سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فصائل مسلحة مدعومة من أنقرة تدخل مدينة جرابلس وتطارد »داعش«..دمشق تدين »الخرق السافر« لسيادتها.. والأكراد يعتبرونه »إعلان حرب« قوات تركية تتوغل داخل سوريا بدعم من واشنطن
توغلت دبابات تركية ومسلحون سوريون تدعمهم أنقرة صباح أمس في الأراضي السورية في إطار عملية عسكرية أطلقتها فجرا بدعم من التحالف الدولي وبتأييد من الولاياتالمتحدة، وأطلقت عليها اسم »درع الفرات» لطرد تنظيم داعش من مدينة جرابلس آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة التنظيم في المنطقة الحدودية مع تركيا. وبعد ساعات من بدء التوغل، قال قائد بقوات »فيلق الشام»، وهي احدي الفصائل السورية المسلحة، ان المقاتلين المدعومين من تركيا دخلوا مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة تنظيم »داعش»، وإن أغلب مقاتلي التنظيم في جرابلس انسحبوا وسلم بعضهم نفسه. وبينما ذكر قائد آخر أن أكثر من 50 بالمئة من المدينة أصبحت الآن تحت سيطرة قوات الفصائل المدعومة من تركيا.. وسارعت دمشق علي الفور إلي التنديد بالتوغل التركي في أراضيها واعتبرته »خرقا سافرا لسيادتها». وقال مسئول في وزارة الخارجية السورية إن »محاربة الإرهاب ليست في طرد داعش وإحلال تنظيمات إرهابية أخري مكانه مدعومة مباشرة من تركيا » مشددا علي أن »محاربة الإرهاب علي الأراضي السورية كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري». ووصف مسئولون أكراد سوريون التدخل التركي بأنه »اعتداء سافر» وقالوا إن أنقرة ستخسر في »مستنقع» سوريا كداعش. واعتبر المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية التدخل التركي »إعلان حرب» علي إدارة الحكم الذاتي التي أعلنتها الجماعات الكردية في شمال سوريا منذ بدء الصراع في 2011. من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في خطاب بالعاصمة أنقرة إن العملية تهدف إلي »إنهاء» المشاكل علي الحدود التركية وتستهدف تنظيم داعش المتشدد وقوات »حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في شمال سوريا. وأضاف أن تركيا مصممة علي الحفاظ علي وحدة الأراضي السورية وستتولي الأمر بنفسها إذا اقتضي الأمر لتحقيق ذلك، مشيرا من جهة أخري إلي »حق الشعب السوري في أن يقرر من يحكمه». واعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عملية »درع الفرات» نقطة تحول في المعركة ضد داعش وأكد علي ضرورة عودة الأكراد السوريين إلي شرقي نهر الفرات وإلا فإن تركيا »ستفعل ما هو ضروري». وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن نحو عشر دبابات تركية عبرت الحدود بين الدولتين وشرعت في قصف مواقع داعش في مدينة جرابلس بعد أن سبقتها مجموعة من القوات الخاصة التركية لتأمين عملية التوغل البري. وتبعت الدبابات آليات عسكرية أصغر حجما تنقل عناصر من مسلحي الفصائل السورية المدعومة من أنقرة. وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الداخلية التركي افكان الا، ان العملية ستنتهي سريعا، سيطر ما يطلق عليه » الجيش السوري الحر» المدعوم ايضا من أنقرة علي أربع قري بشمال سوريا. وذكرت شبكة »ان تي في» التليفزيونية الخاصة ان طائرات اف-16 تركية وطائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ألقت قنابل علي أهداف لداعش في جرابلس. وأعلن مسئول أمريكي أن الولاياتالمتحدة قدمت دعمها للعملية التركية الجارية داخل الحدود السورية موضحا أنه في الوقت الراهن اتخذ الدعم شكل تبادل معلومات ومشاركة مستشارين عسكريين أمريكيين مشيرا إلي أنه يمكن أن يصبح دعما جويا إذا طلب الأتراك ذلك. ويعد هذا أول هجوم من نوعه منذ أن أسقطت القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية في نوفمبر الماضي فوق الحدود التركية السورية. كما أنه يعد أول توغل كبير معلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في فبراير 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الأمبراطورية العثمانية.