سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قلعة "الباشا" هرم بداخله كنز أثري يبحث عن حفائر وزارة الآثار قلاع "الجندي .. صلاح الدين .. والترابين" حصون حربية أثارية بأرض الفيروز شاهدة علي عظمة جيوش مصر "الأخبار المسائي" تواصل جولتها بالمناطق الأثرية بجنوب سيناء
تواصل الأخبار المسائي "الأسبوعي" نشر جولتها بالمناطق الأثرية بجنوبسيناء التي تفقدنا خلالها عدد كبير من المناطق الأثرية علي مدار 4 أيام قطعنا فيها أكثر من 2400 كيلو متر لنكشف عن العديد من الايجابيات والسلبيات الموجودة بالمحافظة ونرصد الواقع فى ظل ضعف حركة السياحة وأزمة التمويل التي تعانى منها وزارة الآثار.. وفى هذا العدد نلق الضوء على عدد من القلاع الحربية المنتشرة فى جنوبسيناء والتى تعد كنوزا أثرية وتاريخية توضح عظمة جيش مصر فى مختلف العصور ومن بينها قلعة الترابين وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وقلعة الجندي والتى يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة والنهائية على ملفهما للانتهاء منه قبل رفعه لليونسكو لإدراجه على قائمة التراث العالمي في اجتماعها المقبل حيث تم إدراج خطة إدارة الأزمات والكوارث بعد معاينتها للجزيرتين لتحديد المخاطر التي تواجهها للجزيرتين ومعايير السلامة مرفقة بجميع الخرائط الأثرية القديمة التي حددتها المساحة والأملاك، ومن المقرر عرض ملف الجزيرتين على لجان منظمات توجيهية تابعة لمنظمة اليونسكو أبرزها "الإيكموس، "الإيكروم". قام بالجولة : محمد طاهر تصوير : عبد المنعم ممدوح في اليوم الثالث للجولة اصطحبنا الأثريان ياسر على مدير عام شئون المناطق بخليج السويس بمنطقة جنوبسيناء للآثار الإسلامية ومصطفى نور مدير جنوبسيناء للآثار المصرية فى جولة بعدد من القلاع الحربية الفريدة بجنوبسيناء بدأت بقلعة الجندي التي تبعد 65 كيلو متر شرق مدينة رأس سدر من عند أبو صويرة، وأثناء توجهنا إلى قلعة الجندي أو "الباشا" بعد زيارتنا لعيون موسي وعلى الطريق مررنا ببركة مياه طبيعية مالحة خارج المنطقة الأثرية سألنا أنفسنا لماذا لا يكون وسط هذه البركة أو بجانبها استراحة للمسافرين يتناولون عليها بعض الطعام والمشروبات .. ثم ظهرت قناة السويس مررنا بجوارها وشاهدنا كم كبير من السفن العملاقة أثناء عبورها للقناة لنكون شاهد عيان ينفى للقراء ما يشاع عن القناة فى الفترة الأخيرة الماضية. قلعة الباشا قلعة الجندي أو "الباشا" وهى قلعة على شكل هرم وقد أنشأها صلاح الدين الأيوبي، وهى حصن يقع أعلي تل رأس الجندي المنفصل عن الهضبة المحيطة بالمكان نفسه على ارتفاع حوالي 350 متر ويصل ارتفاعها إلي 2150 قدماً فوق سطح البحر، ويرتفع 500 قدم فوق السهل المنبسط المتسع حوله من كل الجهات، والتل له شكل فريد، وموقع حاكم يجعلانه هيئة طبيعية ظاهرة بالعين المجردة من علي بعد عدة كيلو مترات ومن يقف فوقه يكشف بالطبع أبعد من هذه المسافة ويرتبط بناء هذه القلعة بوقائع تاريخية، وقد شيدت هذه القلعة لحماية مسار الحجاج إلى مكة ولمقاومة الهجمات المحتملة من الصليبيين في عام 1183، وتم البناء عام 1187 وهو المقابل للتاريخ الهجري المنقوش حتى الآن علي باب القلعة. وشرح لنا الأثري ياسر على مدير عام شئون المناطق بخليج السويس قلعة الجندي برأس سدر وأنه فى نهاية العصر الفاطمي جاء ذكرها بعد صراع بين شاور وضرغام على الحكم فى مصر أحدهم استعان بنور الدين محمود والآخر استعان بالصليبيين فجاء ذكر القلعة فى هذا الصراع لأن كان هناك حامية عسكرية صليبية لهذا الموقع، ففي العصر الأيوبي عندما احتل الصليبيين الشام درب الحج كان فى شمال سيناء طريق القوافل المعتاد الممهد فيه سبل المعيشة عندما احتل الصليبيين بيت المقدس وكان هناك تهديد على الحجاج من ضمن الحوادث المشهورة أن أخت صلاح الدين الأيوبي كانت ضمن قافلة حجاج وتعرض لها الصليبيون بقيادة أرناط الذي نهب القافلة وقتلها، هذا الحادث دفع صلاح الدين لإهدار دم أرناط وبعد هذا الحادث تغير طريق الحج إلى طريق وسط سيناء المسمي بدرب الشعوى أو درب السلطان، وقلعة الجندي هي قلعة حربية لحماية حدود مصر وتأمين درب الحج واستراحة من ضمن استراحات الحجاج استمر العمران بالمكان لأكثر من عصر حتى العصر الفاطمي ثم هوجرت بعد ذلك. كنز الجندي والقلعة متهدمة تماما وكان يحيط بها أسوار وفندق محيط بها لزيادة الحماية وبالقلعة مصلى ومصلى عيد وصهريجين للمياه أحدهم أسفل المسجد ومخازن للغلال وسجن للقلعة وحمام بخار يشبه الحمام المغربي "ساونة" تم اكتشافه عام 2001 على يد الأثري ياسر على والأبراج الدفاعية بها ما يشبه المغازل "فتحة مثلثية الشكل" والقلعة تعد كنزا حيث لم تستكمل فيها أعمال الحفائر حتى يظهر كل ما في باطنها من كنوز وهو ما دعانا للسؤال أيضا لماذا لم تدفع وزارة الآثار ببعثة حفائر لقلعة الجندي تستكشف ما بها من كنوز ؟!. حتى أننا أثناء توجهنا للقلعة وجدنا معسكر لليهود تم تحريره وتطوير الموقع الموجود وكان بها سينما أيضا وبوادي سدر أحد الأودية الإستراتيجية فى جنوبسيناء عشرات من المواقع الأثرية قبل التاريخ التي يسكن فيه قبيلة التياهة حيث يخترق الوادي هضبة التيه .. كل مسافة نمر بها تزينها نقطة للجيش المصري الذي يؤمن الطريق ويشعرنا بالأمان من انتشار وتواجد رجال قواتنا المسلحة. وأمام قلعة الجندي عثرنا على خوذة يبدو أنها لأحد الجنود وقد أصيبت بطلق ناري مما أدى إلى تهالكها كما عثرنا على فارغ مدفع هاون .. المنظر أمام القلعة ساحر والهواء الطلق شديد رغم ارتفاع درجة الحرارة وهو ما شجعنا لصعود القلعة أعلى الجبل .. عانينا من تسلق الأحجار لمسافة بلغت حوالي 350 متر صعدناها على أيدينا قبل أرجلنا مصرين على بلوغ هدفنا فى تصوير القلعة من أعلى مكان لنكون شاهد عيان على ما نراه أعلاها، وبأعلى القلعة وجدنا نص تأسيسي بديل للمدفون بالقلعة ومدخل برج عبارة عن فتحة مستطيلة على جانبيها نجمتان ثمانيتان وعليها عتب به شكل هلال وأشكال هندسية .. شاهدنا خندق أعلى القلعة دخلنا من البوابة الرئيسية لقلعة الجندي وعلى جانبيها مصاطب لجنود الحراسة وقنوات لتجميع مياه الأمطار وشاهدنا مخازن الغلال منقورة فى باطن الجبل ومصلى العيدين ويتقدمه محراب بثلاث درجات سلمية للإمام وجامع ويتوسطه خرزة "مفتوحة" صهريج مياه لتخزين المياه ومحراب ذو عقد مدبب، به زخارف إشعاعية أسفلها شريط كتابي بالخط الكوفي المورق "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد" وأعلاها الشهادة أشهد ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، كما وجدنا حول محراب المسجد بعض الكتابات الحديثة لعدد من اللغات وأسماء لاتيني وعبري وعربي مثل خالد جودة إسماعيل حلوان البلد ونقيب محمود محمد عبود ورديف خالد لحام عقبى وانجي وتواريخ قديمة.