كثيراً ما تقلقنا المشكلات التي يعاني منها الأزهر.. لأن جمود الموقف يعطي الفرصة للمتربصين به.. وإن استمرار هذه المشكلات لايعني العجز في بلوغ الحلول.. بل يثير ريبة في عدم بلوغها منذ سنوات.. فبينما نحن نجتر هذه الآلام في مصر.. إذا بهذا الشيء الذي نحلم به لأزهرنا الشريف.. يطل علينا من هناك.. من العاصمة الشيشانية »جروزني».. خلال الزيارة التي هي الأولي من نوعها.. للإمام الأكبر شيخ الأزهر.. رئيس مجلس حكماء المسلمين.. الدكتور أحمد الطيب.. والتي ألقي خلالها كلمة للأمة في افتتاح فعاليات مؤتمر »من هم أهل السنة والجماعة».. الذي انعقد هناك.. وأوضح فيها بيانا وتوصيفا لمنهج »أهل السنة».. اعتقاداً وفقها وسلوكاً وأثر الانحراف عنه عن الواقع».. وذلك بحضور جمع من علماء الأمة من مختلف أنحاء العالم.. ومن معالم هذا الأزهر الذي نحلم به.. أن كان في استقبال إمامه الأكبر.. الرئيس الشيشاني »رمضان قاديروف» والقيادات الدينية والتنفيذية في الشيشان.. بل وفي لفتة غير مسبوقة.. قام الرئيس الشيشاني شخصياً.. بقيادة السيارة الخاصة التي استقلها الدكتور أحمد الطيب.. كنوع من أنواع الترحيب بشيخ الأزهر وسط احتشاد شعبي كبير من المواطنين الشيشانيين خارج المطار لاستقبال فضيلته.. مرددين عبارات الترحيب ومكبرين »الله أكبر».. احتفاء بقدوم فضيلته والوفد المرافق له.. نعم.. هذه هي الزيارة الأولي للإمام الأكبر شيخ الأزهر.. رئيس مجلس حكماء المسلمين التي يزور فيها أخوتنا في دولة الشيشان.. لكن ماذا نقول عن استقبال عدد من طلاب وشباب دولة الشيشان.. الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.. حاملين المصاحف أثناء نزوله من الطائرة..؟! إنهم أعادوا إلينا ذاكرتنا.. ويكف أن المبعوثين من شباب البلدان الإسلامية.. للدراسة في جامعة الأزهر.. والنهل من علوم وفكر علمائه.. يلعبون دوراً في نشر - الخير والحب والسلام في هذه الدنيا.. وبالطبع سيكون لمصر من هذا الخير والحب والسلام نصيب الأسد بين العالمين.. ذلك هو الدور الذي نحلم به للأزهر الشريف أن يقوم به ويجعله علي عاتقه.. بأن تشرق علي يدي علمائه وعلومه الدينية والوسطية الإسلامية.. شمس هذا الخير والحب والسلام.. لتبلغ رسالته هذه الدنيا.. ولينعم بها ذلك الإنسان الموجود في أي مكان علي هذه الأرض.. وهو الأمر الذي يكشف أهمية ودقة قضايا الحوار والنقاش والمباحثات خلال هذه الزيارة.. التي تشمل بحث آليات التعاون بين الأزهر الشريف وجمهورية الشيشيان.. وتدريب وتأهيل الأئمة والخطباء الشيشانيين.. ودراسة منح الوافدين للدراسة بالأزهر والبعثات الأزهرية بالشيشان.. وهي قضايا تتشابه في أكثرها مع معظم القضايا التي تربط الأزهر الشريف بمعظم بلدان العالم الإسلامي.. كما ألتقي فضيلته مع عدد من كبار المسئولين في الشيشان.. علي رأسهم الشيخ »صلاح ميجيف» مفتي الشيشان وكبار العلماء هناك.. حيث تم بحث التعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب.. وتقديم المساعدات اللازمة لدعم مسلمي الشيشان في مجال التدريس وتعليم اللغة العربية والفتوي.. وزيادة المنح المقدمة من الأزهر لطلاب الشيشان.. الجدير بالذكر أن الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر ضم كل من: الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الدكتور ابراهيم الهدهد رئيس »جامعة الأزهر»، المستشار محمد عبدالسلام مستشار »شيخ الأزهر»، الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية »أصول الدين»، الدكتور محمد حسين المحرصاوي عميد كلية اللغة العربية ب »جامعة الأزهر»، السفير عبدالرحمن موسي مستشار شئون الوافدين، الأستاذ طارق الأنور سكرتير بمكتب الإمام الأكبر.. وبعض المساعدين والإعلاميين..