مساحة شاسعة من الجمال البكر، تمزج جاذبية الطبيعة بسحر التاريخ، تحتضن عشرات الأنواع من النباتات النادرة، والطيور المقيمة والمهاجرة. وتتداخل فيها المياه العذبة والمالحة، ليخلق هذا التنوع مشهدا خلابا بالغ التميز. في الشمال الغربي لبحيرة المنزلة تقع محمية أشتوم الجميل التابعة لمحافظة بورسعيد، وتضم بوغازين الأول يعرف باسمها والثاني هو الجميل، ويربطانها بالبحر المتوسط، ويساهمان في تجديد دوران مياهها، وكان قد تم اعلان المنطقة محمية طبيعية مساحتها 40 كيلو مترا مربعا بقرار من رئيس الوزراء في 1988، زادت إلي 180 كيلو مترا مربعا بقرار جديد في 1998 لتمثل بعد تعديل مساحتها ربع بحيرة المنزلة. ويوضح المهندس أحمد أبو السعود الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة ان المحمية تضم جزيرة تنيس الأثرية التي يرجع تاريخها إلي العهد الأيوبي، ويمكن ان تكون مزارا سياحيا، خاصة انها تقع في مواجهة خطوط تحليق الطيور في مواسم الهجرة. ويضيف د. محمد سالم رئيس الادارة المركزية للتنوع البيولوجي بوزارة البيئة ان تل تنيس يقع في جنوب غرب بورسعيد، علي مسافة 7 كم داخل بحيرة المنزلة وتبلغ مساحته 8 كيلو مترات مربعة،واوضح ان تلك المنطقة كانت أرضا زراعية خصبة موفورة العطاء، انخفضت اراضيها اثر زلزال ضرب المنطقة في اواخر القرن السادس الميلادي فطغي عليها الماء واقتحم الكثبان الرملية التي كانت تفصلها عن البحر، واخذت المياه تغطيها عاما بعد عام حتي غمرت المنطقة لها ما عدا مدينة تنيس، وكانت عظيمة المباني متسعة الارجاء عامرة بالتجارة والرزق، واشتهرت بصناعة المنسوجات الدقيقة وكان يزرع فيها النخل والكروم والشجر، واضاف ان مصادر المياه بالمنطقة تتنوع بين مالحة وعذبة. ويؤكد محمد الجندي مدير المحمية انها من اهم مناطق احتضان الطيور في مصر، فقد تم تسجيل 233 نوعا بها، منها ما هو مقيم مثل »صياد السمك الابقع- الهدد- اليمام- البلشون الابيض الصغير» ومنها ما هو مهاجر مثل »البط- اللقلق الابيض- السمان- الغر- والطيور الخواضة» وتتميز الجزر المنتشرة داخل بحيرة المنزلة بغطاء نباتي متنوع وقد تم تسجيل اكثر من 50 نوعا من النباتات داخل محمية اشتوم الجميل وحدها.