مساحات كثيرة يمكن الكتابة عبرها عن نجيب محفوظ (11 ديسمبر 1911 - 30 أغسطس2006)، سواء علي مستوي رحلته الإبداعية بكل ثرائها، وكذلك رحلته الوظيفية بتفاصيلها، لكن الكاتب الصحفي أيمن الحكيم اختار جانبا ثالثا ليتناوله في أحدث الكتب الصادرة قريبا عن كتاب اليوم الثقافي برئاسة تحرير الكاتب الصحفي علاء عبدالوهاب. الجانب الذي تناوله أيمن الحكيم هو الملف القضائي لنجيب محفوظ، ويقصد القضايا التي كان صاحب نوبل طرفا فيها، فقد وجد محفوظ - علي حسب تعبير الحكيم - نفسه متهما مرة ب"إزدراء الأديان" ويطالب خصومه بالتفرقة بينه وبين زوجته مثلما فعلوا مع د.نصر حامد أبوزيد، ومرة متهما ب"السب والقذف" ويطالب صاحب الدعوي الذي هو ابن شقيقته تعويضا ماليا وحذف أجزاء من مذكرات "خاله"، ودعاوي أخري وجد نجيب محفوظ نفسه طرفا فيها رغما عنه مع سبق الإصرار والترصد! ننشر هنا المذكرة التي أودعها د.أحمد السيد عوضين محامي محفوظ ورجاء النقاش، وهي الخاصة بدفاعه في القضية التي رفعها المهندس محمود أحمد الكردي، ابن شقيقة محفوظ، وحملت رقم 12137 لسنة 98 جنح الدقي، ويظهر جليا في هذه المذكرة، أسلوب رجاء النقاش التي يستعرض فيها ملابسات نشر الكتاب محل الدعوي، وهو بعنوان "نجيب محفوظ: صفحات من مذكراته وأضواء جديدة علي أدبه وحياته"، وهي المذكرة التي وضع فيها بلاشك المحامي القدير أحمد عوضين لمساته القانونية، إلا أنها في زاوية أخري تعد قراءة في تاريخ فن السير الذاتية العربية والأجنبية، وكيف أنه لا يمكن الوقوف عند كلمتين ونزعهما من سياقهما الدلالي مثلما أراد رافع الدعوي الذي اعترض علي "سرقة عائلية"، فسردت المذكرة أمثلة من كتاب كبار سبقوا محفوظ بكتابة سيرهم الذاتية، وهي مليئة بتشبيهات مثل التي وردت في كتاب النقاش، وننشر للمرة الأولي نص هذه المذكرة، التي أودعها الزميل أيمن الحكيم في كتابه الهام، مع مجموعة أخري من وثائق خاصة المتعلقة بقضايا أخري.