أعربت دوائر عسكرية في تل أبيب عن بالغ قلقها من التطور الذي طرأ علي سلاح البحرية المصري، لا سيما بعد انضمام حاملة المروحيات ميسترال أو »جمال عبد الناصر» إلي الخدمة البحرية، وقالت الدوائر ذاتها أن استعراض المصريين أواخر الشهر الماضي إمكانيات حاملة المروحيات التي تقل علي متنها 46 مروحية، بعث برسالة شديدة اللهجة لميزان القوي البحرية الإقليمية، وأكد أن مصر باتت المتحكم الأول في مياه البحرين الأحمر والمتوسط، وأن سلاح البحرية الإسرائيلي أصبح معادلة القوي البحرية في المنطقة، وأضحت تواجه تهديداً إقليمياً، خاصة أن المصريين يتأهبون لاستلام حاملة مروحيات من النوع ذاته في غضون شهرين. علي خلفية تلك التحسبات، نشر موقع »دبكا» العبري تقريراً، كشف فيه النقاب عن أن إسرائيل بعثت برسائل عاجلة إلي شركة الأسلحة الأميركية » لوكهيد مارتن»، حثتها فيها علي تسريع وتيرة تسلم إسرائيل السفينة الحربية الساحلية Littoral »ombat Ship حتي يتمكن الأسطول الإسرائيلي من إدخالها الخدمة في أقرب وقت ممكن، رغم أن توقيع إسرائيل علي الصفقة مع الشركة الأمريكية، لم يمر عليه شهر! ونقل التقرير عن دوائر عسكرية في تل أبيب قولها: »نحاول عبر السفينة الجديدة خلق نوع من التوازن في القوي البحرية الإقليمية»، ورغم أن الاسطول الإسرائيلي يمتلك 3 غواصات من طراز »دولفين»، وهي من أفضل الأسلحة التي تخدم في الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن غواصتين إضافيتين ستتسلمهما إسرائيل خلال العامين 2018، و2019، إلا أن خبراء الحرب في إسرائيل يرون أن الأسطول الإسرائيلي »أصبح عديم الفائدة أمام التهديدات التي تواجهها إسرائيل في المنطقة». وفي محاولة لغض الطرف عن قلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من التحول المفصلي في منظومة العسكرية المصري، ألمح مسئولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية إلي أنه بعيداً عن تصاعد القوي الإقليمية في المنطقة، تحتاج إسرائيل ما يساعدها علي حماية شواطئها من التهديدات التي تجابهها من غواصي حماس علي طول سواحل غزة، والقوارب المطاطية التي يتحرك بها حزب الله بين الفينة والأخري علي السواحل اللبنانية. وفيما وصف بتبرير التلهف علي صفقة »لوكهيد مارتن»، قال المسئولون أنفسهم إن سواحل أمريكا الجنوبية ووسطها باتت مهددة جراء عمليات تهريب المخدرات، إذ يستخدم المهربون غواصات صغيرة في تهريب صفقات المخدرات، ما حدا بضرورة تعزيز الأساطيل البحرية لدول تلك المنطقة، وفقاً لتصاعد التهديدات. التقرير العبري وفي مسعي لاستعراض القوي البحرية الإسرائيلية، عاد للحديث عن غواصات »دولفين»، مشيراً إلي أنها تجسد مفهوم لغز الحرب السرية، وتُستغل في مهام »تخدم ذراع إسرائيل الاستراتيجي الطويل»، ونقل التقريرعما وصفه بالمصادر الأجنبية، قدرة هذه الغواصات علي حمل رؤوس نووية. وفي استعراض لا يقل عن سابقه، عدد التقرير مواصفات سفينة Littoral »ombat Ship الحربية، مشيراً إلي أنها تستطيع تقريباً الهروب من شاشات الرادارات، وتتميز بسرعتها الفائقة عند الإبحار، وقدرتها علي حمل مروحيات وتخزينها، ومساعدة مشاه البحرية الإسرائيلية علي القيام بعمليات إبرار مختلفة، فضلاً عن حمل آليات بحرية بلا قائد، ونقل وتخزين مركبات مدرعة، لاستخدامها في عمليات الإبرار، كما أن السفينة ذاتها مزودة بمدفعية، ومنظومة صواريخ، ومنظومة حرب إليكترونية. وذيل »دبكا» تقريره بالإشارة إلي القطع البحرية المصرية الجديدة، مشيراً إلي أنه في ظل ظهورها في المنطقة، والدوريات البحرية الروسية في مياه البحر المتوسط، المزودة بمدافع بحرية، بالإضافة إلي تسلح المنظمات الإرهابية بآليات بحرية متطورة، بات لزاماً علي إسرائيل مجابهة تلك التهديدات، وعدم الاكتفاء بالغواصات الثلاثة، ولا بالغواصتين المنتظرتين، وإنما الإسراع في ضم السفينة الجديدة إلي الخدمة في الأسطول الإسرائيلي.