انتظر العرب حتي اليوم الخامس لافتتاح رصيدهم من الميداليات في دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو، حيث طوق لاعب الجودو الاماراتي توما سيرجيو عنقه ببرونزية مسابقة وزن تحت 81 كيلو جرام. وتغلب سيرجيو، المولدافي الاصل، علي الايطالي ماتيو ماركونتشيني في مباراة المركز الثالث بحركتي ايبون وسومي غايشي في دقيقتين و16 ثانية. وهذه الميدالية الثانية للامارات بعد ذهبية الشيخ احمد بن حشر ال مكتوم في رماية الحفرة المزدوجة »دبل تراب» في اوليمبياد اثينا 2004. وكانت المشاركة الاوليمبية الثالثة ثابتة لسيرجيو بعدما اقصي من الدور الاول في وزن تحت 73 كيلو جرام خلال العاب بكين 2008، والثالث في وزن تحت 81 كيلو جرامغ في لندن 2012، وكانتا بالوان مولدافيا. وكان سيرجيو قاب قوسين او ادني من بلوغ المباراة النهائية لكنه خسر امام حلمورزاييف بحركتي ايبون وتوموي-ناج بعد 23 ثانية من الوقت الاضافي. هزيمة الألماني وتخطي سيرجيو منافسه الالماني زفن ماريش في دور ال32، ثم البرازيلي فيكتور بينالبير في دور ال16، واخيرا الياباني تاكانوري ناغاسي في ربع النهائي. ويحمل سيرجيو علم الامارات في ريو 2016 مع المولدافين الاصل فيكتور سكفورتوف الذي خرج من دور ال16 في وزن تحت 73 كيلو جرام، وايفان ريمارينكو الذي يخوض الخميس منافسات وزن تحت 100 كيلو جرامغ. وعندما سئل لاعب الجودو سيرجيو توما، المتوج بأول ميدالية عربية في العاب ريو دي جانيرو الاوليمبية، عن سبب اختياره تمثيل الامارات بدلا من بلده الاصلي مولدافيا، تنهد طويلا واجاب: »الامكانات». اختبر توما التجربة الاوليمبية مرتين، فاقصي من الدور الاول في وزن تحت 73 كجم خلال العاب بكين 2008، والثالث في وزن تحت 81 كجم في لندن 2012، لكن الثالثة كانت ثابتة، واحرز برونزية وزن تحت 81 كجم انما تحت العلم الاماراتي. علم الامارات يقول توما المولود في العاصمة المولدافية كيشيناو عام 1987 لوكالة فرانس برس بعد تتويجه أمس الأول وهو يتشح بعلم الامارات: »الامكانات في مولدافيا ليست متاحة مثل الامارات، ومسيرتنا الرياضية قصيرة. اشكر الامارات لمنحنا فرصة تمثيلها، فقد بذلنا كيلو جرام ما في وسعنا للوصول الي هنا». ويثير الهدف المنشود من تجنيس الرياضيين في بعض الدول الخليجية عدة تساؤلات. عن هذا الموضوع، يقول ناصر التميمي امين سر اتحاد المصارعة والجودو والكيك بوكسينج الاماراتي: »كان هدفنا مزدوجا، الاول بناء قاعدة قوية للصغار، فالجيل الصاعد يحتاج الي نموذج بطل يتخذه مثالا، مع كيلو جرام بطل كبير يولد بطل صغير. أما الثاني فهو تحقيق ميدالية لخلق هذا النموذج». يهدي توما برونزيته الي فيكتور جرجيتش ملهمه في مولدافيا، ولداعميه في بلده الاصلي والامارات، وعن الفارق بين تجربتي 2008 و2012 ونيله برونزية 2016 يضيف: »في هذا الاوليمبياد اصبحت لدي خبرة اكبر، واصبحت اثق اكثر بقوتي». يتدرب توما في اليابان والقارة الاوروبية، واحتكاكه المستمر مع النخبة العالمية سبب اصابته هذا النجاح، بحسب امين عام اللجنة الاوليمبية الاماراتية محمد الكمالي: »اكتسب توما معنا امكانيات التواجد في الالعاب الاوليمبية، وبالتالي الظهور المشرف كما فعل في منافسات اليوم». نحو طوكيو 2020 اصبح توما بعمر التاسعة والعشرين، وفي العاب طوكيو المقبلة عام 2020 سيكون في عمر غير مثالي للمنافسة علي الميداليات، لكن يبدو ان البرونزية منحته دفعا معنويا كبيرا: »طبعا سأنافس في اليابان، اعتقد انه بإمكاني متابعة المشوار، وهذه المرة سأبحث عن الذهب». انتظر الاماراتيون حتي العاب اثينا 2004 لتحقيق اول ميدالية، من خلال ذهبية الشيخ احمد بن حشر ال مكتوم في رماية الحفرة المزدوجة »دبل تراب»، لكن اسمهم غاب عن منصات التتويج في 2008 و2012. يشرح التميمي اكثر كيفية وصول توما الي منصة التتويج: »وضع برنامج لسيرجيو عام 2013 لتحقيق ميدالية اوليمبية.