كل عام وانتم جميعا ومصرنا الغالية بكل الخير والرخاء والأمن والاستقرار.. انقضي عيد الاضحي المبارك وبلادنا تجتاز مرحلة صعبة وتحديات كثيرة تحتاج لمواجهة جماعية بعيداً عن روح الانانية والفردية. انقضي عيد الاضحي في الوقت الذي تتسارع فيه خطي الدولة من اجل انقاذ الاقتصاد المصري الذي يعاني خللا كبيرا ربما لم يواجهه من قبل. خلل يتمثل في عجز ضخم بالموازنة وزيادة مفرطة في الدين الداخلي بالاضافة لمعدلات غير مسبوقة في الاقتراض من الخارج سواء من مؤسسات التمويل أو من الدول الشقيقة أو البنوك العالمية. واذا كان البعض منا ينتقد زيادة الاقتراض فإن الحقيقية تؤكد أنه لا بديل عن ذلك سوي بالعمل والانتاج وعدم الارتكان إلي أن الدولة كفيلة بحل كل شئ. لاشك ان الايام المقبلة ربما تشهد عديدا من الاجراءات الصعبة لاصلاح بعض الخلل والتي سوف تتمثل في زيادة اسعار بعض السلع والخدمات والرسوم لكنها لن تكون وحدها كفيلة بحل الازمة. هنا يبرز سؤال هام حول دور رجال الاعمال والمستثمرين المصريين والذي ظل منحصرا في تبرعات هزيلة لصندوق تحيا مصر دون أن يصاحبه سلوك ورؤية منتظمة من جمعيات المستثمرين ورجال الاعمال الكبار الذين لابد أن يسارعوا بتقديم مبادرات جديدة في مجالات محددة ولتكن مشكلة البطالة. أعرف ان رجال الأعمال يعانون الكثير من المشاكل والروتين والبيروقراطية لكنهم يستطيعون تبني مبادرة لتشغيل مليون شاب وعلي ان تقدم الحكومة لهم تيسيرات جديدة في مجال التأمينات عن العاملين. كما يستطيع رجال الأعمال تقديم مبادرة لدفع دفعات مسبقة من الضرائب نظير خصومات محددة ناهيك عن الضرائب المستحقة بالفعل عليهم ولم يقوموا بسدادها. ومعرفة عدد الذين ذهبوا للحج الفاخر هذا العام كفيلة بأن تكشف لنا عن حجم الثراء الذي ندعو الله ان يبارك لهم فيه والذي يستطيع ان يساهم في حل جزء من المشكلة.