حث دونالد توسك رئيس المجلس الاوروبي الزعماء الاوروبيين علي الاستفادة من أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد.في الوقت الذي يجتمع فيه القادة الاوروبيون في قمة براتسلافا لبحث سبل اعادة الثقة في الاتحاد.وعبر توسك عن أمله في ان يتم اتباع مسار جديد للمشروع الاوروبي الذي ضربه "البريكسيت" ،و هي الحملة التي قادت خروج بريطانيا من الاتحاد. و يأمل توسك ،رئيس وزراء بولندا السابق والذي يرأس قمة الاتحاد الأوروبي،إلي تخفيف التوترات بين دول الاتحاد بعد دعوة جان أسلبورن وزير خارجية لوكسمبورج لإخراج المجر من الاتحاد الأوروبي لانها تعامل طالبي اللجوء "أسوأ من الحيوانات"،و هو ما رد عليه نظيره المجري بوصف أسلبورن "بالمتغطرس" الذي يسعي لتدمير أمن أوروبا. و ناشد توسك ،عشية انعقاد أول قمة أوروبية بعد خروج بريطانيا، القادة الأوروبييين إلقاء نظرة متأنية وصادقة" علي المشاكل التي تواجه الاتحاد في اعقاب خروج بريطانيا.و أضاف توسك "يجب ألا ندع هذه الأزمة تذهب هباء،نحن لم نأت إلي براتسلافا حتي نواسي بعضنا البعض او حتي الأسوأ من ذلك أن ننكر التحديات التي تواجهنا في هذه اللحظة من تاريخ مجتمعنا بعد التصويت الذي أجري لصالح خروج بريطانيا". و أوضح توسك "يجب أن نؤكد لمواطنينا أننا قد تعلمنا الدرس من "البريكيست" وأننا قادرون علي اعادة الاستقرار والشعور بالأمن والحماية الفعالة". و يأمل توسك أن يتم التركيز خلال المباحثات علي النقاط التي يمكن أن يتوافق عليها قادة الدول ال27 وهي أمن الحدود ومكافحة الارهاب والتحرك لإعادة السيطرة علي العولمة. ويقلل مسئولون من أهمية توقعات نتائج قمة براتسلافا ،عاصمة سلوفاكيا وهي واحدة من مجموعة بلاد "فيسجراد" الأربعة بجانب بولندا والمجر وجمهورية التشيك. و كان فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر قد وعد بأن مجموعة "فيسجراد" ستقدم خطة لمعالجة مشاكل الاتحاد ،مضيفا أنها "ستكون لحظة مهمة في تاريخ هذه البلدان الأربعة".و قال أوربان "توقعت زيادة ضغط الهجرة إلي البلقان مرة أخري بمجرد أن يسوء الطقس وتصبح الطرق البحرية إلي إيطاليا صعبة".ويأمل مسئولون مقربون من توسك تحقيق اختراقات صغيرة ولكنها رمزية أبرزها اتفاق لإرسال قوات حرس حدود اضافية عددها 200 جندي و50 مركبة إلي الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي في بلغاريا الشهر المقبل.و يعتبر الاتفاق علي تقوية تأمين الحدود هو الجزء السهل، ولكن من المرجح أن يستمر الخلاف حول القضية الشائكة وهي تقاسم تكاليف حماية اللاجئين.و من جانبهم يعارض دول مجموعة "فيسجراد" محاولات السلطة التنفيذية للاتحاد الاوروبي لارغامهم علي دفع غرامة لعدم قبولهم استضافة لاجئين. يذكر ان المجر قد رفضت رفضا قاطعا قبول لاجئين بموجب نظام الحصص الذي اعتمده الاتحاد الاوروبي ،كما ان العديد من الدول الاخري متهمة بالتقصير.و قد دعا أوربان لإجراء استفتاء علي خطة إعادة التوطين في دول الاتحاد الاوروبي بداية الشهر المقبل،والتي تقضي بإرسال 1294 من طالبي اللجوء إلي بلاده. و يبدو أن جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية أراد أن" يقدم غصن الزيتون" لخصومه قبل التصويت.فقال يونكر في خطابة السنوي للاتحاد "يجب ان يكون التضامن نابعا من القلب دون إجبارعلي أحد".و تعليقا علي خطاب يونكر، قال مصدر في الاتحاد أنه من السابق لأوانه معرفة ماذا يعني ذلك بالنسبة للسياسة ،و يضيف آخر "النزاع بيننا كالسرطان ويجب أن نعالجه". وفي قلعة براتسلافا التي تقع علي نهر دانوب، سيطلع توسك القادة الأوروبيين عن لقائه الأخير مع تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا. يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد رفض التفاوض مع بريطانيا حتي تثير الحكومة المادة 50 وهو موقف من المرجح أن يؤكد عليه قادة الاتحاد خلال القمة،كما سيكرروا شعار ان علي بريطانيا ان تقبل حرية التنقل من أجل الوصول إلي سوق واحد. و يقول توسك فيرسائل اخيرة وجهها إلي قادة الاتحاد انه "لخطأ فادح" ان نفترض ان مسألة التصويت علي خروج بريطانيا هو شأن بريطاني ،و لكنه "محاولة يائسة" للرد علي أسئلة يطرحها الملايين من الأوروبيين يوميا حول الأمن والتراث الثقافي وأسلوب الحياة. و يتشارك العديد من المؤسسات الأوروبية في هذا الرأي وهو "ان البريكيست عرض من أعراض قضايا أوسع".و يري كثيرون من المطلعين في بروكسل أن فرصة إصلاح الكتلة الأوروبية ضئيلة في ظل انشغال ألمانيا وفرنسا بالانتخابات التي ستجري العام المقبل.