خمسون عاما من عمره أمضاها برفقة القلم والاوراق التي اتخذها سلاحا لمقاومة الارهاب الفكري من خلال الفن.. فهي قضيته الرئيسية التي أوقف عليها أعماله فكتب 30 مسرحية و 20 مسلسلا ما بين اذاعي وتليفزيوني.. انه الاديب محمد أبو العلا السلاموني الذي يوجه رسائل قصيرة لعشر شخصيات انتقاها بحرص لتدور في نفس القضية. جمال عبدالناصر جريء القرار أول من أدرك خطورة جماعة الاخوان المسلمين كجماعة إرهابية تسعي للوصول إلي السلطة باسم الاسلام فكان قراره الجريء بحل الجماعة مما أدي إلي محاولتهم لاغتياله في المنشية وتعاونوا مع المخابرات المركزية الأمريكية ضد الحكم الوطني في مصر والعالم العربي وظلوا عملاء لها خلال الحرب الباردة لتعطيل برامج التنمية والحرية والعدالة الاجتماعية بما يدبرونه من مؤامرات داخلية وخارجية وكان هذا هو السبب الاول في تعطيل مسيرة الديموقراطية وهي المبدأ السادس لثورة يوليو 1952 الذي يزعم البعض ان الثورة أهملته. د. جابر عصفور تراث الاستنارة مفكر كبير حمل علي عاتقه تراث الاستنارة المصري مكملا دور الشيخ محمد عبده وتلامذته ورغم انه ناقد وباحث أكاديمي ويكفيه فخرا كتاباته الأدبية وإدارته لأكبر المؤسسات الثقافية إلا أنه تحمل مسئولية مواجهة الفكر المتطرف وكشف الاكاذيب التي تروج لها جماعات الارهاب وقاوم الارهاب الفكري الذي تمارسه بعض المؤسسات الدينية مستخدمة شعارات الاسلام السياسي رغم ان الازهر لم يكفر القتلة الارهابيين. د. رفعت السعيد التأسلم السياسي رجل فكر اليسار المصري التقدمي العريق، المثل الأعلي للمفكر السياسي الحزبي الذي يناضل من أجل تدعيم مبادئ الفكر الاشتراكي الذي تخلي عنه الكثيرون في الاوقات الصعبة إلا أنه مازال صامدا صمود المصلحين، وهو صاحب اصطلاح التأسلم السياسي الذي كشف زيف ما يسمونه زورا بالصحوة الاسلامية ففند أفكار الدعاة الفاشلين في سلسلة من الكتب والمقالات التي أصبحت مرجعا مهما. جزاه الله عنا كل خير. الشيخ محمد عبده من رواد التنوير يرجع إليه الفضل في بداية عصر التنوير وتجديد الفكر الاسلامي في الازهر بعد اجتهادات الشيخ حسن العطار ورفاعة الطهطاوي كما يعود إليه الفضل في تحقيق التراث ونشره وعدم استخدام لغة التكفير التي تؤدي إلي الفتن، وكانت فتاواه كمفت للديار المصرية من أهم الاجتهادات في مجال تجديد الخطاب الديني والعودة إلي التراث العقلاني في الثقافة العربية بدلا من تقديس النصوص القديمة التي عفي عليها الزمان. الشيخ علي عبدالرازق ضربة لأحلام الخلافة كان ضحية الجمود الفكري الذي أدي إلي حرمانه من شهادة »العالمية» التي حصل علهيا بجدارة عندما تحالف الاستبداد السياسي مع بعض العلماء المنافقين للسلطة وذلك حين تصدي بكل شجاعة فكرية لتفنيد مزاعم دعاة الخلافة بعد سقوطها في تركيا حيث حاول الملك فؤاد وبعض الطامعين من الحكام العرب ارتداء عباءة الخلافة لتكون وسيلتهم للاستبداد باسم الدين فكان كتابه »الاسلام وأصول الحكم» ضربة قاصمة لاطماعهم وإنقاذ المنطقة من العودة لحكم العصور الوسطي. د. فرج فودة نبي الوطنية هو أحد أنبياء الوطنية المصرية الذي كفرته فتاوي دعاة ومشايخ وائمة جماعات الاسلام السياسي دون رحمة واشرعت عليه السيوف المسمومة بكل خسة حتي قتلته لتخمد صوته الوطني الذي أرهبهم لانه كشف عورات تاريخ الحكم المزيف تحت اسم الخلافة في كتابه المهم »الحقيقة الغائبة» ليرد به علي سفر التكفير الذي كتبه المحرض علي قتل السادات تحت اسم »الفريضة الغائبة». د. نصر حامد أبو زيد أول الضحايا أول ضحايا الدعوة لتجديد الخطاب الديني في أوائل التسعينات حين كتب »نقد الخطاب الديني» وكانت الكارثة ليست في منعه من الترقية في الجامعة - وهي حقه - ولكن في التقرير التكفيري الذي يطالب بمحاكمة عقيدة الباحث ونواياه مما يهدد المبادئ والتقاليد الجامعية وحرية البحث العلمي ثم المطالبة بتفريقه عن زوجته عبر أساليب التكفير والاتهامات المرسلة. مصطفي النحاس الدولة المدنية هو رجل السياسة المصرية القوي الذي واجه تحويل الدولة المدنية في مصر إلي دولة دينية فاشية حين وقف بكل شجاعة أمام أطماع الملك فاروق الذي شجعته جماعة الإخوان وبعض علماء الدين لكي يتولي منصبه كملك بالقسم امام مشايخ الازهر ثم يعلن نفسه خليفة باسم الاسلام ويسمي نفسه الملك الصالح وينسب نفسه زورا إلي آل البيت ولكن النحاس وقف أمامه بشجاعة وأمره بالقسم امام البرلمان تأكيدا لحكم الدولة المدنية وإعمالا للديموقراطية. إسلام بحيري جزاء الاجتهاد أحد شباب المفكرين الواعدين الذي رفض أن يخضع نفسه داخل سجون النصوص القديمة وأراد أن يحرر إسلامه الفطري - الذي فطره الله عليه - ويعمل عقله الحر الذي فضله به علي سائر المخلوقات أراد ان يخرج من هذه السجون التي تكبله وتكبل عقول المواطنين البسطاء فإذا به يسجن مع المجرمين والقتلة.. لماذا ؟ لأنه استجاب لدعوة رئيس الجمهورية بتجديد الخطاب الديني ؟ وحتي لو اخطأ في اجتهاده أليس للمجتهد ثوابان إن أصاب وثواب ان اخطأ! كرم مطاوع المخرج الشجاع تحية إلي روح هذا المخرج الكبير الذي كان أول المخرجين الذين تحمسوا لإخراج مسرحيتي »ديوان البقر» التي تفند فكر الجماعات المتطرفة والارهابية وعرضت علي مسرح الهناجر عام 1995 في الوقت الذي تفشي فيه فكر تكفير المجتمع واتهامه بالجاهلية بهدف استحلال أموال الناس وأعراضهم ورغم العمليات الإرهابية إلا أن هذا المخرج لم يتردد في إخراج المسرحية التي كانت ضربة قاصمة ضد هذه الجماعات ودفعة قوية لدور المسرح في مقاومة الارهاب.