كانت حديقة معهد الموسيقي مرتع العازفين والملحنين والمطربين، كما كانت ملاذهم لإعداد الألحان الجديدة وإجراء البروفات عليها ، وكان الموجي جالسا بين محمد عبدالوهاب والقصبجي يعزف علي عوده لحن " أنا وحبيبي " . سمع عبدالوهاب اللحن وقال للموجي " يا سلام يا محمد لو أم كلثوم تغني لك اللحن ده " ، ونالت الفكرة تأييد القصبجي الذي هتف " ده صحيح .. أنا هاقولها " ونادي علي الحفناوي ليستمع إلي اللحن وقال أيضا إنه سيتحدث لأم كلثوم . ومرت الأيام ، وكشف أصدقاء الموجي أنه صار حديث أم كلثوم وأنها تتبع ألحانه التي يغنيها عبدالحليم حافظ ، وفي اليوم الموعود اتصل مراقب الموسيقي بالإذاعة بنقابة الموسيقيين وطلب من الموجي التوجه فورا لبيت أم كلثوم ، واتصل الموجي بكوكب الشرق التي طلبت منه الحضور فورا ، وكان يجري بروفة لحن لكمال حسني . توجه الموجي إلي منزل أم كلثوم يسبقه الأمل أن يتحقق حلمه وتغني له كوكب الشرق ، حدثته أم كلثوم عن الموسيقي وعن ألحانه ، وكشفت له أنها اختارته ليضع لها لحنا لرواية " رابعة العدوية " ، ونبهته إلي ضرورة أن يفرق بين ألحانها والألحان التي يقدمها لعبدالحليم . بعد أيام عاد الموجي باللحن الذي طلبته أم كلثوم والتي سجلته علي جهاز التسجيل الخاص بها ، وكلفته بوضع اللحن الثاني من " رابعة العدوية " ، وبعدها بأيام بدأ مدير الإذاعة " أمين حماد " في البحث عن الموجي ، وأخبره أن أم كلثوم اختارته ليضع لها اللحن الذي ستغنيه في عيد الجلاء . عاد الموجي إلي منزله بالعباسية ماشيا علي قدميه شاردا يفكر في لحن الجلاء ، وفي الصباح عاد إلي أم كلثوم ومعه لحن الجلاء وكانت البداية ، وخرجت أم كلثوم لتعطيه قصيدة أخري كتبها السيد عبدالله الفيصل ليلحنها لها ، وبدأ أحمد رامي في كتابة أغنية جديدة يلحنها الموجي . آخر ساعة 11-7-1