تبدأ غداً الخميس جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بزيارة الهند والتي تستمر يومين، ثم يذهب مباشرة إلي مدينة هانجتشو بالصين للمشاركة بقمة مجموعة العشرين، بناء علي دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، ثم يعود للقاهرة، ويسافر إلي نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر. ويزور السيسي الهند بدعوة من الرئيس الهندي، براناب موخرجي، وتأتي الزيارة في إطار حرص البلدين علي تعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطهما علي جميع الأصعدة، ويلتقي الرئيس، خلال الزيارة، كلا من الرئيس الهندي، ونائب الرئيس محمد حميد أنصاري، ورئيس الوزراء ناريندرا مودي، بالإضافة إلي عدد من كبار المسئولين ورجال الأعمال الهنود. ومن المنتظر أن يُعقد علي هامش زيارة الرئيس السيسي للهند اجتماع للدورة الرابعة لمجلس الأعمال المصري الهندي، حيث يبحث في جدول أعماله زيادة حجم التبادل التجاري ومناقشة فكرة إنشاء جامعة مصرية هندية يكون مقرها مصر وبحث فرص الاستثمار المشترك بين البلدين. ومن المتوقع أن يعقد الرئيس السيسي خلال زيارته للهند لقاء مع مجتمع الأعمال الهندي يحضره عدد من رجال الأعمال المصريين المستثمرين في السوق الهندية وممثلين من مجلس الأعمال المصري الهندي لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصرية. وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن المباحثات ستُركز علي سُبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لاسيما علي الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، في ضوء التجربة الهندية المتميزة في تحقيق التنمية الشاملة، وتنويع قاعدة صناعتها الوطنية، فضلاً عن العمل علي زيادة وتنويع التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلي نحو 4 مليارات دولار سنوياً، إلي جانب مناقشة آفاق تعزيز مساهمة الشركات الهندية في المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مصر حالياً، كما ستتناول المباحثات عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جانبه، أكد سفير الهندبالقاهرة سانجاي باتاتشاريا أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس المصري إلي بلاده، ستعزز العلاقات، والشراكة التجارية بين البلدين واصفا العلاقة بين مصر والهند بالمتميزة، والتاريخية، مشيراً إلي أن الزيارة ستعزز أيضا الاستثمارات المشتركة، والحوار بين دول الجنوب، مضيفًا أن المباحثات ستتناول أيضًا عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من بينها قضايا الشرق الأوسط، والإرهاب، والتطرف، والتغيرات المناخية، والتنمية المستدامة، وأشار إلي أن رئيس الوزراء الهندي التقي الرئيس السيسي مرتين، الأولي في شهر سبتمبر العام 2015 علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والثانية في شهر أكتوبر الماضي خلال قمة منتدي الهند، وأفريقيا بنيودلهي. وقال السفير الهندي، إن الاتصالات والعلاقات المتميزة بين مصر والهند متواصلة منذ عقود طويلة سواء قبل استقلال بلاده أو بعدها، مشيراً إلي أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورئيس وزراء الهند الراحل نهرو لعبا دورا متميزاً في تعزيز التعاون بين دول العالم النامي، وأشار إلي أن المباحثات ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الخاصة بالتعاون في العديد من المجالات، إلي جانب مناقشة آفاق تعزيز مساهمة الشركات الهندية في المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مصر. وأوضح، أنها ستتناول أيضا عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من بينها قضايا الشرق الأوسط، والأمن، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتغيرات المناخية والتنمية، وقال إن الرئيس السيسي سيلتقي خلال زيارته عددا كبيراً من رجال الأعمال الهنود الراغبين في الاستثمار في مصر، وأن هناك استثمارات هندية في مجال البتروكيماويات ببورسعيد، وأن شركة سينمار الهندية تجري توسعات في مشروعها القائم بحوالي 280 مليون دولار، وهناك العديد من المشروعات الخاصة بتصنيع المعدات الزراعية، وأخري في الأدوية والصناعات الصغيرة. أضاف السفير الهندي، أن زيارة السيسي للهند تمثل علامة بارزة في تاريخ العلاقات »المصرية الهندية»، وتفتح آفاقًا جديدة بين البلدين، وهناك وفد من وزارة الصناعة المصرية سيزور الهند قريبا لبحث إقامة منطقة صناعية هندية بمصر. بينما يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في القمة الحادية عشرة لمجموعة العشرين التي ستعقد في سبتمبر المقبل في مدينة هانجو في الصين الدولة المضيفة لهذه القمة هذا العام، والتي يحق لها دعوة دولتين فقط كضيف شرف. كان نائب وزير خارجية الصين تشانج مينج، خلال زيارته للقاهرة، قد سلم للرئيس دعوة من الرئيس الصيني شي جين، لحضور القمة، وقال مينج، إن دعوة الرئيس الصيني للرئيس السيسي لحضور هذه القمة الذي يعتبره أخًا عزيزًا يمثل مصر الدولة الصديقة، يدل علي ثقل مصر في الدبلوماسية الصينية، مشيرًا إلي أن الجانب المصري سعيد بهذه الدعوة الكريمة. وتتزامن الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي إلي الصين، مع احتفال مصر والصين هذا العام بالذكري الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، والتي ستتضمن احتفالات بهذه المناسبة وإقامة العام الثقافي في البلدين، مما سيسهم بقوة في تعزيز الثقة السياسية، وتدعيم علاقات التعاون في شتي المجالات، وتوسيع مجالات التبادل الإنساني والثقافي ودفع عجلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين القاهرة وبكين. مشاركة الرئيس السيسي في قمة مجموعة العشرين فرصة لتعريف القوي الاقتصادية في العالم علي مصر اليوم، وعزمها علي تنفيذ إجراءات دافعة للتنمية الاقتصادية والإصلاح الاقتصادي الذي تقوم به حاليًا علي قدم وساق. وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الصينية إلي أن قمة »هانجتشو» تنعقد تحت عنوان »بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشيط ومترابط وشامل»، وأن القمة تسعي لتحقيق ثلاثين هدفا هاما في إطار دفع التنمية والإدارة الاقتصادية العالمية حتي يمكن أن يستعيد النمو الاقتصادي العالمي حيويته، وذلك بخلاف أن قمة مجموعة العشرين ستكون فرصة ليجلس زعماء الدول المتقدمة والنامية معا كشركاء علي قدم المساواة ليبحثوا أفضل السبل لتحقيق نحو اقتصادي دولي ومستقر وطويل الأمد. يذكر أن زيارة الرئيس السيسي المقبلة للصين هي الزيارة الثالثة وذلك بخلاف الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني »ش چين بنج» إلي مصر في يناير 2016 بالتواكب مع مرور ستين عاما لإقامة العلاقات بين مصر والصين، ووفقا لتصريحات السفير الصيني لدي مصر فإن كلا مصر والصين يتشاركان في الإدارة الاقتصادية العالمية بمزاياهما الفريدة، فالصين محرك مهم لنمو الاقتصاد العالمي ومصر تتمتع بقدرات كبيرة للتنمية الاقتصادية، ومن ثم من المتوقع أن يناقش رئيسا البلدين علي هامش أعمال القمة كيفية تعزيز التعاون العملي بين القاهرة وبكين في سبيل تحقيق مزيد من التكامل بين استراتيجيات التنمية لكل منهما بالإضافة إلي تبادل وجهات النظر بين الرئيسين حول تحفيز النمو المستدام للاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيوطد بلا شك أساسا لتطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر علي المدي الطويل ويساهم مساهمة مبتكرة في إنشاء وتحسين نظام أكثر تمثيلا للإدارة الاقتصادية العالمية. كما ستكون الزيارة المقبلة للرئيس السيسي إلي نيويورك، لحضور الدورة 71 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، هي المشاركة الثالثة للرئيس السيسي علي التوالي منذ توليه رئاسة الجمهورية. كان الرئيس قد استقبل الأحد الماضي، وفدًا من مجلس أعمال الأمن القومي الأمريكي الذي يضم ممثلين عن مجتمع الأعمال الأمريكي المهتمين ببحث الموضوعات السياسية والأمنية المرتبطة بالأمن القومي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وخالد فوزي مدير المخابرات العامة. وقال السفير علاء يوسف، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد خلال اللقاء علي متانة وقوة العلاقات المصرية الأمريكية، وحرص مصر علي تعزيز وتنمية علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة في جميع المجالات، لاسيما في ضوء امتداد التعاون بين البلدين لعقود طويلة. واستعرض الرئيس مُجمل التطورات علي الساحة الإقليمية، حيث أكد علي أهمية التوصل إلي حلول سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ وحدة وسيادة تلك الدول وسلامتها الإقليمية، ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات شعوبها، مشددا علي أهمية عنصر الوقت بالنظر إلي ما ينتج عن تلك الأزمات من معاناة إنسانية. وأشار الرئيس إلي استغلال الجماعات الإرهابية لما توفره بؤر التوتر والاضطراب القائمة بالمنطقة من بيئة مواتية لنشر أفكارها المتطرفة والمتشددة، مؤكداً علي أهمية تضافر الجهد الدولي من أجل التصدي لخطر الإرهاب والتطرف الذي أصبح يهدد العالم بأكمله. وأضاف المُتحدث الرسمي أن أعضاء الوفد الأمريكي أكدوا خلال اللقاء علي تطلعهم لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بالولايات المتحدة، مؤكدين علي أهمية هذه العلاقات باعتبار مصر شريكاً هاماً لبلادهم، وأشاروا إلي أهمية دور مصر بالمنطقة بوصفها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار، مشيدين بما تقوم به من جهود لمكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف.