أول مرة أسمع فيها اسم »غيط العنب» كان اثناء ترحيلي في القطار العسكري لنقلي الي الوحدة التي سوف اقضي فيها خدمتي العسكرية وصلت اليها بعد منتصف الليل كان ذلك في اعقاب فوضي جنود الامن المركزي عام 1986، نزلت ابحث عن طعام اتناوله.. لأجد انني في منطقة عشوائية فقيرة تفتقد إلي الحد الادني من الحياة الكريمة.. ولم تكن العشوائيات قد بدأت تستفحل في مصر بعد. مرت الأيام واصبحت اقرأ اسم »غيط العنب» ولكن للاسف كنت اقرأه دائما في صفحات الحوادث والجريمة. امس قرأت وسمعت وشاهدت كيف اصبحت غيط العنب بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشروع الرائع باسم بشاير الخير.. بالتعاون مع البنوك والقطاع المدني.. مشروع يعيد للمصري آدميته، واحترامه تماما كما حدث في مشروع »الأسمرات». السيسي يعمل علي المدي البعيد لا يشتغل إلا بروح المقاتل.. كان من السهل عليه ان يدغدغ مشاعر الناس بمشروعات مظهرية اعلامية، ولنا فيها باع طويل، ولكنه اختار المشروعات الأصعب التي تؤتي اكلها بعد حين.. يستثمر في بناء ريف بمعايير وامكانيات جديدة قادرة علي الاستمرار وفي التصدي للعشوائيات، وفي اصلاح بنية اساسية ورثها »خرابة» وفي العشرات من المشروعات القومية التي تستهدف الإنسان. الملف الذي اتمني - كما وعد - أن يحقق انجازاً فيه هو محاصرة ارتفاعات الاسعار غير المبررة التي ادت الي جعل السواد الاعظم من المصريين فقراء.