كثيراً ما نمر بمصاعب وابتلاءات عدة، وقد نتعرض لأحداث ترغم البعض منا علي الإحساس بالفشل.. فشل بدأ بمجال تعليمى غير مفضل أو وظيفة غير التى نحلم بها، أو علاقات أسرية واجتماعية غير مستقرة، أو غير ذلك من أسباب. هكذا تكون حياة الإنسان من المصاعب والإبتلاءات فى حياة الإنسانة، وهى من سنن الله فى خلقه: والمؤسف أن يدعى البعض أن ما يمر به الإنسان من أحداث مؤلمة سبب كاف يقوده للفشل أو الإحساس به وعدم القدرة على فعل أى شيء.. وخطأ كبير، لأن تصرفنا تجاه أى حدث يحصل لنا يختلف من شخص لآخر، وبذلك تكون سعادة الإنسان وشقاؤه وسكينته أو قلقه ينبع من نفسه وحدها. وهو الذى يعطى الحياة لونها البهيج أو المقبض لو بدأ هو بالفشل عندما يقرر التوقف عن المحاولة.. هذا هو »توماس أديسون« واحد من أشهر الأسماء التى برزت بعد أن قال عنه كل المعلمين فى المدرسة إنه «غبي» بداً وليس فى استطاعته أن يتعلم أى شيء. أشتهر «اديسون» بإختراع المصباح الكهربائى الشهير بعد ما لا يقل عن 1000 محاولة فاشلة.. وعندما سأله أحد الصحفيين عن شعوره حيال 1000 محاولة فاشلة قبل النجاح أجاب لست أفهم لم تسمها محاولات فاشلة؟ أنا أعرف الآن 1000 طريقة. هذا هو «أديسون» رابع أكثر مخترع إنتاجاً فى التاريخ وأمتلك 1093 براءة اختراع تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع فى فرنسا والمانيا، وكان له الفضل فى اختراعات عديدة من الأجهزة التى كان لها الأثر الكبير فى خدمة البشرية، والتى ساهمت فى وسائل الإتصال الجماهيرى وفى مجال الإتصالات على وجه الخصوص. ولعل الجميع يعلم جيداً اسم «ستيف جوبر» ذلك العبقرى مؤسس إمبراطورية أبل.. له قصص نجاح وفشل وكبوات ومآس، حيث تخلى عنه أبويه وعاش مع عائلة بالتبني.. تعرض لفشل ذريع فى مقتبل حياته العملية وهو فى سنة الخامسة والعشرين وطرد من الشركة التى كان صاحب الفضل فى تأسيسها وجعلها أكبر شركات العالم. ولكن هذا لم يمنعه من العودة لينقذها بعد ملاحقتها بالخسائر وإنهيارها حتى جعلها رقم واحد فى العالم فى مجال تكنولوجيا الأعمال مرة أخري. إن هؤلاء ليسوا دائماً على الدرب الصحيح، فهم مثل بقية العامة من الممكن أن يرتكبوا أخطاء ويمكن أن تكون أخطاء قاتلة، ولكن المهم أنهم يتعلمون من أخطائهم ويحاولون تصحيحها. إن هذا النوع من الشخصيات لايستسلم ابداً للفشل وإنما يتعلم منه ويكتسب من كل محاولة فاشلة معلومة جديدة تزيد من فرص النجاح فى تحقيق الحلم والوصول للهدف.