العرب مقبلون علي اختلاف من نوع غير جديد، بل هي معركة دبلوماسية إن صح تقدير الموقف، موعد تلك المعركة أوائل العام القادم، ومكانها العاصمة الفرنسية باريس.. فحتي الآن يوجد 3 مرشحين عرب لمنصب أمين عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم المعروفة ب »اليونسكو»، فلدينا مشيرة خطاب من مصر وفيرا خوري من لبنان وحمد بن عبد العزيز الكواري من قطر، الثلاثة رشحتهم دولهم بدون أي توافق عربي علي المنصب، الذي لم يفلح في نيله أي مرشح عربي منذ تأسيس منظمة اليونسكو عام 1945.. هذا الخلاف - البسيط في ظاهره العميق في باطنه - يعكس للجميع حالة مبسطة من وضع العرب السائد منذ عقود ماضية. كان اجتماع وزراء الخارجية العرب منذ أسبوعين فرصة جيدة للحديث حول الأمر، لكن الوزراء لم يتطرقوا للتوافق، حتي أنهم لم يتحدثوا عن ذلك الملف برمته، رغم أنه كان مدرجاً علي جدول أعمالهم.. بات الوضع العربي حول المنصب الآن منحصرا في أن الكواري المرشح القطري والمدعوم من دول الخليج سيتنافس مع مشيرة خطاب المرشحة المصرية صاحبة التاريخ الطويل والسجل الحافل بالإنجازات والمدعومة من دول القارة الإفريقية وهي صاحبة الفرصة الأقوي، أما المرشحة اللبنانية الثالثة للمنصب فمن المرجح أن تتنازل بلادها عن ترشيحها لصالح الخليج خلال الفترة القادمة، فعلاقتنا ببيروت الحالية ليست في أفضل حالاتها.. وإن لم يخني التوقع فمن الممكن أن تسفر الأيام القليلة القادمة عن مرشح عربي يتم التوافق حوله ويكون الحصان الرابح. 58 دولة هي أعضاء المكتب التنفيذي لليونسكو، تلك الدول صاحبة حق التصويت في انتخاب مدير عام المنظمة مطلع العام القادم، من بينها 7 دول عربية هي: مصر والجزائر والمغرب والسودان ولبنان وسلطنة عمانوقطر، أي حوالي 8% من المصوتين.. ألا يستحق ذلك القدر القليل توافقاً ولو ضئيلا؟!.