقت فراغ ويعاني من البطالة ويشعر بأنه لا قيمة له داخل المجتمع فيبدأ بالبحث عن مكانه وهمية لنفسه لكي يشعر بقيمته من خلال ممارسة العنف علي الآخرين. وأكدت د.أمل ان القضاء علي العنف حلقة يجب ان يشارك فيها المجتمع بأسره بداية من التربية الرحيمة التي تعتمد علي الإقناع بدلا من العنف مرورا بالمدرسة وأسس التربية التعليمية العلمية السليمة واحتواء الطفل، وعلي المؤسسات الدينية دور هام من خلال الخطب ومحاربة العنف ودور الدراما فإن 87% من المشاهدين الذين يشاهدون دراما بها عنف يتأثرون بها بنسبة كبيرة جدا ويمارسونه فعلي الإعلام نشر الوعي والعمل علي تقليل تصدير العنف للمشاهدين. فاليوم العالمي للعنف تم اختياره في يوم ميلاد غاندي لأنه يدعو إلي نبذ العنف والرحمة في التعامل فبمناسبة هذا اليوم يجب أن نقوم بصحوة مجتمعية نعمل بها علي نبذ العنف داخل الأسرة والمدرسة والإعلام واستبداله بالتسامح والحب والرحمة. الدين رحمة كما أوضح د.عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف ان العنف مرض خطير استشري وانتشر في مجتمعاتنا في هذه الأيام وذلك يرجع أولا إلي سوء التربية في البيت وثانيا وهو الأهم إلي الإعلام وما يعرضه الإعلام من أفلام وإعلانات كلها غدر وخيانة وانتقام مما جعل الصبية وهم يقلدون كل شئ حينما يشاهدون التلفاز وما به من أعمال كلها عنف فإن الولد بفطرته يحاول ان يقلد ما يراه وبالذات الأطفال الصغار لأن الطفل الصغير كل ما يشاهده سواء أكانت المشاهدة من والديه وهما يتعاملان بقسوة وفظاظة في البيت علي مرأي ومسمع من أولادهم ماذاننتظر من طفل رأي والده ووالدته يتعاملان بعنف وقسوة بعيدة عن الألفة والرحمة وينشأ ناشئ الفتيان منا علي ما كان عوده ابوه.. وكما نعلم جميعا ان التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر فما يشاهده الطفل من ابويه من مودة ورحمة من صدق وامانة من كذب وخيانة من شجاعة وجبن انما يورث ذلك في نفس الطفل وإذا ما شاهد ذلك في الإعلام وهو كثير ما نراه حتي في الإعلانات بما فيه من خيانة وعنف وانتقام فإن الأطفال ينشأون علي ذلك وإذا اردنا لمجتمعنا ان يكون سويا فعلينا ان نغرس الخلق الكريم في نفس الطفل وهو في فترة الطفولة ونبعد عنه مشاهدة الأفلام المرعبة، وعلي الإعلام ان ينقي برامجه من العنف والغدر والخيانة لأن الإعلام في استطاعته ان يقبح الحسن ويحسن القبيح فيي آن واحد، والإعلام في مقدوره ان يبث الفضيلة وينشر الرذيلة وعنده من المقومات ما يؤهله إلي ذلك حتي اذا ما تعود الأطفال وأصبح العنف هو إمامهم والرذيلة هي خلقهم ماذا ننتظر من شعب نشأ في الرذيلة؟ فلو ان الاسرة اتقت الله في اولادها والإعلام اتقي الله في نشئنا الصغير بأن ينشر الفضيلة ويبين محاسن الفضيلة كان ذلك خيرا لنا في مجتمعنا هذا. كما ان الإسلام لم يعرف العنف في يوم من الأيام وإنما بني الإسلام علي السماحة والمودة والرحمة حتي مع اعداء الإسلام حتي مع الحيوانات العجماوات فالنبي (صلي الله عليه وسلم ) يقول »دخلت امرأة النار في هرة سجنتها» ويبين في موضع اخر ان بغيًّا بسبب سقياها لكلب دخلت الجنة ، فالدين الاسلامي لم يعرف الانتقام ولا العنف ابدا وإنما قال الله تعالي» وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ». فديننا الاسلامي دين يدعو إلي العفو والصفح والتسامح فقال تعالي » وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ » وأمرنا ربنا » ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ».